صنداي تايمز: أبو شباب يخشى وقف إطلاق النار في غزة ويطالب بحمايته

20 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 12:27 (توقيت القدس)
صورة متداولة لياسر أبو شباب في غزة (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- ياسر أبو شباب ينفي كونه عميلاً لإسرائيل ويطالب بحماية دولية، بينما تتهمه فصائل المقاومة بتشكيل عصابة لنهب المساعدات، ويدعي أن دعمه يأتي من قبيلة الترابين.
- تقارير تشير إلى تعاون عصابة أبو شباب مع الاحتلال الإسرائيلي في جنوب غزة، مع دعم محتمل من السلطة الفلسطينية ودول عربية، ويُذكر دور إبراهيم العرجاني في تأمين الحماية للبضائع.
- أبو شباب ونائبه ينفيان صلتهما بالتطرف ويطالبان بحماية دولية، ويسعيان لجعل منطقتهم جزءاً من "المدينة الإنسانية"، مع انشقاق بعض أعضاء حماس للانضمام إليهم.

زعم ياسر أبو شباب قائد مليشيا "القوات الشعبية" في رفح، جنوبي قطاع غزة، أنه "ليس عميلاً لإسرائيل ولا رجل عصابات، بل هو هدفٌ لحماس، ويريد حماية من المجتمع الدولي في حال الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة". وكانت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية قد اعتبرت في بيان، صدر في 6 يوليو/تموز الحالي، أن أبو شباب والمليشيا التي أسسها هم "ثلة خارجة عن صفّ وطننا، وهم منزوعو الهوية الفلسطينية بالكامل، ودمهم مهدور من فصائل مقاومتنا كافة، وقواهم منبوذة من عموم أبناء شعبنا الحرّ العزيز".

وقال أبو شباب في مقابلة مع صحيفة صنداي تايمز البريطانية، نُشرت اليوم الأحد: "حماس تعتبر معارضيها خونة ومتعاملين مع إسرائيل أو مجرمين. أنا لستُ أياً منهما، كنتُ عامل بناء عادياً قبل الحرب. ليس لديّ أي تدريب عسكري، أنا مجرد مواطن فلسطيني عادي يهتم لأمر شعبه". ويتعارض حديث أبو شباب مع تصريحات لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أطلقها في يونيو/حزيران الماضي، وقال فيها إن حكومته "فعّلت" "مجموعات معارضة لحماس في غزة بناءً على نصيحة مسؤولين أمنيين"، معتبراً أن ذلك يسهم في "إنقاذ أرواح جنود جيش الدفاع الإسرائيلي". وكشف أفيغدور ليبرمان، زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" المعارض، في الشهر نفسه أن الحكومة "تنقل أسلحة لمجموعات من المجرمين والخارجين عن القانون (في غزة)، الذين يتماهون مع تنظيم داعش، بناءً على تعليمات رئيس الوزراء".

وتقول "صنداي تايمز" إن أبو شباب كان معتقلاً في سجون حركة حماس بتهم تتعلق بتهريب المخدرات حين شن الاحتلال الإسرائيلي حربه المدمرة على قطاع الغزة، في أكتوبر/تشرين الأول 2023 والمستمرة حتى الآن، وتشير الصحيفة إلى أن أبو شباب أُطلق سراحه لاحقاً في ظل ظروف غامضة، وتتهم منظمات دولية إنسانية أبو شباب بتشكيل عصابة للسطو على قوافل المساعدات التي دخلت إلى القطاع من معبر كرم أبو سالم، وإعادة بيعها لأهالي غزة المحاصرين، وهو ما ينفيه أبو شباب بطبيعة الحال.

إسرائيل لا تهاجمهم

تنقل "صنداي تايمز" عن سام روز، القائم بأعمال مدير وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في غزة، قوله: "في الأيام التي سبقت وقف إطلاق النار (قبل 19 يناير 2025)، كانت عصابة أبو شباب هي التي تدير عمليات النهب في جنوب غزة"، حيث كانت "شاحناتنا تُجبر على السير في شارع صلاح الدين كلما دخلت غزة، وكان رجاله يعلمون بقدومنا. كانوا مسلحين بوضوح، وكانوا على استعداد للانقضاض على الشاحنات كلما دخلت"، مشيراً إلى أن تعاونهم مع الاحتلال واضح، حيث إن سلاحهم كان ظاهراً، ورغم ذلك لا تهاجمهم إسرائيل التي تهاجم أي شخص يحمل سلاحاً بمجرد رصده، مؤكداً أن من المستحيل أن تنهب هذه العصابة المساعدات "دون موافقة القوات الإسرائيلية على الأرض".

ويدعي أبو شباب أن  الدعم القبلي، وليس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، هو ما موّل تسليح جماعته وصعودها: "أنا من قبيلة الترابين.. نحن قبيلة كبيرة تمتد جذورها ليس فقط في غزة، بل إلى مصر والأردن وإلى بعض دول الخليج. تبرع بعض وجهاء عائلتنا بالأموال، واستخدمناها لشراء منتجات من أسواق غزة وتوزيعها على المحتاجين من مجتمعنا". وأضاف: "عندما رأيتُ شعبنا في غزة يعاني من سرقة حماس للمساعدات وجره إلى هذه الحرب مع إسرائيل وتركها شعبنا يعاني ويتشرّد، خطرت لي فكرة إنشاء منطقة آمنة لشعبنا حيث لا نقاتل"، زاعماً أن هذه الأعمال "أثارت ردود فعل انتقامية من حماس"، نافياً في الوقت ذاته تلقيه أسلحة من إسرائيل، وادعى أن جماعته "ورثت أسلحة من قبيلة الترابين". وتنقل "صنداي تايمز" عن محللين لا يعتقدون أن إسرائيل وحدها هي التي تُمكّن حركة الشباب، بل أيضاً السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية ودول عربية مثل مصر والإمارات العربية المتحدة.

وتشير الصحيفة إلى أن أبرز أثرياء قبيلة الترابين هو إبراهيم العرجاني الملقب بـ"ملك المعابر"، حيث عُرف بتأمينه "حماية آمنة" للبضائع المنقولة من شبه جزيرة سيناء إلى غزة مقابل أجر، وكان تحقيق أجرته صنداي تايمز، في إبريل/نيسان 2024، قد كشف أن شركة "هلا"، التابعة للعرجاني، كانت تجني ما لا يقل عن مليوني دولار يومياً من فرض آلاف الدولارات على اللاجئين الفلسطينيين للفرار من قطاع غزة.

ومع استيلاء إسرائيل على معبر رفح أصبح معبر كرم أبو سالم الممر لمعظم المساعدات عبر المنطقة الخاضعة لسيطرة مليشيا أبو شباب. ويقول الخبير الإقليمي مهند صبري، صحافي ومؤلف كتاب "سيناء: عصب مصر، شريان حياة غزة، كابوس إسرائيل"، إن مصر تريد أن تكون اللاعب الرئيسي "في أي نظام مالي يحدث في قطاع غزة بعد الحرب، كما كانت تفعل بالفعل خلال الحرب حتى إغلاق معبر رفح"، وبهذه الحالة لا بد لها من قوة على الأرض، و"ياسر أبو شباب خيارها المناسب". وقال أبو شباب عندما سُئل عما إذا كانت مجموعته قادرة على إدارة معبر رفح بعد الحرب: "نعم، بالطبع. أولاً، علينا هزيمة الإرهاب، وبعد ذلك، غزة المثالية بالنسبة إلينا هي غزة مفتوحة على العالم، على مصر والدول العربية وإسرائيل. يعيش العديد من أفراد عائلتي في إسرائيل في وضع جيد دون أي تمييز".

أبو شباب: احمونا من حماس

ولكن أبو شباب يخشى على نفسه من العقاب، وأكد مع نائبه غسان دهين، ضابط المخابرات السابق في السلطة الفلسطينية، للصحيفة أن "حماس ستستغل أي وقف لإطلاق النار فرصةً للقضاء على أي معارضة"، داعياً المجتمع الدولي إلى "حمايتهم من حماس". وتلفت "صنداي تايمز" إلى أن دهين، البالغ من العمر 38 عاماً، متهم بالتورط في اختطاف الصحافي آلان جونستون من بي بي سي نيوز، عام 2007، ومبايعة داعش عام 2015، الأمر الذي ينفيه بطبيعة الحال، وينفي هو وأبو شباب أي صلة بداعش، ويقولان إنهما "يسعيان لدحر التطرف".

وأكد أبو شباب ودهين أنهما يسعيان لتكون المنطقة التي يسيطران عليها في رفح جزءاً من "المدينة الإنسانية" التي تحدث وزير الأمن الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، في وقت سابق من الشهر الحالي عن إحداثها جنوب القطاع لتضم مئات الآلاف من أهل غزة، وقال دوهين: "نعم، إنه نفس المكان. أعتقد أن المنطقة التي نسيطر عليها حالياً ستكون جزءاً من هذه المنطقة الآمنة التي يمكن لإسرائيل إقامتها لإبعاد المدنيين عن حماس. لكن ذلك سيتطلب مساحة أكبر بكثير مما نسيطر عليه حالياً".

ويقول أبو شباب إن جماعته ليست مدعومة من إسرائيل، ويعيد دهين سبب عدم استهدافهم رغم حملهم السلاح في مناطق يسيطر جيش الاحتلال عليها يعود لأنهم تمكنوا من الحفاظ على سلامتهم في منطقتهم "لأننا لا نهاجم أحداً"، لا وجود لحماس في منطقتنا. لم تخرج رصاصة من منطقتنا باتجاه إسرائيل، لذا فإن الإسرائيليين ببساطة لا يردون. وهذا هو ضماننا الوحيد للأمن، وأضاف أن هناك مئات العائلات، يبلغ عددها آلاف الأشخاص، في "المنطقة الآمنة" التي تسيطر عليها الجماعة، وأنهم يجندون متطوعين. وزعم أن بعض أعضاء حماس انشقوا وتوجهوا إلى القوات الشعبية بحثاً عن ملاذ آمن.

وتقول "صنداي تايمز" إنها حددت من خلال مقاطع فيديو نشرها أبو شباب آخر موقع معروف لمجموعته، وتقع هذه المنطقة بالقرب من المناطق التي يسيطر عليها جيش الاحتلال الإسرائيلي وممر موراغ، الذي يقطع جنوب غزة من الشرق إلى الغرب، وهو الممر الذي تطالب إسرائيل ببقائه تحت سيطرتها في المفاوضات الجارية حالياً في الدوحة مع حماس. 

المساهمون