صحيفة إيرانية رسمية: المقترح الأوروبي بشأن الاتفاق النووي "مسودة أميركية" و"لعبة جديدة"
فيما لم تعلّق طهران وواشنطن رسمياً بعد على مسودة الاتفاق النووي المقترحة من قبل مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل إلى الجانبين، قالت صحيفة "إيران" الإيرانية الرسمية، اليوم الأحد، في مقال، إن هذه المسودة "أميركية"، معتبرة أنها "مسرحية" و"لعبة جديدة"، بهدف تحميل إيران مسؤولية الإخفاق في التوصل إلى اتفاق حتى الآن.
وأشارت الصحيفة، في مقالها المعنون بـ"مسودة بوريل أميركية"، إلى التصريحات الأخيرة لمسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي ونائبه أنريكي مورا بشأن المفاوضات النووية ووجود "أفضل اتفاق للأطراف على الطاولة"، وضرورة اتخاذ القرار، فضلا عن تصريحات أخرى للمتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، الذي اتهم طهران قبل أيام بأنها عقبة أمام التوصل إلى اتفاق.
وأضافت صحيفة "إيران" الرسمية أن المشروع الأوروبي يهدف إلى تحميل إيران مسؤولية عدم التوصل إلى اتفاق، قائلة إن هذا السلوك والتصريحات الأوروبية والأميركية "تعكس صفحة جديدة من مسرحية الغرب ضد إيران، والسعي إلى رمي الكرة في ملعب إيران، والتسويق بأن عدم اتخاذ طهران قرارها هو سبب الوضع الراهن للمفاوضات".
ولفتت إلى أن ما يقدمه الغربيون كمسودة "لا يلبي مطالب إيران في مجال رفع العقوبات والحصول على ضمانات لمنع نكوث أميركا مرة أخرى في العهد"، داعية إلى ضرورة إلغاء العقوبات بشكل "مؤثر"، وتضمين ذلك مسودة الاتفاق.
وقالت الصحيفة الإيرانية إن "ما جاء في مشروع الأوروبيين مازال بعيدا عن مطالب طهران المنطقية"، مستشهدة في ذلك بتصريحات كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، في تغريدته الثلاثاء الماضي، حيث قال فيها إن بلاده ستطرح "أفكارا" لإتمام المفاوضات، بعد حديثه عن أنه جرى تبادل وجهات نظر "جادة وبنّاءة" مع أطراف المفاوضات الأسبوع الماضي والمنسق الأوروبي طرح "أفكاره لإتمام المفاوضات".
كان متوقعا منذ البداية أن المشروع الأوروبي الجديد جاء بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية مع مراعاة مطالبها وتأمينها
وتابعت صحيفة "إيران" أنه "كان متوقعا منذ البداية أن المشروع الأوروبي الجديد جاء بتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية مع مراعاة مطالبها وتأمينها، لكن مرور الوقت أظهر بسرعة صدق هذا الأمر".
وعزت الصحيفة المساعي الأوروبية المكثفة لإحياء الاتفاق النووي إلى مشاكلهم في نقص الطاقة وارتفاع أسعار النفط والأزمات التي تعاني منها الدول الأوروبية، قائلة إن أوروبا منذ بدء الضغوط القصوى على إيران "لم تتحمل أي تكلفة لإحياء الاتفاق النووي وخفض الضغوط على إيران".
ووصفت الصحيفة الإيرانية، الاتفاق المعروض على إيران بأنه "اتفاق أسوأ" من الاتفاق النووي، لافتة إلى أن إيران اليوم "تمر بظروف، أصبحت فيها تقنيتها النووية أقوى من قبل بكثير وتأثير العقوبات تراجع إلى أدنى مستوى".
وقالت الصحيفة إن "متابعة سياسة الجوار خلال العام الأخير أدت إلى اصطفاف الدول في طوابير العلاقة مع إيران"، مشيرة إلى أن زيادة الصادرات الإيرانية وتفعيل ممرات التجارة وزيادة العوائد بالنقد الأجنبي وارتفاع الصادرات النفطية وبدء تنفيذ الاتفاقية الشاملة بين إيران والصين والاستثمار الروسي بقيمة 40 مليار دولار في إيران، وانضمام الأخيرة إلى منظمة "شنغهاي" للتعاون، "كل ذلك أدى إلى ألا تعيش إيران ظروف اضطرار وأنها لن تقبل إلا باتفاق يحقق المصالح الجمعية للإيرانيين".
وأكدت أن "الحكومة الإيرانية الحالية في ظل تجربة فشل الاتفاق النووي والنكوث الأميركي في العهد لن تقبل أبدا باتفاق ضعيف وقصير"، مشددة على أن "اللعبة الغربية الجديدة ضد إيران ستفشل كسابقاتها".