صالح وزعماء أحزاب عراقية يشاركون في مراسم تنصيب رئيس إيران

صالح وزعماء أحزاب عراقية يشاركون في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني

05 اغسطس 2021
يمثل العراق الوفد الرسمي برئاسة الرئيس العراقي برهم صالح (الرئاسة العراقية/تويتر)
+ الخط -

يشارك الرئيس العراقي برهم صالح، وعدد من السياسيين والمسؤولين في البلاد، أبرزهم رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، ورئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم، وزعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي التي تجري اليوم الخميس في طهران.

ويمثل العراق الوفد الرسمي برئاسة الرئيس العراقي برهم صالح، بينما غادر الآخرون إلى طهران في وقت سابق من يوم أمس وصباح اليوم الخميس، بشكل متفرق للمشاركة بالمراسم بصفة شخصية، وسط معلومات عن توجه قيادات سياسية أخرى وزعماء فصائل مسلحة إلى طهران للسبب ذاته.

وذكرت وكالة الأنباء العراقية (واع) أنّ الرئيس العراقي التقى نظيره الإيراني، وجرى خلال اللقاء تناول القضايا المشتركة. ونقلت الوكالة عن صالح إشادته بدور إيران في دعم العراق خلال سنوات الحرب على تنظيم "داعش"، متحدثاً أيضاً عن "حاجة المنطقة لتفاهمات وتنسيق للجهود والركون إلى المشتركات من خلال حوارات بناءة من شأنها المساهمة في تثبيت الاستقرار الإقليمي".

ولفت صالح إلى أنّ العراق "الآمن والمستقر ذا السيادة يمثل عنصراً أساسياً للأمن والاستقرار الإقليمي، وعاملاً للترابط الاقتصادي".

من جهته، أكد الرئيس الإيراني تطلع بلاده إلى تعزيز العلاقات الثنائية مع العراق في مختلف القطاعات، مشيداً بـ "الجهود الكبيرة التي يبذلها العراق من أجل إرساء الاستقرار والأمن في المنطقة"، بحسب "واع".

في المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية عراقية تقارير عن مغادرة سياسيين وزعماء أحزاب إلى إيران للمشاركة بحفل التنصيب بينهم زعيم "الحشد الشعبي" فالح الفياض، ورئيس تيار "الحكمة" عمار الحكيم، إضافة إلى إعلان رسمي من حكومة إقليم كردستان عن توجه رئيس الإقليم نيجيرفان البارزاني إلى طهران على رأس وفد كردي من أربيل لحضور مراسم التنصيب.

وأكدت مصادر في وزارة الخارجية العراقية، لـ "العربي الجديد"، أنّ الوفد العراقي الذي يزور إيران برئاسة برهم صالح سيبحث مع الإيرانيين عددا من القضايا المشتركة، موضحة أنّ النقاشات ستركز على الحدود والأمن والتعاون الاقتصادي.

وعلى الرغم من التعاون الأمني بين بغداد وطهران، والذي برز بشكل واضح بعد احتلال تنظيم "داعش" لمناطق عراقية واسعة عام 2014، لا يزال هناك عدد من القضايا العالقة التي تتعلق بالحدود والمياه والاتهامات التي توجه لطهران بدعم مليشيات مسلحة تنفذ هجمات داخل العراق.

لا تغيير في السياسة الإيرانية

وفي السياق ذاته، قال الخبير بالشأن الأمني والسياسي العراقي أحمد النعيمي إنه لا يتوقع حصول أي تغيير فيما يتعلق بالعلاقة بين العراق وإيران، "خاصة وأن طهران تتعامل مع الملف العراقي من منظار فيلق القدس والحرس الثوري".

وأضاف النعيمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنّ طبيعة التعامل الإيراني مع العراق "لن تتغير سواء سلباً أو إيجاباً، وشهدنا فترة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد ومن بعده حسن روحاني فلم يكن هناك تغيير، ودوماً ما كان الحديث عن إيران الرسمية التي تمثلها الرئاسة والمؤسسات الإيرانية الأخرى، وإيران الثانية التي تتولى الشأن العراقي عبر جنرالات الحرس الثوري ويمثلون بالنهاية تصورات المرشد آية الله علي خامنئي".

وبيّن أنه "على العكس قد نشهد تطابقا في وجهات النظر بين الرئاسة الإيرانية والحرس الثوري فيما يتعلق بالعراق بسبب خلفية الرئيس الجديد وعلاقته الممتازة مع جنرالات الحرس الثوري وتحديداً فيلق القدس".

النعيمي: قد نشهد تطابقا في وجهات النظر بين الرئاسة الإيرانية والحرس الثوري فيما يتعلق بالعراق

لكن الناشط وعضو التيار المدني العراقي، حسام الصفار اعتبر أن التوترات الحالية، وزيادة الضغط الإيراني على العراق فيما يتعلق بالوجود الأميركي، فضلاً عن دعم طهران الفصائل المسلحة التي تتحدى الدولة، "يمكن أن تخالف التوقعات العراقية بشأن استقرار العلاقة ودعم الرئاسة الإيرانية لجهود رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي".

وأضاف الصفار، لـ"العربي الجديد"، أنّ "المطلوب من إيران حالياً هو دعم الدولة والقانون في العراق والتدخل إيجاباً في منع تحول الجماعات المسلحة الحليفة لها لقوى لا دولة تعيق استقرار البلاد، كما أنّ ملفات المياه والحدود ستبقى قائمة دون حل إلا بمبادرة من إيران ذاتها للعراق".

وعبّر عن أمله بما وصفه "تفهم إيران للغضب الشعبي العراقي من تدخلاتها في بلادهم، والذي ترجمته عمليات التظاهر والحرق الذي طاول القنصليات الإيرانية في النجف وكربلاء البصرة، وترديد شعارات مناهضة لهذا التدخل خلال الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها البلاد".