صربيا تتراجع عن قرار طرد سفير الجبل الأسود وتمد "يد التعاون"

صربيا تتراجع "أحادياً" عن قرار طرد سفير الجبل الأسود وتمد "يد التعاون"

30 نوفمبر 2020
برنابيتش: بلغراد ترغب بمد "يد التعاون والصداقة" إلى الجبل الأسود (فرانس برس)
+ الخط -

تراجعت صربيا عن قرارها طرد سفير الجبل الأسود لديها الأحد، ردا على خطوة مماثلة من جارتها، وفق ما أفادت رئيسة الوزراء، في مسعى لتخفيف حدة التوتر بين البلدين الجارين.

وأكدت جمهورية الجبل الأسود، السبت، أنّ سفير صربيا شخص غير مرغوب فيه، جرّاء "تدخله في الشؤون الداخلية للجبل الأسود" نظراً لتصريحات أدلى بها تتعلّق بالتاريخ، ما أثار خطوة مشابهة من قبل صربيا.

وأعلنت جمهورية الجبل الأسود استقلالها عن صربيا عام 2006، لكن التوتر المتعلق بالهوية الوطنية لا يزال يلاحق الدولة الصغيرة في البلقان.

وقالت رئيسة وزراء صربيا آنا برنابيتش، للصحافيين "قررنا أن تسحب صربيا الليلة بشكل أحادي قرارها طرد سفير الجبل الأسود".

وجاءت تصريحاتها بعد لقاء أجرته مع الرئيس ألكسندر فوتشيتش، ومشاورات مع صرب من الجبل الأسود.

وأضافت أنّ بلغراد ترغب بمد "يد التعاون والصداقة" إلى الجبل الأسود.

ويأتي الخلاف الأخير في وقت ينتظر أن تنتقل السلطة إلى حكومة الجبل الأسود الجديدة الموالية لصربيا.

وتعهّد رئيس وزراء الجبل الأسود المكلف زدرافكو كريفوكابيتش بأنّ حكومته، التي يتوقع أن تتولى مهامها الأربعاء، ستعمل على "إصلاح العلاقات بين الجبل الأسود وصربيا".

وقال على "تويتر" إنّ "النظام المنتهية ولايته، حتى في أيامه الأخيرة، لا يمتنع عن إثارة الاستقطاب داخل المجتمع وتعميق الانقسامات".

بدوره، رأى "حزب الاشتراكيين الديمقراطي" الذي ينتمي إليه الرئيس ميلو ديوكانوفيتش، أنّ طرد السفير كان أمراً متوقعاً؛ نظراً إلى أنه كثيراً ما "يقلل من شأن الجبل الأسود".

والجمعة، وصف السفير فلاديمير بوزوفيتش القرار الصادر عن اجتماع الجمعية الوطنية الصربية عام 1918 بنزع استقلال الجبل الأسود لتصبح جزءاً من مملكة الصرب والكروات والسلوفينيين بأنه "تحرير".

وعام 2018 صادق نواب الجبل الأسود على قرار يلغي بشكل رمزي قرار الجمعية الوطنية.

وتوترت العلاقات بين البلدين الجارين منذ فوز ثلاثة ائتلافات معارضة يسيطر عليها القوميون الموالون للصرب بالغالبية في انتخابات أغسطس/ آب في الجبل الأسود.

وبعد الانتخابات نظم الآلاف من أنصار الائتلاف احتفالات بالفوز استمرت لأيام حيث لوحوا بالأعلام الصربية ورددوا أغاني وطنية صربية.

وجاءت الانتخابات في عام بدأ باحتجاجات كبيرة ضد قانون يمكن أن يمنح بودغوريتشا (عاصمة الجبل الأسود) ملكية الأديرة التي تديرها الكنيسة الأرثوذكسية الصربية في بلغراد.

واستغل ديوكانوفيتش رد الفعل القوي على قضية الكنيسة لإثارة مخاوف بشأن الاستقلال، متهماً قادة الكنيسة بمحاولة "إضفاء الطابع الصربي" على الجبل الأسود.

وتظهر الأرقام الرسمية أنّ الصرب يشكلون 29% من سكان الجبل الأسود البالغ عددهم 620 ألف نسمة.

(فرانس برس)