استمع إلى الملخص
- يعاني الأسرى من ظروف قاسية، حيث تُستخدم برودة الطقس كأداة تعذيب بمنع الملابس والأغطية، وتفاقم معاناة الجرحى بسبب نقص العلاج.
- دعا نادي الأسير الفلسطيني المجتمع الدولي لمحاسبة قادة الاحتلال وفرض عقوبات على إسرائيل، مشيرًا إلى تجاوز عدد الأسرى الفلسطينيين العشرة آلاف.
أكد نادي الأسير الفلسطيني، اليوم الاثنين، أنّ عمليات القمع التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى الفلسطينيين تصاعدت بشكل ملحوظ في سجن عوفر مؤخراً، موضحاً أن ذلك يأتي امتداداً لسياسة القمع والاقتحامات التي تشكّل إحدى أبرز السياسات الممنهجة بحقّ الأسرى في سجون الاحتلال، والتي بلغت ذروتها بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وكشف نادي الأسير، في بيان صحافي، عن جزء من تفاصيل عمليات القمع التي سجلت في السّجن، وذلك استناداً لمجموعة من الإفادات التي حصل عليها محاموه خلال الفترة الماضية، وتحديداً عملية القمع التي تعرض لها الأسرى مساء 16 فبراير/شباط الجاري، والتي نتج عنها إصابات بدرجات مختلفة في صفوف الأسرى الفلسطينيين بعد اقتحام قوات القمع التابعة لإدارة سجون الاحتلال المدججة بالسلاح عدة أقسام، مستخدمة الكلاب البوليسية، والقنابل، والضرب المبرح.
وأوضح النادي أنه إلى جانب ذلك ألقت برودة الطقس ظلالها على معاناة الأسرى داخل السجون، مع استمرار رفض إدارة السجون إدخال الملابس الكافية، وكذلك الأغطية الملائمة لحالة الطقس، إذ تستخدم إدارة السجون البرد القارس أداة لتعذيبهم، إلى جانب جملة من الأدوات والسياسات الممنهجة التي تندرج في إطار جريمة التعذيب.
وتطرق نادي الأسير في وقت سابق إلى تحويل إدارة السجن إصابات الأسرى الفلسطينيين إلى أداة لتعذيبهم، كاشفاً أنه من خلال زيارات لعدد من المصابين أكدوا أنّهم يعانون بسبب الألم المستمر، وعدم توفير العلاج اللازم لهم، وذلك في ضوء الجرائم الطبيّة التي تمارسها إدارة السجون بحقّهم، وبشكل ممنهج، وتفاقم معاناتهم جراء البرد القارس. واستعرض نادي الأسير مجموعة من الإفادات لأسرى سجن عوفر الذين تعرضوا مؤخراً لعمليات قمع، إضافة إلى إفادات لجرحى معتقلين وكيف تفاقمت أوضاعهم بسبب انعدام العلاج، وظروف الطقس شديدة البرودة.
ونقل النادي إفادة الأسير (د.ب)، إذ قال إن "سياسة القمع التي تتم لغرف الأسرى ازدادت، وآخر عملية قمع تعرض لها الأسرى كان يوم السبت الماضي، إذ تم الاعتداء على الأسرى بالضّرب وتكسير محتويات الغرف". وكشف أن عمليات القمع بغرف الأسرى تتم بمعدل كل يومين إلى ثلاثة أيام، مشيراً إلى أنّ القمع الذي تعرضوا له مؤخراً تركز على بعض الأقسام، والغرف بوحشية من قبل وحدات (متسادا).
وفي شهادة أخرى للأسير (ز. و) الذي يعاني إصابة، قال إنه في تاريخ 17\12\2024 تم الاعتداء عليه، وضربه من قبل وحدة (متسادا)، وتكسير أداة (الوكر) التي كانت تساعده، ويستخدمها للمشي عند نلقه لتلقي العلاج، وأفاد الأسير بأنه عندما تم تصوير ساقه بعد الاعتداء عليه لم يتم إبلاغه عن وضعه الصحي، أو أخر تطورات لحالته الصحية، واليوم يعتمد على عكاز بدلاً منها.
وفي سياق متصل تُلقي برودة الطقس ظلالها على الأسرى الفلسطينيين وتحديداً الجرحى منهم، إذ تفاقم من معاناتهم، مع استمرار إدارة السجون في حرمانهم من الملابس الكافية، والأغطية، إذ تستخدم إدارة السجون البرد القارس، أداة لتعذيب الأسرى. ونقل النادي إفادة الأسير (د. م) الذي قال إنه نتيجة لشدة برودة الطقس أصبح لا يشعر بقدمه، ما يسبب له تشنجات وآلام، كما أنه لم يعد قادراً على الحركة من شدة الوجع، وكذلك لا يستطيع النوم في أحيان كثيرة.
وقال الأسير (ل. ز)، "أقدم جنود الاحتلال على اعتقالي من منزل عائلتي بعد إطلاق النار علي، إذ أصبت برصاصة في الفخذ، وعلى إثر الإصابة، جرى نقلي بعد اعتقالي إلى مستشفى (سوروكا)، إذ مكثت ليوم واحد ثم جرى نقلي لسجن (عوفر) رغم وضعي الصحي، وفي ما يتعلق بالوضع الحالي لا أتلقى أي علاج، واليوم تفاقمت معاناتي جرّاء برودة الطقس، الأمر الذي يسبب لي ألماً باستمرار دون توقف، كما لم تكتف إدارة السّجون بكل ذلك، فقد تعرضت كما باقي الأسرى للضرب المبرح خلال عمليات القمع الأخيرة، و تعمدوا ضربي على قدمي المصابة رغم أني أبلغتهم أنني مصاب".
وأشار النادي إلى أن إدارة سجون الاحتلال كانت قد أعلنت عن عملية قمع واسعة نفذتها بحقّ الأسرى الفلسطينيين في سجن عوفر مؤخراً، بصفتها جزءاً من عمليات القمع التي تتم في كل السجون دون استثناء. وجدد نادي الأسير مطالبته للمنظومة الحقوقية الدولية المضي قدماً في اتخاذ قرارات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب التي يواصلون تنفيذها بحقّ الشعب الفلسطيني، وفرض عقوبات على الاحتلال من شأنها أن تضعه في حالة عزلة دولية واضحة، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساس الذي وجدت من أجله.
وطالب بوضع حد لحالة العجز المرعبة التي طاولت المنظومة الحقوقية الدولية خلال حرب الإبادة على غزة والعدوان المستمر على الضفة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي منحتها دول الاستعمار القديم لدولة الاحتلال إسرائيل باعتبارها فوق المساءلة والحساب والعقاب. يذكر أن عدد الأسرى حتى بداية شباط الجاري، بلغ أكثر من عشرة آلاف.