صحيفة روسية: الهجوم الإسرائيلي على سورية يعيد إحياء الفن الحربي العربي

16 ديسمبر 2024
غارات إسرائيلية استهدفت معدات عسكرية في مطار المزة بدمشق، 11 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تدمير الجيش السوري وتأثيره: تناول المقال تداعيات تدمير جيش النظام السوري السابق من قبل إسرائيل، مشيرًا إلى أن هذا قد يشكل كارثة على خصوم النظام السوري الجديد، بما فيهم إسرائيل، رغم عدم إعلان العداء بعد.

- إعادة بناء الجيوش العربية: فند المقال الصورة النمطية عن ضعف الجيوش العربية، مشيرًا إلى إمكانية بناء منظومة عسكرية تتناسب مع المجتمعات العربية، مستشهدًا بنجاح تنظيم داعش في استخدام تكتيكات تتماشى مع تركيبتهم.

- التوغل الإسرائيلي ومخاوف موسكو: أثار التوغل الإسرائيلي في سوريا قلق موسكو، حيث حذر نائب وزير الخارجية الروسي من استغلال الوضع لضم مرتفعات الجولان، مؤكدًا على ضرورة الالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974.

في مقال بعنوان "إسرائيل تُرغم سورية الجديدة على إعادة إحياء الفن الحربي العربي"، تناولت صحيفة فزغلياد الإلكترونية الروسية الموالية للكرملين، اليوم الاثنين، تداعيات التدمير شبه الكامل لقوات جيش النظام السوري السابق من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مشككة في الوقت نفسه في أن هذه الخطوة ستضمن سلامة الدولة العبرية على المدى الطويل.

وأقرت الصحيفة بأنه من وجهة النظر العسكرية، فإن الهجوم الإسرائيلي يشكل ضربة كبيرة للفصائل المسلحة نظرا لتعذر استخدام القطع المدمرة لبناء جيش جديد، متوقعة في الوقت نفسه أن ما جرى قد ينقلب كارثة على جميع خصوم النظام السوري الجديد، بمن فيهم إسرائيل رغم أن السلطات الجديدة في سورية لم تشهر عداوتها لها بعد.

وفنّد كاتب المقال الصورة النمطية التي تقول إن الجيوش العربية أضعف من مثيلاتها الأوروبية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، مشيرا إلى أن الحروب هي مواجهة بين منظومات ذات حلقات ربط دقيقة بين الوحدات والأفراد، وجازما بأن محاولات بناء جيوش الدول العربية في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945) وفق النموذجين الغربي أو السوفييتي لم تجعلها فعالة مقابل نجاح التجربة في إسرائيل القريبة ثقافيا من أوروبا.

وتساءلت الصحيفة "ماذا لو استطاع العرب إقامة منظومة عسكرية تتناسب مع تركيبة مجتمعاتهم القبائلية في بعض المناطق وعقليتهم ونفسيتهم؟"، مذكرة بأن قيادة تنظيم داعش الإرهابي اعتمدت على التركيبة البدوية مع استخدام سيارات نصف نقل ودراجات نارية بدلا من الخيول، ما اضطر عددا من القوى الدولية والإقليمية، بما فيها روسيا والولايات المتحدة وإيران، لخوض القتال سنوات للقضاء عليه.

وخلصت "فزغلياد" إلى أن تدمير المعدات العسكرية يشكل ضربة كبيرة لمن يريد بناء جيش جديد وفق النموذج الأوروبي بلا تأثير على بناء جيش عربي يراعي تركيبة المجتمعات العربية وعقليتها وقيمها وأخلاقيتها، واستعادة أمجاد السلطان صلاح الدين الأيوبي، والصحابي خالد بن الوليد الذي استطاع في عام 633 الميلادي إلحاق هزيمة بالجيش الفارسي بعد استنزافه عبر أساليب المناورة.

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد أطلق، ليلة 8 ديسمبر/كانون الأول الجاري، عملية أطلق عليها تسمية "سهم باشان"، شاركت في ضربتها الأولى وحدها 350 طائرة حربية محملة بأسلحة عالية الدقة، وأسفرت عن تدمير المعدات العسكرية الحيوية ومخازن الذخيرة وزوارق القوات البحرية والطيران بشكل شبه كامل، متوغلا بعد ذلك في العمق السوري، وسط مخاوف من إقدام تل أبيب على ضم مرتفعات الجولان وغيرها من الأراضي السورية.

ويثير التوغل الإسرائيلي في العمق السوري حفيظة موسكو التي لم تعد بعد سقوط نظام بشار الأسد طرفا متحكما في الأجواء السورية، فيما حذر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، في وقت سابق من اليوم، "الرؤوس الساخنة" في إسرائيل من استغلال الوضع في سورية لضم مرتفعات الجولان السورية المحتلة، مؤكدا ضرورة الوفاء الكامل باتفاقية فض الاشتباك المؤرخة بعام 1974.

المساهمون