صاروخ إسرائيلي يحوّل فرحة عائلة الرنتيسي بالعيد في غزة إلى مأتم

صاروخ إسرائيلي يحول فرحة عائلة الرنتيسي بالعيد في غزة إلى مأتم

15 مايو 2021
طفل رضيع من بين الضحايا(محمد زرنده/Getty)
+ الخط -

لم يكن عيدُ عائلة الرنتيسي في رفح جنوبيّ قطاع غزة سعيداً، حين أحاله القصف الإسرائيلي مأتماً، وقضى صاروخُ مقاتلةٍ حربيةٍ على أفراد تلك العائلة، بينما كانت تتجهز - على استحياء – لاحتفالية صغيرة بالعيد.

كانت الساعة تُشير إلى الثامنة مساءً، حين تهيأت زوجات الإخوة من عائلة الرنتيسي في غزة، للالتقاء في جلسة سمر أول أيام عيد الفطر، الخميس الماضي، وأحضرن ما أعددنه من ضيافة العيد وحلوياته.

لكنّ طائرات الاحتلال الإسرائيلي كان لها رأيها، فكتبت نهايةً من نوع آخر لتلك القصة، مُلطَّخة بالدماء والأشلاء.

فقد سبق صاروخ إسرائيلي تلك الزوجات إلى جلستهنّ المفترضة، وبدون سابق إنذار، ضرب منزلهن المكون من طبقتين، في حيّ الجنينة برفح، ويوقع من كان فيه بين شهيدٍ وجريح.


أرادت النساء استحضار طيفٍ من أجواء العيد المفقودة بسبب العدوان الإسرائيلي، ولم يدرِين أنه غير مسموحٍ حتى لهذا الطيف، أن يداعب أفكارهن البريئة.

وأدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد أربعة من أفراد العائلة، هم: الأم سهام (55 عاماً)، والابن رائد (27 عاماً)، وزوجته شيماء، والحفيد إبراهيم (سبعة أشهر)، فضلاً عن إصابة ما يزيد على عشرة آخرين، معظمهم أطفال ما زالوا يتلقون العلاج.

"انتهك الصاروخ الإسرائيلي حُرمة منزلنا، وأحال منزلنا إلى ركام، تطايرت معها الأجساد، وألعاب الأطفال، وملابسهم، وفراشهم"، تقول رائدة الرنتيسي، ابنة الشهيدة سهام.

وتضيف رائدة، في حديث لوكالة الأناضول، إن زوجات إخوانها كُنّ بصدد قضاء سهرة العيد، بعد أن حُرمن الخروج مع أطفالهن للتنزه، بسبب الأوضاع الأمني الصعبة.

وتتابع: "كانت لحظات صعبة جداً، تحوّل فيها كل شيء إلى رماد، وحلّت رائحة الموت والبارود، وتناثرت الألعاب، وتعالت الصرخات بفعل الفاجعة".

لماذا قتلوهم؟!

وبذهول، تضيف الرنتيسي: "لم أكن أتخيل أن يحصل ما حدث، فبرغم عدم استبعاد أن يستهدف الاحتلال أي منزل في غزة، إلا أن حجم الاكتظاظ السكاني في حيّنا منحنا شعوراً زائفاً بشيء من الأمان؛ فكيف يُقصف مكان كهذا؟".

وبلهجة استهجان، تتساءل رائدة: "ما الذي فعله هؤلاء الصغار كي يُقتلوا بهذه الوحشية؟ لماذا قتلوهم؟".

وتلفت رائدة إلى أن ذوي الأطفال منعوهم من الخروج للعب وقضاء العيد في الخارج، خشية تعرضهم لمكروه، وجاؤوا لهم بالألعاب داخل المنزل، إلا أن صواريخ الاحتلال الغادرة كانت في الموعد، سواء في الداخل أو في الخارج.

وقضى أحد الأطفال ولم يكمل أشهره السبعة، بينما يقبع البقية في المستشفيات، مضرجين بدماء وجراح وحروق في مختلف أنحاء الجسد، تضيف رائدة.

وتختم بالقول: "قتل بنيامين نتنياهو (رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي) الأطفال ليرضي بذلك غروره وشعبه، محاولاً الانتشاء بنصر موهوم على دماء الأطفال الأبرياء".

وناشدت العالم التحرك لوقف آلة الحرب الإسرائيلية، ولجمها عن ممارسة هوايتها المشؤومة في قتل الشعب الفلسطيني والتنكيل به.

(الأناضول)