شهادات وصور توثق تفاصيل حياة عناصر "داعش" في سيناء

شهادات وصور توثق تفاصيل حياة عناصر "داعش" في سيناء

03 ابريل 2022
تسير عمليات القبائل بدعم من الجيش (خالد دسوقي/فرانس برس)
+ الخط -

أدى تمكن المجموعات القبلية، أخيراً، من الدخول إلى معاقل تنظيم "ولاية سيناء"، الموالي لتنظيم "داعش"، في مدينتي رفح والشيخ زويد بمحافظة شمال سيناء، شرقي مصر، إلى الكشف عن تفاصيل حياة أفراد التنظيم، الذين استقروا في سلسلة من القرى المترابطة ببعضها، وعاشوا في منازل المواطنين المهجرين منها قسراً بفعل الحرب الدائرة بين التنظيم وقوات الجيش والمتعاونين معه، منذ 9 سنوات متتالية.

وتسير عمليات التطهير التي يقوم بها اتحاد قبائل الترابين والسواركة والرميلات في طريقها الصحيح، نحو طرد "داعش" من كافة معاقله في مدينة رفح، التي تعتبر المدينة الأم لانتشار التنظيم في سيناء عموماً، وسط دعم ملموس من قبل أجهزة الاستخبارات المصرية والجيش المصري.

وأظهرت مشاهد وصور التقطت بعد دخول المجموعات القبلية إلى معاقل التنظيم، ونشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، أن التنظيم اعتمد على العيش في منازل متباعدة عن بعضها، بالتزامن مع إنشاء غرف محمية تحت الأرض بجوار تلك المنازل.

وفي هذه الغرف، استخدم عناصر التنظيم أدوات بسيطة، لاستمرار العيش فيها في حالات القصف الجوي والمدفعي، وكذلك خلال الحملات البرّية التي كانت تمر على حدود القرى التي يسيطر عليها التنظيم.

داعش/سيناء/2
اعتمد التنظيم في كل قرية على سيارة واحدة للتنقل (مواقع التواصل الاجتماعي)

كما أن تمكن عناصر "اتحاد القبائل ومجاهدي سيناء" من إلقاء القبض على عدد من النساء والأطفال، هم عوائل أفراد "ولاية سيناء" الذين هربوا أو قتلوا خلال المعارك بين الطرفين، أظهر أن حياة عناصر التنظيم كانت كاملة، من حيث تكوين العائلات.

وبحسب ما جاء في المواد المصورة، وما أدلى به شهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإن عناصر التنظيم اعتمدوا في كلّ قرية أو مربع كان يسيطر عليه التنظيم على سيارة مدنية واحدة بأوراق رسمية، يتحركون بها خارج القرية لشراء حاجياتهم من خلال شخص غير معروف بانتمائه لـ"داعش". أما بين القرى، فقد كانوا يتنقلون باستخدام الدرّاجات النارية، أو سيراً على الأقدام، بالإضافة إلى اعتمادهم على الطاقة الشمسية في توفير الكهرباء لمنازلهم ونقاط عيشهم.

التنظيم اعتمد على العيش في منازل متباعدة، بالتزامن مع إنشاء غرف محمية تحت الأرض

ولتأمين المأكل والمشرب كان أفراد التنظيم وعوائلهم يستقون الماء من الآبار المنتشرة في كل أنحاء سيناء، ومن "هرابات المياه"، وهو مكان تخزين مياه الأمطار والآبار في سيناء، عدا عن استخدامها للتخفي عن أعين الطائرات الحربية. إذ عثر المقاتلون البدو على مواد إعاشة داخل "هرابات المياه" في أكثر من منطقة سيطروا عليها خلال الأيام القليلة الماضية.

أما لجهة المأكل، فقد كان الاعتماد على مزروعات الأرض التي كانوا يحرثونها ويزرعونها بشكل دوري. وقد عثر على مزارع متعددة عمد أفراد التنظيم إلى زراعتها أخيراً لتلبية احتياجات شهر رمضان، وسقايتها من المياه الجوفية التي يتم الوصول إليها بواسطة الآبار المنتشرة في قرى سيناء كافة.

وأظهرت المشاهد والصور أن التنظيم كان يضع في كل منطقة تقطنها إحدى مجموعاته المسلحة نقطة طبية، تتوفر فيها إسعافات أولية، وأدوية ذات أهمية لمداواة الحالات الطارئة، كالمضادات الحيوية، ومسكنات الألم، والضمادات، ولاصق الجروح، بالإضافة إلى مواد التعقيم والتخدير الموضعي في حالات الإصابة، ومواد لشدّ العظام ولفّها في حالات الكسور.

داعش/سيناء/1
أنشأ التنظيم غرفاً تحت الأرض (مواقع التواصل الاجتماعي)

وحول الاتصالات بين المناطق، فإن مسلحي القبائل عثروا على شرائح اتصال إسرائيلية وفلسطينية كانت تستخدم في المناطق الحدودية مع قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

واعتمد مسلحو التنظيم على هذه الشرائح، في ظل انعدام وصول شبكات الاتصال المحلي إلى المناطق النائية، بعد تدمير الجيش المصري لمحطات تقوية الإرسال في تلك المناطق مع بدء عملياته العسكرية، بالتزامن مع ضعف البنى التحتية للاتصالات في شمال سيناء عموماً، وفي رفح وقراها على وجه الخصوص.

المساهمون