"طالبان" ترفض أي وجود عسكري أميركي في أفغانستان

19 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 20:51 (توقيت القدس)
"طالبان" تحتفل بعودتها إلى السلطة في قاعدة باغرام، أغسطس 2024 (أحمد أرمان/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حكومة "طالبان" ترفض تصريحات ترامب بشأن قاعدة باغرام، مؤكدة رفضها لأي وجود عسكري أجنبي في أفغانستان، مع إمكانية التعاون مع الولايات المتحدة في مجالات أخرى بشرط الاحترام المتبادل.
- معارضو "طالبان" يرون تصريحات ترامب كإشارة لتعاملات سرية بين "طالبان" وواشنطن، بينما يعتبر الأكاديمي حسيب الله وفا هذه التفسيرات غير صحيحة وتحذر من تصعيد قد يؤدي لحرب جديدة.
- الصين تؤكد احترامها لسيادة أفغانستان، داعية الدول للابتعاد عن القضايا المثيرة للقلق، مشددة على أن الشعب الأفغاني يقرر مستقبله.

ردت حكومة "طالبان" على تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب

 بشأن استعادة قاعدة باغرام الجوية، أكبر القواعد الجوية في أفغانستان، مشددة على رفضها أي نوع من الحضور العسكري الأجنبي في البلاد. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الأفغانية ذاكر جلالي، وهو المدير الثالث للشؤون السياسية في الوزارة، في تصريحات عبر منصة إكس الخميس، أن "الوجود العسكري لأي دولة لم يكن مقبولاً للشعب الأفغاني على مر التاريخ، ولن يكون مقبولاً في المستقبل أيضاً".

كما أكد جلالي أن هذا الخيار رُفض خلال مفاوضات الدوحة بين واشنطن و"طالبان"، مشدداً في الوقت نفسه على أن أبواب التعامل مع واشنطن مفتوحة في مجالات أخرى، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية وأفغانستان "بحاجة إلى التعامل فيما بينهما، كما يمكنهما إقامة علاقات سياسية واقتصادية مبنية على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، من دون أن يكون للولايات المتحدة أي حضور عسكري في أفغانستان". كما أضاف المسؤول الأفغاني أن الرئيس الأميركي، إلى جانب كونه سياسياً، هو "تاجر ماهر ينظر إلى كل الأمور بهذه النظرة، ويطرح القضايا من زاوية الصفقات".

يذكر أن ترامب كان قد تحدث عن قاعدة باغرام في فبراير/ شباط من العام الحالي. حينها، قال الناطق باسم "طالبان" ذبيح الله مجاهد، لـ"العربي الجديد"، إن الأميركيين يعرفون موقف "طالبان" جيداً حيال القضية، و"بالتالي فإن حكومة أفغانستان لا تأخذ مثل هذه التصريحات على محمل الجد، بل تفسرها بأن هناك رغبة أميركية في التعامل مع أفغانستان"، رافضاً بشدة السماح بوجود أجنبي على أراضي أفغانستان "مهما يكن الثمن". وكان وزير الدفاع الأفغاني الملا يعقوب قد أكد، قبل يومين، في حوار مع قناة الجزيرة، أنه لا يوجد أي توافق عسكري مع الولايات المتحدة، أو الصين، أو روسيا.

تقارير دولية
التحديثات الحية

تعليق المعارضة

لكن المعارضين لـ"طالبان"، ومعظمهم من قادة ومناصري جبهة بانشير المعارضة، أو من المسؤولين في الحكومة السابقة، فسّروا تصريحات ترامب بأنها تشير إلى وجود تعاملات سرية بين "طالبان" وواشنطن، وربطوا الزيارة الأخيرة لمندوب ترامب لشؤون المعتقلين آدم بوهلر، والمبعوث الأميركي السابق لعملية السلام الأفغانية زلماي خليل زاد، إلى كابول، مع هذه القضية. وقال بعض هؤلاء عبر صفحاتهم في "فيسبوك" إن القضية الأساسية التي جاء من أجلها خليل زاد وبوهلر "هي قضية باغرام"، وأن "طالبان ستتعامل مع القضية بشكل إيجابي".

محاولة لكسب الثقة

وفي تعقيب له، يقول الأكاديمي الأفغاني حسيب الله وفا لـ"العربي الجديد" إن ما يقوله معارضو "طالبان" غير صحيح، وهم يستغلون أي حادث من أجل النيل من سمعة "طالبان"، معتبراً أن تلك التصريحات تثير قلقاً لدى بعض الأفغان، وخشيتهم من أن التصعيد بين "طالبان" وواشنطن قد يدفع أفغانستان صوب أتون حرب جديدة.

الصين تردّ

إلى ذلك، أكد الناطق باسم الخارجية الصينية لي جيان، رداً على تصريحات ترامب بشأن استعادة قاعدة باغرام الجوية، أن الصين وشعوب المنطقة لن تؤيد إثارة مواضيع تولّد القلق والعنف، مؤكداً أن الصين تحترم سيادة أفغانستان، كما تحترم إرادة الشعب الأفغاني. وأكد لي جيان، في مؤتمر صحافي، أن "الشعب الأفغاني هو الذي يقرّر بشأن مستقبل أفغانستان وأراضيها، من هنا، على جميع الدول الابتعاد عن هذه القضايا"، مشدداً على أن الشعوب لا تؤيد مساعي من شأنها إثارة البلبلة في المنطقة.

المساهمون