استمع إلى الملخص
- نفى الناطق باسم حكومة طالبان وجود عناصر طالبان الباكستانية في أفغانستان، مشيرًا إلى أنها قضية داخلية باكستانية، ودعا لحل المشاكل عبر الحوار.
- وجه مسؤولون باكستانيون تصريحات حادة لأفغانستان، معتبرينها تهديدًا لأمن باكستان، وأكدوا أن أي انتهاك للحدود سيُعتبر هجومًا على السعودية.
حذرت أفغانستان المسؤولين في باكستان، من ترديد تصريحات تزيد الفجوة بين البلدين، مشددة على أن الاتهامات الموجهة لأفغانستان بشأن الوضع الأمني المتدهور في باكستان "لا أساس لها من الصحة"، وأنها تسعى للتقريب بين الأطراف الباكستانية، مهددة بالتراجع عن هذه المساعي إن تواصل توجيه الاتهامات لها.
ودعا الناطق باسم حكومة طالبان الأفغانية ذبيح الله مجاهد، في حديث له مع مركز الدراسات والبحوث الأمنية في باكستان يوم السبت، المسؤولين في باكستان إلى تجنب توجيه الاتهامات إلى أفغانستان بشأن الوضع الأمني المتدهور في باكستان "لأنها لا تنفع، وتزيد الفجوة بين الدولتين اللتين من شأنهما أن تقوما بحل كل المشاكل عبر الحوار البناء". وأعرب مجاهد عن استغرابه الشديد حيال ما وصفه بتهديد كبار المسؤولين في باكستان، كرئيس الوزراء ووزراء آخرين، بشن الحرب، أو باللجوء إلى العمل العسكري ضد أفغانستان، موضحاً أن "الحديث عن مثل هذه الأمور سهل، ولكن عواقبه وخيمة"، وتابع: "نريد أن نساعد باكستان في حل الأزمة الأمنية، ولكن إذا استمر الموقف الباكستاني على ما هو عليه، حينها نضطر إلى أن نعيد النظر في موقفنا أيضاً".
وحول طالبان الباكستانية التي تتهم إسلام أباد طالبان الأفغانية بالوقوف وراءها ودعمها، قال مجاهد: "كلنا نعلم أن طالبان الباكستانية موجودة في باكستان منذ 2003، وهي نشطة منذ ذلك الحين، هذا الأمر مرتبط بباكستان إنه ملف داخلي لا ارتباط له بأفغانستان (..) على باكستان أن تحل مشكلتها الأمنية بنفسها". وفيما نفى مجددًا وجود عناصر من طالبان الباكستانية في أفغانستان، وقال إن طالبان الباكستانية أكدت أكثر من مرة أن كل قياداتها وعناصرها داخل باكستان، دعا باكستان إلى "حل القضايا عبر الحوار وتجنب اتهام بلاده".
يذكر أن ثلاثة من كبار المسؤولين الباكستانيين قد وجهوا تصريحات حادة لطالبان الأفغانية مساء يوم الجمعة، إذ قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة محمد أصف، إن "أفغانستان دولة معادية وإن باكستان تتصورها دولة عدوة (..) إنها تريق دماء أبنائنا من خلال دعم المسلحين". وقال إن بلاده خاضت حربين من أجل الأفغان، إحداهما ضد الروس والأخرى ضد الولايات المتحدة الأميركية، وقبلت كل المخاطر والتهديدات من أجل مساعدة الأفغان "لكن في النتيجة أصبحت أفغانستان بؤرة أعداء باكستان (..) لن نشك في أن أفغانستان دولة معادية لباكستان، وخطرها على أمن باكستان أكبر".
وقال مستشار رئيس الوزراء، رانا ثناء الله، في حوار له مع قناة محلية إن اتفاقية الدفاع المشترك مع السعودية، تعتبر أي هجوم وانتهاك للحدود الباكستانية من جانب أفغانستان، سيُعَدّ هجوماً على المملكة العربية السعودية، مشدداً على أن "هناك خطراً كبيراً على أمن باكستان من الجانب الأفغاني، وبلاده لن تتحمل ذلك". وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني، الجنرال أحمد شريف، إن "الموجة الأخيرة من العنف في باكستان يساهم فيها ضباط من الهند ورجال وعناصر من أفغانستان". وأضاف شريف في حوار مع التلفزيون الوطني الباكستاني مساء الجمعة، أن "باكستان آوت لمدة 40 سنة ملايين من اللاجئين الأفغان، ولكن هؤلاء اللاجئون باتو يساهمون في أعمال العنف وإراقة دماء الباكستانيين".
وكان رئيس الوزراء الباكستاني قد قال قبل نحو عشرة أيام خلال مشاركته في مراسم تشييع 12 قتيلاً من الجيش لقوا حتفهم في هجوم لطالبان الباكستانية جنوبي وزيرستان، إن "أفغانستان بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تقف إلى جانب باكستان، وحينها لا بد من القضاء على طالبان الباكستانية وكل الجماعات المسلحة التي تعبث بأمن بلادنا، وهي موجودة في أفغانستان، وإما أن تقف إلى جانب الجماعات المسلحة، وحينها إسلام أباد لن تلقي لها بالاً، وستتخذ طريقها لإحلال الأمن والقضاء عل كل من يعبث بأمن باكستان أينما كانوا".