طالبان الباكستانية تعلن مطالبها مقابل الإفراج عن موظفي هيئة الطاقة الذرية

11 يناير 2025
قوات من الجيش الباكستاني في إسلام أباد، 26 نوفمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- طالبت حركة طالبان الباكستانية بالإفراج عن عناصرها وذويهم المحتجزين، وتعويضات مالية، وتسليم جثامين قتلاها، كشرط للإفراج عن موظفي هيئة الطاقة الذرية المختطفين.
- نشرت طالبان تسجيلًا للموظفين المختطفين، مؤكدة أنهم في أمان، ونفت الإفراج عنهم حتى تلبية مطالبها، بينما لم تعلق الحكومة الباكستانية على الوضع.
- وقعت عملية الاختطاف في منطقة بنو، حيث كان الموظفون يبحثون عن اليورانيوم، مما أثار جدلاً سياسيًا وإعلاميًا حول الصراع بين أفغانستان وباكستان.

أعلنت حركة طالبان الباكستانيّة مطالبها مقابل الإفراج عن موظّفي هيئة الطاقة الذرّيّة الّذين اختطفوا قبل ثلاثة أيّام في منطقة بنو شمال غربيّ باكستان. ومن أبرز تلك المطالب الإفراج عن بعض العناصر وذويهم، وتقديم التعويضات الماليّة لمنازلهم الّتي دمّرتها قوّات الأمن. 

ونشرت الحركة تسجيلًا مصوّرًا ثانيًا لهؤلاء الموظّفين يتحدّث فيه أحدهم، ويطلب من الحكومة الباكستانيّة أن تسعى من أجل إخراجهم، مؤكّدًا أنّهم في مكان آمن، وفي قبضة طالبان الباكستانيّة. وقال أحد المعتقلين (يدعى حافظ بشير، لم يذكر اسمه في هذا التسجيل، لكن في التسجيل الأوّل الّذي نشر قبل يومين قال إنّ اسمه حافظ بشير وهو من موظّفي هيئة الطاقة الذرّيّة): "إنّي أقرأ عليكم مطالب طالبان مقابل الإفراج عنّا، ونحن عشرة أشخاص من موظّفي هيئة الطاقة الذرّيّة ما زلنا في قبضة طالبان". 

ثمّ قرأ الرجل مطالب الحركة عن ورقة وهي "الإفراج عن عناصر طالبان وعن أهاليهم وذويهم الّذين هم في قبضة الحكومة والجيش والمختفين قسريًّا، ودفع التعويضات الماليّة للمنازل الّتي دمّرتها قوّات الجيش بحجّة أنّها تعود إلى مسلّحي وقادة طالبان الباكستانيّة، أو ذويهم". كما ذكر خلال المطالب أن تسلّم الحكومة جثّامين بعض قتلى طالبان التي لديها، وأن تتعهّد بأن لا تأخذ جثّامين قتلى طالبان في المستقبل معها، وأن لا تشوّهها. أيضًا من ضمن المطالب أن تتعهّد الحكومة بأن لا تدمّر أيّ منزل بحجّة أنّه يعود إلى مسلّحي أو قادة طالبان، أو ذويهم. 

كما ناشد الرجل المسؤولون في هيئة الطاقة الذرّيّة أن تعمل من أجل الإفراج عنهم، نافيًا الأنباء الّتي أوردتها أمس بعض وسائل الإعلام بأنّه أفرج عنهم، مشدّدًا على أنّ الإفراج عنهم لا يمكن إلّا بعد أن تلبّي الحكومة مطالب طالبان. ولم تعلّق الحكومة الباكستانيّة حتّى الآن على هذه المطالب، بعد أن أكّد عدد من المسؤولين وقوع موظّفين في هيئة الطاقة الذرّيّة في قبضة طالبان. 

من طرفه، لم يعلق الجيش الباكستانيّ على القضيّة أصلًا، إلى أنّ قوّاته قامت، منذ أن تمّت عمليّة اختطاف موظّفي هيئة الطاقة الذرّيّة، بعمليّة مسلّحة في المنطقة ساهمت فيها المروحيّات الحربيّة، ولكنّ تلك العمليّات لم تتكلّل بالنجاح. 

وفي حين أعلنت الحكومة الباكستانيّة في اليوم الأوّل من اختطاف هؤلاء أنّ قوّات الأمن تمكّنت من الإفراج عن ثمانية منهم، إلّا أنّ مصادر قبليّة في المنطقة أكّدت لـ"العربيّ الجديد" أنّ المسلّحين أفرجوا عن سبعة أشخاص منهم، بعد أن تأكّدوا أنّهم ليسوا من هيئة الطاقة وأنّهم من عامّة الموظّفين، وكان ثلاثة منهم قد أصيبوا بجراح. 

وكان مسلّحو طالبان قد قاموا باختطاف 17 شخصًا، عشرة منهم كانوا من موظّفي هيئة الطاقة الذرّيّة قبل ثلاثة أيّام، ثمّ أعلنت الحركة لاحقًا هويّة هؤلاء من خلال نشر صور بطاقات الهويّة وبطاقات العمل، وهي تعود لهيئة الطاقة الذرّيّة. 

ووقعت عمليّة الاختطاف في منطقة تقع على الحدود بين إقليم البنجاب وإقليم خيبر بختونخوا في منطقة بنو، حيث كان هؤلاء الموظّفون يعملون في البحث عن يورانيوم.  ووقع الحادث في منطقة آمنة نسبيًّا، حيث تمكّن المسلّحون من أخذ هؤلاء وإحراق الحافلة الّتي تقلّهم. 

ومع أنّ قوّات الجيش الباكستانيّ شنّت عمليّة عسكريّة في المنطقة بعد فترة يسيرة من عمليّة الاختطاف إلّا أنّ المسلّحين تمكّنوا من إخفاء المختطفين، ما يثبت قوّة ونفوذ المسلّحين. وأثيرت القضيّة بشكل كبير في الأروقة السياسيّة والإعلاميّة، بينما ربطها البعض بالصراع الدائر بين أفغانستان وباكستان. وتأتي عمليّة اختطاف هؤلاء بعد أسبوع من تهديد طالبان الباكستانيّة باستهداف كلّ المشاريع الاقتصاديّة والتنمويّة الّتي تعود إلى الحكومة والجيش الباكستانيّ.

المساهمون