استمع إلى الملخص
- المسؤولون الباكستانيون أكدوا استخدام طالبان الباكستانية للأراضي الأفغانية لشن هجمات، وهو ما نفته الحكومة الأفغانية خلال اجتماع ثلاثي مع باكستان والصين.
- شهد شمال غرب باكستان هجمات على ثكنة عسكرية ومركز أمني، أسفرت عن قتلى وجرحى، ولم تتبنَّ أي جهة المسؤولية.
قالت طالبان الباكستانية، اليوم الاثنين، إنّ ما تقوله باكستان حول وجود عناصر وقيادات طالبان الباكستانية في الأراضي الأفغانية هو ادّعاء غير سليم، ولا أساس له من الصحة، مؤكدة أن تحت سيطرتها أراضٍ باكستانية شاسعة، وأن باكستان تريد وراء ذلك الادعاء أن تتهرب من المسؤولية وإخفاء فشل قواتها في مواجهتها.
وذكر الناطق باسم طالبان الباكستانية محمد خراساني، في بيان له، أن المسؤولين الحكوميين في باكستان يدعون مؤخراً أن عناصر وقيادات طالبان الباكستانية موجودون داخل الأراضي الأفغانية ويخططون للهجمات داخل باكستان، ولكن الحقائق على الأرض تنفي ذلك. وتساءل خراساني: "كيف نتّخذ من الأراضي الأفغانية مقراً لنا بينما تحت سيطرتنا المناطق القبلية ومناطق باكستانية أخرى؟ نحن أصلاً لا نحتاج إلى الأراضي الأفغانية"، وصرح خراساني أن طالبان الباكستانية لا تحتاج إلى الأراضي الأفغانية، وهذا ما يدركه الشعب الباكستاني وكل من يعرف طبيعة المنطقة ويراقب التطورات فيها.
كما دعا خراساني الأمم المتحدة إلى تعيين لجنة من المراقبين والمحققين لإجراء التحقيق في ادّعاءات باكستان، ولتعرف إن كان لها وجود في أفغانستان أم لا، مشدداً على أن الأمم المتحدة، بصفتها إدارة عالمية، لديها إمكانيات كافية للتحقيق في ما ادعته باكستان مراراً في الجمعيات الأممية من أن طالبان الباكستانية تتخذ من الأراضي الأفغانية مقراً لها، وإنه ادّعاء غير صحيح. وأشار خراساني إلى أن الهدف من وراء ما تقوله باكستان هو أن تخفي فشل قواتها في مواجهة المسلحين، وتلعب بأذهان الناس، "إذ هي دائماً تلعب بأذهان الناس وبسكان المنطقة، ولكن الأمور الآن تغيرت كثيراً، والناس لا يخدعون بما تقوله باكستان"، على حدِّ قوله.
وكان المندوب الباكستاني في الأمم المتحدة، عاصم افتخار أحمد، قد أكد مراراً أن طالبان الباكستانية تستخدم الأراضي الأفغانية من أجل شنِّ هجمات داخل الأراضي الباكستانية، آخرها كان الأسبوع الماضي. كما أكد وزير الخارجية الباكستاني إسحاق دار خلال زيارته الأخيرة إلى كابول في 20 من الشهر الجاري من أجل المشاركة في الاجتماع الثلاثي بين وزراء خارجية باكستان والصين وأفغانستان، أن طالبان الباكستانية وجيش تحرير بلوشستان وفرع الانتحاريين فيه "مجيد بريغيد" يستخدمون الأراضي الأفغانية من أجل أعمال العنف في باكستان، ولكن الجانب الأفغاني نفى ذلك، وقال إنّ الحكومة الأفغانية لن تسمح لأيّ جهة باستخدام الأراضي الأفغانية ضدّ أي دولة.
أعمال عنف جديدة في شمال غرب باكستان
في الأثناء، أعلنت شرطة إقليم خيبربختونخوا شمال غرب باكستان أن مسلحين هاجموا ثكنة عسكرية للقوات الحدودية في منطقة دوابه بمقاطعة هنجو شمال غربي باكستان. وخلال الهجوم قُتل ثلاثة من عناصر القوات الحدودية، كما أصيب 17 آخرون بجراح. وقالت الشرطة في بيان إنّ تعزيزات جديدة وصلت إلى المنطقة وشنّت هجوماً معكوساً ضد المسلحين. بينما قال مصدر قبلي في المنطقة لـ"العربي الجديد" إنّ المسلحين استولوا على الثكنة العسكرية لفترة وجيزة بعد أن دخلوا إليها، وكانوا موجودين داخلها بعد انتهاء المواجهات، لكنهم لاحقاً انسحبوا من المنطقة قبل أن تصل تعزيزات جديدة إليها.
كذلك أعلنت الشرطة إصابة ستة من عناصرها جراء هجوم المسلحين على مركز أمني في منطقة دير بوادي سوات شمال غربي البلاد، وأكدت أنه خلال المواجهة قُتل أيضاً اثنان من المهاجمين. ولم تتبنَّ أي جهة مسؤولية الهجومين حتى الآن. يُذكر أن منطقة دوابه بمقاطعة هنجو وكذلك منطقة دير بوادي ليس لهما أي حدود مع أفغانستان.