صدمة في إسرائيل بعد الكشف عن خلية التجسس الإيرانية

صدمة في إسرائيل بعد الكشف عن خلية التجسس الإيرانية

13 يناير 2022
شبكة التجسس الإيرانية تتكون من نساء (Getty)
+ الخط -

عبّر عدد من قادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية عن عميق قلقهم بعد الإعلان، أمس الأربعاء، عن تفكيك شبكة تجسس إيرانية تتكون من نساء يقطنّ في عدد من المدن بالأراضي المحتلة.

وأشار القادة الاستخباريون إلى أن تمكن الإيرانيين من تجنيد "مواطنين إسرائيليين" وتكليفهم مهام تجسسية على مدى سنوات، يبعث على الصدمة.

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عددها الصادر، اليوم الخميس، عن رئيس الموساد السابق شفطاي شفيط، أنه يشعر بـ"الصدمة الكاملة" بعد سماعه نبأ الكشف عن شبكة التجسس الإيرانية، قائلاً: "لأني كنت أرأس الجهاز (الموساد) الذي يدافع عن إسرائيل وكنت منخرطاً في تجنيد مخبرين إيرانيين بهدف حماية إسرائيل، فإن الكشف عن هذه الخلية أصابني بالصدمة، ويصعب عليّ تصديق ذلك".

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني كبير قوله: "لست متفاجئاً على الإطلاق بهذا الكشف، فقد كان متوقعاً حدوث ذلك"، مشيراً إلى أن "أجهزة المخابرات الإيرانية تحوز معرفة جيدة بإسرائيل منذ عهد الشاه، على اعتبار أنها كانت في ذلك الوقت تتعاون مع الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية، حيث تعلم بعضهما الكثير من البعض الآخر"، على حد تعبيره.

وأضاف المصدر: "عندما تكون لديك معرفة مسبقة بعدوك وتستثمر طاقة كبيرة في محاولة التعرف إليه على مدى 40 عاماً، من الواضح أنه ستكون هناك نجاحات على صعيد تجنيد العملاء".

ولم يستبعد المصدر الأمني أن تكون المخابرات الإيرانية قد جندت في الماضي خلايا أخرى، لكن لم يُكشَف عنها حتى الآن.

وقال رئيس جهاز الشاباك السابق يعكوف بيري: "لم أفاجأ بالنشاط الإيراني ذاته، لكنه فوجئت بتجنيد النساء اليهوديات للتجسس لمصلحة إيران، وهذا بالطبع جانب جديد وفريد من نوعه".

تكنولوجيا
التحديثات الحية

وعن كيفية التعرف إلى الخلية وتفكيكها، شرح بيري في تصريح لـ"يسرائيل هيوم": "افترض أن جهاز الشاباك اخترق شبكات المعلومات التي غالباً ما يتعرف من خلالها إلى وجود معلومات عن إسرائيل في أيدي عناصر معادية، وبمجرد وصول هذه المعلومات تتخذ إجراءً لفهم كيفية تسريب هذه المعلومات، وكيف خرجت من إسرائيل ووصلت إلى مخابرات أجنبية، في محاولة لتحديد المصدر الذي قدم المعلومات، وأفترض أن هذا أحد الاحتمالات التي أدت إلى الكشف عن هذه الشبكة"، مستدركاً أن ما قاله يمثل فقط "افتراضات".

أما الجنرال عاموس جلعاد، الذي شغل في الماضي منصب قائد لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان"، فقد عقّب قائلاً: "لو قيل لي يوماً إن وزيراً سابقاً سيتجسس لمصلحة إيران، فلم أكن لأصدق ذلك على الإطلاق، لكن لسوء الحظ حدث ذلك لنا مع جونين سيغف، الذي كان وزيراً للطاقة ونائباً في الكنيست وضابط احتياط في لواء المظليين، والذي قبض عليه بتهمة التجسس لمصلحة إيران في مايو/أيار 2018".

وعَدّ جلعاد ما حققه الإيرانيون إنجازاً من منطلق أنهم نجحوا في تجنيد "نساء كن يعرفن أنهم يعملن لمصلحة العدو الأسوأ لإسرائيل".

وأضاف: "أن تعمل مثل هذه الشبكة منذ خمس سنوات في إسرائيل، فهذا إنجاز كبير لإيران لأنها تظهر أن مجتمعنا ينهار ويمكن اختراقه، لا أريد أن أتخيل الضرر الذي كان سيحدث لو كان ابن إحدى هؤلاء النسوة قد جُند بالفعل في الاستخبارات العسكرية أمان".

وكان جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، قد أعلن أمس الأربعاء القبض على أربع نساء إسرائيليات يقطنّ في مدن: حولون، بات يام، كفار سابا، والقدس بعد تجنيدهن من قبيل ضابط مخابرات إيراني.

وحسب بيان "الشاباك"، فقد كلفت المخابرات الإيرانية النساء عدة مهام تجسس تفاوتت بين مراقبة سفارات ومواقع عسكرية.

وحسب ما ذكرته وسائل الإعلام الإسرائيلية، فقد جرت عملية التجنيد عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" من طريق ضابط مخابرات إيراني قدم نفسه على أنه يهودي إيراني.

ودلت التحقيقات مع النساء أن الضابط الإيراني طلب من إحداهن إقناع ابنها بالانضمام إلى شعبة الاستخبارات العسكرية "أمان".