قالت صحيفة "خبر تورك" التركية، الخميس، أن انشقاقاً كبيراً ومؤثراً شهده حزب العدالة والتنمية، حيث انتقل فاروق آجار، وهو واحد من أبرز المقربين من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، للعمل مع حزب "الجيد" المعارض.
وأفادت الصحيفة أن فاروق آجار هو مدير شركة علاقات عامة ويعتبر واحداً من أهم 3 شخصيات مقربة من أردوغان، ويقود استراتيجيات ومحددات الحزب خلال حملاته الانتخابية، وحيال مختلف الأحداث الداخلية والخارجية، ووصفت الصحيفة أن هكذا انتقال مهم ومؤثر ويعادل انتقال نواب في البرلمان لأحزاب أخرى، حيث أن هناك رجالات حزبيين يعملون من الخلف ودورهم مؤثر جداً.
وأكد آجار للصحيفة، في تصريحات مقتضبة، صحة انتقاله للعمل مع الحزب الجيد، مبيناً أنه لم يتحدث مع الرئيس أردوغان بعد بالأمر ولكن أرسل له خبراً، لافتاً إلى أنه يعرف باتهامات ربما تُساق له بأنه ترك سفينة الحزب وأن هناك مؤامرة تحاك للحزب الحاكم، قائلاً أن "ما يقال غير مهم".
ويعتبر آجار من المؤسسين في الحزب، وعمل في الصفوف الخلفية واكتسب عمله أهمية كبرى بعد مقتل إرول أولجاق، رفيق أردوغان السابق وصاحب شركة علاقات عامة، خلال تصديه للمحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016، حيث أنه وضع شعار الحزب وحدد استراتيجياته.
ومن المهام المكلف بها آجار، عمل قياس لاستطلاعات الرأي وتحليل توجهات الناخبين، وبناء عليها تحديد استراتيجيات وشعارات للمرحلة وتحويلها لحملة موجهة، وعمل مع أولجاق وبقي وحيداً في هذه المهام بعد مقتل الأخير.
وأفادت الصحيفة التركية أن آجار هو الوحيد الذي نبه الحزب إلى أنه سيفقد كبرى المدن التركية في الانتخابات المحلية التي جرت بالعام 2019، ليتم استهدافه داخل الحزب وقاد الانتخابات في أنقرة دون الاقتراب من إسطنبول، لتفوز المعارضة في المدينتين الكبيرتين وغيرهما.
ولفتت الصحيفة إلى أن آجار بعد رؤيته العديد من الأخطاء، بدأ يرفع صوته بنقد الحزب، والانشقاق عنه رويداً رويداً لتأتيه عروض من بقية الأحزاب للعمل معه، لكنه رفض خشية عدم قدرته على الإقناع وإلحاق الضرر بنفسه وبالحزب الذي سيعمل معه، ورفض أن يكون من الغاضبين مثل نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان.
وبينت أن "آجار في النهاية قبل عرضاً وصله من زعيمة الحزب الجيد للعمل سوية، ليترك الحزب بعد 20 عاماً من خدمة أردوغان، وهو واحد من أبرز 3 أسماء في تحديد استراتيجيات الحزب ليعمل في المستقبل لتحديد استراتيجيات الحزب الجيد".
وخلال عامين شهد حزب العدالة والتنمية انشقاق اثنين من أبرز أسمائه وتأسيسهما حزبين، هما رئيس الوزراء السابق أحمد داود أوغلو، الذي أسس حزب "المستقبل"، فيما أسس نائب رئيس الوزراء السابق علي باباجان حزب "دواء".
وينتظر أن تجرى الانتخابات البرلمانية والرئاسية في تركيا بحلول صيف العام 2023 وتدفع المعارضة لإجرائها بوقت مبكر، فيما يرفض أردوغان وحلفاؤه إجراءها بوقت مبكر، والإصرار على أن تجري في وقتها.