ضغوط دولية لتنظيم الانتخابات النيابية قبل نهاية العام في الصومال

ضغوط دولية لتنظيم الانتخابات النيابية قبل نهاية العام في الصومال

08 نوفمبر 2021
الأمم المتحدة تشدد على أهمية إجراء الانتخابات (تويتر)
+ الخط -

التقى مبعوث الأمم المتحدة إلى الصومال، جيمس كريستوفر سوان، أمس الأحد، رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي، في مكتبه بمقديشو، وناقش معه سبل الإسراع في تنظيم الانتخابات النيابية في البلاد قبل نهاية العام الحالي، إلى جانب توفير دعم مالي من الأمم المتحدة لدعم تنظيم الانتخابات.
وقال بيان صحافي لمكتب رئيس الحكومة الفيدرالية عقب الاجتماع إن "الجانبين بحثا دفع جهود تنظيم الانتخابات النيابية إلى الأمام، وحثا رؤساء الولايات الفيدرالية على إجراء الانتخابات النيابية (275 عضواً) قبل نهاية العام الجاري".
وتأتي جهود مبعوث الأمم المتحدة لدى الصومال بعد أن أعربت دول أوروبية وإقليمية عدة، في بيان صحافي مشترك في 5 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، عن مخاوفها من احتمال تأجيل جديد يطاول العملية الانتخابية في الصومال.


وقال بيان مشترك للاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي ودول عربية عدة، إن استكمال إجراءات الانتخابات النيابية أمر ضروري، داعيا رؤساء الولايات الفيدرالية إلى تنظيم الانتخابات، خاصة رئيسي إقليم جلمدغ وجوبالاند، لتنظيم انتخابات مقاعد مجلس الشيوخ.
ودعا البيان، رئيس الحكومة الصومالية محمد حسين روبلي والرئيس الصومالي محمد عبدالله فرماجو، إلى الالتزام بوعودهما وتنفيذ ما اتفق عليه في المفاوضات الأخيرة بينهما لإنهاء النزاع السياسي، والتركيز على القضايا المحورية، والمضي نحو تنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية في البلاد.
ودعت السفارة الأميركية في مقديشو، في تغريدة لها بموقع "تويتر"، الجمعة الماضية، رؤساء الولايات الفيدرالية في الصومال، إلى الإسراع في تنظيم الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الجاري، مضيفة أنه يجب أن تكون ذات مصداقية وشفافة.
هذا وتأتي الضغوط الدولية على الحكومة الصومالية لإجراء الانتخابات النيابية قبل نهاية العام الحالي، بعد أن شهدت مقديشو، أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، انتخاب مقعدين من مجلس الشعب لأعضاء أرض الصومال، وهو ما اعتبره مراقبون بداية لجهود تنظيم الانتخابات النيابية. إلا أن شكوكاً تثار حول نزاهة الانتخابات النيابية التي جرت في مقديشو؛ حيث اعترضت لجنة الانتخابات المستقلة على نتائج أحد المقاعد، وأبدت شكوكاً حول أحقية أحد المرشحين للترشح بهذا المقعد، بعد تقديم طعون من قبل المرشح الآخر.
ويرى مراقبون أن أسباباً عدة تعطل مسار تنظيم الانتخابات النيابية في البلاد، من بينها غياب ميزانية مالية تسهل إجراءات تنظيم الانتخابات؛ حيث أعلنت الحكومة الفيدرالية سابقاً أنها بحاجة إلى 28 مليون دولار أميركي لتنظيم الانتخابات النيابية والرئاسية، هذا فضلاً عن الخلافات العشائرية والسياسية التي تصعّب مهام لجنة الانتخابات المستقلة لتنظيم الانتخابات.
وإلى جانب التحديات الأمنية التي تواجه بعض الولايات الفيدرالية، مثل ولاية جلمدغ التي تعيش وضعا أمنيا غير مسبوق يهدد إمكانية تنظيم الانتخابات، بعد حسم المواجهات العسكرية مع تنظيم "أهل السنة والجماعة" الذي يتمركز حالياً على بعد 30 كيلومترا شرق مدينة طوسمريب عاصمة الولاية، قد تعرقل تهديدات حركة "الشباب" سير عملية الانتخابات النيابية في عموم البلاد.
وفرماجو، الذي يشغل منصب الرئيس منذ 2017، انتهت ولايته في الثامن من فبراير/شباط من دون أن يتمكن من الاتفاق مع قادة المناطق على تنظيم الانتخابات، ما تسبب في أزمة دستورية خطيرة.

وكان إعلان تمديد ولايته في منتصف إبريل/نيسان الماضي لمدة عامين أدى إلى اشتباكات في مقديشو، أحيت ذكريات سنوات من الحرب الأهلية في البلاد بعد 1991.
وفي خطوة لاحتواء التوتر، كلف فرماجو رئيس وزرائه منذ 2020 بتنظيم الانتخابات. وتمكن روبلي من التوصل إلى اتفاق حول جدول زمني انتخابي يقود إلى انتخاب رئيس، لكن العملية الانتخابية تأخرت. ويفترض أن يتم تعيين أعضاء مجلس النواب، وهي الخطوة الأخيرة قبل انتخاب رئيس الدولة، حسب النظام الانتخابي المعقد غير المباشر للصومال.

المساهمون