صراع فريقي بري – عون يبلغ ذروته.. والاحتجاجات تتصاعد

لبنان: صراع فريقي بري – عون يبلغ ذروته.. والمحتجون يقطعون الطرقات

26 يونيو 2021
من احتجاجات صيدا اليوم (تويتر)
+ الخط -

رغم تصاعد الاحتجاجات التي تشهدها مناطق لبنانية عدّة، اليوم السبت، وما تضمنها من قطع للطرقات احتجاجاً على تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، يستمرّ التراشق الكلامي بين "أمل" و"التيار الوطني الحر" وسط دعوات للتهدئة ومحاولات عقد هدنة

وشهدت مدينة صيدا، جنوبي لبنان، اشتباكات بين محتجين والمارين، وكذلك مع عناصر الجيش اللبناني أثناء محاولات فتح الطريق عند ساحة الشهداء التي أقفلت بالإطارات المشتعلة وحاويات النفايات، وأفيد عن سقوط عددٍ من الجرحى أحصيَ منهم 6 بحسب المعلومات وتوقيف متظاهرين اثنين.

كذلك قطع المحتجون السير أيضاً عند تقاطع كفررمان وجسر حبوش باتجاه مدينة النبطية وغيرها من المناطق الجنوبية اعتراضاً على تفاقم الأزمات التي باتت تحاصر اللبنانيين، وأقدمت محال تجارية في هذا الإطار على إقفال أبوابها اليوم نتيجة ارتفاع سعر صرف الدولار والفلتان الحاصل الذي يصعّب كثيراً عملية تسعير البضاعة، إذ استمر سعر صرف الدولار في تسجيل ارتفاع قياسي تخطّى في ساعات بعد الظهر عتبة 17700 ليرة لبنانية في السوق السوداء.

كذلك، قطعت الطرقات في عددٍ من المناطق البقاعية والشمالية وفي العاصمة اللبنانية بيروت وذلك استكمالاً لسلسلة تحركات كانت انطلقت قبل أيام ومسيرات رفعت عناوين إسقاط الطبقة السياسية الحاكمة ومواجهة الفساد السياسي والمالي والمصرفي، ودعت إلى تشكيل حكومة انتقالية من خارج المنظومة التقليدية التي تتحمّل مسؤولية الانهيار.

وفي ظلّ غضب الشارع اللبناني وانهيار مختلف القطاعات وأخطرها الصحية والاستشفائية والغذائية، والمشاهد اليومية للطوابير أمام محطات المحروقات، يستمرّ التراشق الكلامي بين "أمل" و"التيار الوطني الحر" رغم الدعوات للتهدئة ومحاولات عقد هدنة عمل عليها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، وقد بلغت حدّ قول نائب "أمل" علي خريس بالمباشر إن "مكافحة الفساد تبدأ من الفاسد ميشال عون"، ليردّ عليه نائب "التيار" جورج عطالله بوصف بري بـ"شافط الصناديق وزلمة السوريين"، قبل أن تنطلق الحرب الإلكترونية بين جيشَيْ الفريقَيْن عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وقد غرّد خريس "من نكد الدهر أن يتحدث التيار الوطني الحر عن الفساد، أنتم أساس الفساد في البلد، عندما يذكر مصطلح الفساد أمام أي لبناني تتبادر إلى ذهنه صفقاتكم في وزارة الطاقة، من الواضح أن همكم الوحيد هو ترويج السيناريوهات الإعلامية السخيفة، وبالمناسبة مكافحة الفساد تبدأ من الفاسد ميشال عون".

من جهته، كتب عطاالله "يخرس الخريس دهراً لينطق عهراً دفاعاً عن نبيهه ملك الأرانب وشريك النصّ وشافط الصناديق وزلمة السوريين والمنقلب عليهم من سنة 2011 والمُسترضي لهم اليوم... حتى جمهور الخُرَيس يعرف ملك الفساد ويسخر من اتهام رئيس الجمهورية".

كذلك، توجّه النائب عن كتلة بري "التنمية والتحرير" هاني قبيسي إلى "التيار" بالقول: "لقد عقدتم اتفاقات مع القاصي والداني للوصول إلى رئاسة الجمهورية وانقلبتم عليها ومن قعر الانهيار تبحثون عن اتفاقات لرئاسات جديدة تتعلق بذيل حكومة تريدون تشكيلها للهدف نفسه ومبادراتنا حاولت إنقاذكم ورفضتم مختبئين خلف شعارات واهية لا علاقة لها لا بالمناصفة ولا بالعيش المشترك إنما بالمحاصصة التي دمّرت البلد".

وأضاف قبيسي: "منذ بداية عهدكم أفشلتم كل الحكومات واستبدلتم مؤسسة الكهرباء بالبواخر ووزارة الطاقة بأرتال السيارات على محطات الوقود".

من جهتها، دعت الهيئة السياسية في "التيار الوطني الحر"، في بيان اليوم بعد اجتماعها الدوري برئاسة جبران باسيل، رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري إلى التجاوب مع المساعي المبذولة والإقدام فور عودته إلى لبنان على تشكيل حكومة قادرة على وضع حدٍّ للتدهور الخطير المتواصل مالياً واقتصادياً.

ووجّه "التيار" مرة جديدة سهامه إلى مجلس النواب الذي يرأسه بري، داعياً إياه إلى مواكبة عمل رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب من خلال الإسراع في إقرار القوانين التي توفر للمواطنين البطاقة التمويلية مقابل ترشيد الدعم وتؤمن الغطاء التشريعي للإنفاق الاستثنائي والحتمي من أجل تأمين مستلزمات الحياة للبنانيين.

علماً أنّ هذه البطاقة التمويلية لا تحظى بثقة قسم كبير من اللبنانيين الذي يعتبرون أنها أداة انتخابية جديدة ستستغلها الأحزاب التقليدية على أبواب الاستحقاق النيابي لاستعادة شعبيتها وتوزيعها كما ممارساتها الدائمة بالتحاصص في ما بينها.