صراخ وغضب... تفاصيل محادثة ترامب ونتنياهو التي أوقفت مهاجمة إيران
استمع إلى الملخص
- استجابت إسرائيل لطلب ترامب وأوقفت الهجوم، مكتفية بضرب محطة رادار قرب طهران، مما أثار دهشة في إسرائيل بسبب اعتقادها بوجود تنسيق مسبق مع الولايات المتحدة.
- تدخل ترامب يعكس قواعد جديدة في الصراع بين إسرائيل وإيران، حيث أظهر نفوذه في تحديد مسار الأحداث، وأعلن لاحقاً عن انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب ثم انتهاءها.
تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن أن ترامب صرخ غاضباً بوجه نتنياهو
رفع ترامب صوته على نتنياهو قائلاً: "أوقفوا الهجوم!"
لم يتمكن نتنياهو من قول الكثير واكتفى بشكر ترامب مرات عدة
توحي تقارير صحافية إسرائيلية نُشرت خلال الساعات الماضية، بأن الرئيس الأميركي
دونالد ترامب، الآمر والناهي في وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران أمس الثلاثاء، انتصر لنفسه وجهوده، وحدد قواعد جديدة لإسرائيل أيضاً، عندما صرخ غاضباً بوجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال محادثة هاتفية بينهما، منع خلالها هجوماً إسرائيلياً إضافياً على إيران، بعد دخول وقف إطلاق النار الذي أعلنه ترامب بنفسه، حيز التنفيذ.وكانت إسرائيل قد اتهمت إيران أمس الثلاثاء، بخرق وقف إطلاق النار بإطلاقها صاروخاً نحوها، فيما توعد عدة مسؤولين إسرائيليين برد قوي على مزاعم خرق الاتفاق. وبينما كانت الطائرات الحربية الإسرائيلية تحلّق في الأجواء الإيرانية، وعلى بُعد دقائق معدودة من عشرين هدفاً كان من المفترض قصفها، رداً على إطلاق الصاروخ من إيران بعد وقف إطلاق النار، جرت مكالمة هاتفية بين نتنياهو وترامب، وفق ما أوردته القناة "آي 24" الإسرائيلية وصحيفة جيروزاليم بوست، مساء أمس الثلاثاء. ونقلت وسيلتا الإعلام الاسرائيليتان، عن مسؤول مطّلع على تفاصيل المحادثة، قوله إنّ الرئيس ترامب رفع صوته على نتنياهو قائلاً: "أوقفوا الهجوم!". وأضاف المصدر أن نتنياهو لم يتمكن من قول الكثير، واكتفى بتقديم الشكر عدة مرات للرئيس الأميركي.
ووفق المسؤول نفسه، فإنّ المكالمة لم تكن سهلة، وقال: "كانت محادثة صعبة بين نتنياهو والرئيس الأميركي. من وجهة نظر ترامب، فإنه قد حقق إنجازاً، وأوضح بشكل قاطع أن لا أحد، ولا بأي حال من الأحوال، سيفسد ذلك الإنجاز". كذلك كتب ترامب عبر منصة تروث سوشال موجّهاً كلامه لإسرائيل: "لا تسقطي القنابل. إذا فعلتِ ذلك، فسيكون هذا خرقاً خطيراً. أعيدي طياريك إلى الديار حالاً". وأضاف: "على إسرائيل أن تهدأ، وعليّ أن أدفعها إلى ذلك. سأرى إن كنت قادراً على جعل الأمر يحدث".
وفي نهاية المطاف، تلقى طيارو سلاح الجو الإسرائيلي أوامر بوقف الهجوم، وكحلّ وسط، هاجمت إسرائيل محطة رادار قرب طهران، بعيدة عن نطاق الرد المخطط له سابقاً. وذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت، أنّ حالة من الذهول التام سادت إسرائيل، إزاء تصريحات الرئيس الأميركي، وذلك بعد أن زُعم في وقت سابق أنه يوجد تنسيق مع الأميركيين، وأنّ هناك ضوءاً أخضر للرد على خروقات وقف إطلاق النار من الجانب الإيراني، لكن يبدو أن ترامب لم يكن على علم بذلك التنسيق، وهذا ما أثار غضبه.
وكان ديوان نتنياهو قد زعم في بيان، أنه "رداً على خروقات إيران، دمّر سلاح الجو الإسرائيلي منظومة رادارات قرب طهران"، وأضاف أنه "في أعقاب المحادثة بين الرئيس ترامب ورئيس الوزراء، امتنعت إسرائيل عن تنفيذ هجمات إضافية". وقبل تصريحات ترامب، كانت هناك قناعة راسخة في إسرائيل بأنها تتجه نحو رد قاسٍ. ففي ثوانٍ معدودة بعد إطلاق الصاروخ من إيران، توعّد وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بأنّ "طهران سترتعد". ثم أعلن وزير الأمن يسرائيل كاتس، أنّ ما حدث يُعدّ خرقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ولذلك أوعز إلى الجيش الإسرائيلي "بالرد بضربات عنيفة ضد أهداف النظام في قلب طهران".
وزعم كاتس: "في ضوء الخرق الكامل لوقف إطلاق النار وإطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، ووفقاً لسياسة الحكومة التي تنص على الرد بقوة على كل انتهاك، وجّهت أوامري إلى الجيش، بالتنسيق مع رئيس الوزراء، بمواصلة العملية شديدة القوة في طهران، بهدف ضرب أهداف تابعة للنظام وبنى تحتية إرهابية هناك". من جانبه، أعلن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، أن الجيش سيستأنف الهجمات، وقال: "في ظل الانتهاك الخطير لوقف إطلاق النار من قبل النظام الإيراني، سنرد بقوة".
قواعد ترامب الجديدة
في سياق متصل، قدّم الكاتب والصحافي نداف إيال، من خلال مقال في صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الأربعاء، تفسيرات لما حدث أمس، معتبراً أنّ "لحظة دونالد ترامب الأوضح جاءت أمس، بالقرب من المروحية الرئاسية على عشب البيت الأبيض. كان غاضباً ومكفهر الوجه، إذ بدا له أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنه على وشك الانهيار. وقال للصحافيين: هاتان الدولتان تتحاربان منذ وقت طويل، وليس لديهما أدنى فكرة عما تفعلانه بحق الجحيم".
وتابع إيال: "بعد ذلك، نشر ترامب تهديداً لإسرائيل عبر شبكته الاجتماعية الخاصة، طالباً منها إعادة طائراتها التي كانت على وشك مهاجمة أهداف في إيران. إسرائيل استجابت فوراً ونفّذت هجوماً محدوداً استهدف محطة رادار. هذه قواعد اللعبة الجديدة: ترامب أعطى الضوء الأخضر لرئيس الوزراء نتنياهو لمهاجمة إيران، ثم سمح لحكومته بمواصلة العمليات. لاحقاً، قرر الرئيس انضمام الولايات المتحدة إلى الحرب، معلناً أنها ستقصف منشآت إيران النووية. كذلك أعلن بنفسه انتهاء الحرب، وشكر إسرائيل، وشكر إيران، وختم بعبارة: ليبارك الله العالم".