ضربات الجيش المصري تدفع "ولاية سيناء" لاستهداف الدفاع الجوي

ضربات الجيش المصري تدفع "ولاية سيناء" لاستهداف الدفاع الجوي

14 ديسمبر 2020
وجه الجيش المصري ضربات واضحة لـ"داعش" (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

في غضون أيام، استهدف، تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، عدة نقاط تابعة للدفاع الجوي المصري في نطاق مدينتي العريش وبئر العبد في محافظة شمال سيناء، ما أدى إلى مقتل عسكريين وإصابة آخرين، بينهم ضابط برتبة رائد. وفيما لم يعلق الجيش المصري على ذلك، إلا أن هذه الهجمات استدعت قصفاً جوياً عنيفاً، وكذلك بالمدفعية، على مدن رفح والشيخ زويد وبئر العبد وأطراف العريش، خلال اليومين الماضيين. وكشفت مصادر طبية عسكرية في شمال سيناء، لـ"العربي الجديد"، أنه بتاريخ 8 ديسمبر/كانون الأول الحالي، قتل مجند على الأقل، وأصيب آخرون بجروح خطيرة، في هجوم مسلح استهدف نقطة مراقبة تابعة للدفاع الجوي في القوات المسلحة، قرب قرية الروضة، غرب مدينة بئر العبد. وفي 11 ديسمبر الحالي، قتل الرائد محمود رضا فخر، من الدفعة 39 دفاع جوي، وهو الضابط المسؤول عن كتيبة الدفاع الجوي التي ترابط في مطار العريش العسكري، برصاص قناص. مع الإشارة إلى أنها الخسائر الأولى في صفوف قوات الدفاع الجوي المنتشرة في نقاط محددة في شمال سيناء.

استهدف الجيش المصري بالطيران والمدفعية غالبية مدن شمال سيناء

وفي حين لم يعلن التنظيم بشكل رسمي عن الهجمات حتى اللحظة، فقد كان رد القوات المسلحة سريعاً، بشن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، على مدار اليومين الماضيين، على غالبية مدن شمال سيناء، مثل جنوب وغرب رفح، وجنوب الشيخ زويد والعريش، وأطراف مدينة بئر العبد، دون الإبلاغ عن وقوع خسائر بشرية أو مادية نتيجة القصف. وتأتي هذه الهجمات النوعية في ظل تحقيق الجيش لنجاحات ميدانية تتمثل في السيطرة على المزيد من القرى التي كان "داعش" يسيطر عليها خلال الفترة الماضية، ومنها قصرويت وأرض الخير، والانتهاء من تطهير قرية اقطية والسماح لأهلها بالدخول إليها. وكذلك العمل على استعادة قريتي الهميصة وتفاحة.

وتعقيباً على ذلك، قال خبير في شؤون سيناء، لـ"العربي الجديد"، إن التنظيم تلقى ضربات واضحة من الجيش المصري في الآونة الأخيرة، خصوصاً استعادته لقرى قاطية واقطية والمريح والجناين ورابعة وقصرويت وأرض الخير، وكذلك إفشال عدة هجمات في مناطق مختلفة. وأشار إلى أن هذا الأمر دفع بالتنظيم إلى البحث عن إنجازات أخرى، في ظل فشله بالتصدي للحملات العسكرية المستمرة، وهذا ما أدى إلى انتقائه نقاطاً عسكرية تابعة لقوات الدفاع الجوي، وتعمد استهدافها، بشكل متتالٍ، على مدار الأيام الماضية، حيث سُجلت ثلاثة استهدافات، اثنان منها أديا إلى خسائر بشرية، والثالث تم إفشاله من قبل القوة العسكرية التي تعرضت للهجوم.


الإنجازات التي حققها الجيش توحي بوجود تغير في آليات التعامل مع التنظيم في سيناء

وأضاف الخبير أن الإنجازات التي حققها الجيش في الفترة الأخيرة، توحي بوجود تغير في آليات التعامل مع التنظيم في سيناء، من حيث الخطط التكتيكية والاستراتيجية على حد سواء، وهذا يستدعي الاهتمام والبناء عليه، على طريق إنهاء الإرهاب في سيناء، وعودة الحياة إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب العسكري صيف العام 2013. وأوضح أن ملف المهجرين قسرياً من عشرات القرى بشمال سيناء، هو مفتاح الحل للأزمة الأمنية في المحافظة، بحيث كلما عاد السكان إلى بيوتهم وأراضيهم، ساعد ذلك باستمرار الجيش في السيطرة على الأرض. وما حصل في قرى غرب بئر العبد ليس ببعيد. وأشار إلى أنه من الواجب نقل التجربة إلى قرى رفح والشيخ زويد وأطراف العريش ووسط سيناء، لاستكمال فرض السيطرة على كافة نواحي شمال سيناء.

المساهمون