"لسنا أرقاماً"... عبارة استخدمها الساسة والقادة كثيراً في خطاباتهم النارية، وشعاراتهم الرنانة، لكن "المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان"، قرر ترجمة تلك العبارة، إلى واقع ملموس، يُخلد ذكرى الضحايا الفلسطينيين، ويروي قصصهم التي وأدها الاحتلال.
بدأت الحكاية خلال عملية الرصد التي قام بها "المرصد" لضحايا العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة. حيث أفاد أن عدد الشهداء وصل الى 2200 فلسطيني، بينهم 530 طفلاً، و 302 امرأة، علاوة على إصابة ما يقارب من 11.000 مواطن، خلال واحد وخمسين يوماً من العدوان.
عدد الضحايا الكبير نبه المرصد إلى ضرورة إنشاء موقع إلكتروني يوثق ضحايا الحرب الأخيرة، عبر كادر متخصص يضم عدداً من الباحثين الميدانيين، والخبراء القانونيين، والمحررين الصحافيين العاملين في مجالات حقوق الإنسان.
[إقرأ أيضاً: إدمان الإنترنت: البطالة تدفع شباب غزة إلى شاشات الكمبيوتر]
ويتوقع "الأورومتوسطي" وهو منظمة غير حكومية، مستقلة، تعنى بحقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أن يتم إنجاز المشروع خلال عام 2015.
وتوضح المديرة التنفيذية لمشروع "لسنا أرقاماً" ميسم يوسف، أنّ المشروع يسعى إلى توفير قاعدة بيانات بالجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق المواطنين المدنيين في قطاع غزة، إضافة الى توفير ملف قانوني متكامل وموثَّق ومدعوم بالأدلة، بحيث يمكن الاعتماد عليه في رفع دعوى أمام الجهات القضائية الدولية.
وتوضح يوسف لـ"العربي الجديد" أهمية تقديم "مادة دسمة" وذات مصداقية إلى مؤسسات حقوق الإنسان في العالم، وإلى حكومات الدول التي تقيم علاقات مع إسرائيل، من أجل دعوتها إلى اتخاذ إجراءات ملموسة للضغط على الاحتلال لوقف انتهاكاته.
وتبين أن المشروع يهدف الى توفير كتّاب مؤهلين، يقومون بتدريب الكتّاب الشباب على إعداد وصياغة قصص إبداعية عن الانتهاكات الإسرائيلية في حق الفلسطينيين. وتتابع: "أبناء الضحايا يعانون من صدمات نفسية صعبة وكوابيس مزعجة من هول مشاهد القتال في العدوان الأخير على القطاع".
من جهته، يقول رئيس "المرصد الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، الدكتور رامي عبده لـ"العربي الجديد"، إنّ المرصد سيعمل من خلال مشروع "لسنا أرقاماً" على إنشاء بوابة تفاعلية خاصة، وهي عبارة عن خريطة تأتي في سياق تفاعلي، تكون بمثابة قاعدة بيانات إلكترونية مفتوحة المصدر لتوثيق الجرائم التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في حق المواطنين المدنيين في قطاع غزة، خصوصاً حالات القتل الجماعي التي وثقها المرصد عقب الهجوم الأخير على غزة صيف 2014 وبلغت 144 حادثة قتل جماعي.
ويضيف عبده، أنه سيتم عرض المادة بواسطة خريطة مصوَّرة لقطاع غزة، توضح أماكن البيوت المستهدفة، وتتيح للشخص المتصفح إمكانية استعراض المعلومات الخاصة بالبيت المستهدف كاملة ومفصّلة، فيقوم المستخدم بالضغط بالماوس "الفأرة" على البيت المستهدف، فتظهر له كافة المعلومات، بالإضافة إلى صور البيت قبل الاستهداف وصور الضحايا.
ويشير عبده إلى أنّ الموقع سيكون أكبر مشروع يوثق قصص ضحايا العدوان الاسرائيلي على غزة بصورة أدبية جذابة للقارئ الأجنبي، بالإضافة الى تشجيع المواطن الدولي على الضغط على صناع القرار العالمي من أجل تكوين سياسات أكثر دعماً للقضية الفلسطينية.