شهيد في طوباس.. ومستوطنون يقتحمون كنيسة بقطيع أبقار
استمع إلى الملخص
- اقتحام مستوطنين لكنيسة الخضر في بلدة الطيبة شرقي رام الله، في انتهاك متكرر لحرمة المكان، مما أثار استفزاز الأهالي، ومطالبة المجتمع الدولي بحماية المقدسات.
- تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، مستهدفة عائلات بدوية وتهجير 25 قرية خلال العامين الأخيرين، مع استشهاد 4 فلسطينيين في الهجمات الأخيرة.
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، مساء اليوم الخميس، استشهاد مواطن فلسطيني متأثراً بجراح أصيب بها برصاص الاحتلال في وادي الفارعة بمحافظة طوباس، شمالي الضفة الغربية، كذلك اقتحم مستوطنون، الخميس، كنيسة الخضر في بلدة الطيبة شرقي رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة، في انتهاك هو الثالث خلال أسبوع لحرمة المكان.
وقالت وزارة الصحة إن فراس أحمد رجا صبح (47 عاماً) استشهد، الخميس، متأثراً بجراح أُصيب بها برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في وادي الفارعة. وكانت قوات الاحتلال قد حاصرت، صباح اليوم، منزلاً في المنطقة وأطلقت النار باتجاه المواطن فراس صبح، ما أدى إلى إصابته بجروح حرجة، ثم اعتقلته رغم إصابته، قبل أن يُعلن استشهاده مساء اليوم، بينما ما زالت قوات الاحتلال تحتفظ بجثمان الشهيد حتى اللحظة.
ونعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، الشهيد صبح. وأكدت الهيئة والنادي أن جريمة إعدام الشهيد صبح، وهو أب لسبعة من الأبناء، "تُضاف إلى سجل جرائم الاحتلال المستمرة منذ عقود طويلة، والتي وصلت إلى ذروتها مع استمرار حرب الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة".
وحمّل البيان سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد صبح، مجددين مطالبتهما للمنظومة الحقوقية الدولية باتخاذ خطوات عملية وفعالة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي تُرتكب بحق الشعب الفلسطيني. ودعا البيان إلى فرض عقوبات دولية تُنهي حالة الحصانة التي يتمتع بها الاحتلال، وتُعيد للعدالة الدولية دورها الأساسي في محاسبة مجرمي الحرب، وإنهاء حالة الشلل التي أصابت المنظومة الحقوقية منذ بدء حرب الإبادة.
وفي سياق اعتداءات المستوطنين، قال سكان من بلدة الطيبة لـ"العربي الجديد" إن مستوطنين برفقة قطيع من حوالي 80 بقرة، اقتحموا حرم الكنيسة، في مشهد استفز مشاعر الأهالي نظراً إلى قدسية المكان وما يشكله من قيمة تاريخية. وكان مستوطنون أقاموا، منذ نحو شهر، بؤرة استيطانية جديدة على أراضي الطيبة التي تقطنها غالبية مسيحية، وبدؤوا بشن هجمات تخللها حرق محيط الكنيسة الأثرية وأراضي وحقول السكان الزراعية في البلدة. وقالت بلدية الطيبة في بيان إن "كنيسة الخضر تعد من أقدم الكنائس الأثرية في المنطقة، وتحمل رمزية دينية وتاريخية كبيرة لأبناء البلدة والمسيحيين في عموم فلسطين. ومع ذلك، لم يشفع لها قِدمها ولا قداستها من أن تكون هدفًا لاعتداءات المستوطنين، الذين يواصلون استفزازاتهم ومحاولاتهم لفرض واقع استيطاني بالقوة والعنصرية"، مضيفة أن "إدخال الحيوانات إلى الكنيسة ليس فقط تعديًا على ممتلكات دينية، بل إهانة متعمدة لمشاعر المؤمنين وتدنيسًا لرموزهم".
وطالبت البلدية المجتمع الدولي والجهات الكنسية حول العالم "بالتحرك الفوري لحماية المقدسات من هذه الممارسات العنصرية التي تمسّ القيم الإنسانية قبل أي شيء آخر".
وطاولت اعتداءات المستوطنين خلال الأيام الأخيرة عدة عائلات بدوية بجوار بلدة الطيبة، ضمن سلسلة هجمات مستمرة منذ سنوات. وخلال العامين الأخيرين هجّر المستوطنون عبر الهجمات الإرهابية المتكررة نحو 25 قرية بدوية فلسطينية شرقي الضفة الغربية.
ويقف التنظيم الاستيطاني "شبيبة التلال" والذي يجنّد مئات المستوطنين المتطرفين، خلف الهجمات التي باتت تأخذ منحى تصاعديًّا وتطاول مناطق في عمق الضفة، كان آخرها الهجمات العنيفة على بلدات كفر مالك والمزرعة الشرقية وسنجل شمال شرقي رام الله، ما أسفر عن استشهاد 4 فلسطينيين، من بينهم الشهيد سيف مسلط الذي يحمل الجنسية الأميركية، والذي تعرض للضرب العنيف حتى فارق الحياة في بلدة المزرعة الشرقية.