شهادات مدنيين وأمنيين بشأن الأوضاع في اللاذقية بعد الاشتباكات

اللاذقية

عامر السيد علي

avata
عامر السيد علي
07 مارس 2025
"العربي الجديد" يرصد الأوضاع في مدينة اللاذقية ومحيطها
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تشهد مدينة اللاذقية ومناطق الساحل السوري توترًا أمنيًا بسبب مواجهات مع فلول النظام السابق، حيث تستمر عمليات الملاحقة لعناصر رفضت التسوية واحتفظت بالسلاح، مما أدى إلى اشتباكات استهدفت مراكز أمنية.
- تصاعدت العمليات الأمنية في اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة بعد هجمات فلول النظام على الثكنات الأمنية، حيث أتيحت لهم فرصة للتسوية لكن البعض أخلّ بها، مما أدى إلى التمرد.
- قامت عصابات من فلول النظام بالهجوم على مراكز الأمن، مما دفع وزارة الدفاع للرد واستعادة الأمن، بينما تسعى قوى الأمن لبسط سيطرة الدولة.

وسط تصاعد التوتر الأمني في مدينة اللاذقية ومناطق الساحل السوري، رصد "العربي الجديد" مشاهدات وشهادات من السكان والمسؤولين حول المواجهات الجارية مع فلول النظام السابق. وأفاد شهود عيان بأن عمليات الملاحقة مستمرة لعناصر رفضت التسوية واحتفظت بالسلاح، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات استهدفت مراكز أمنية. وبينما أكد مواطنون حرصهم على التعايش ونبذ الفتنة، شددت الجهات الأمنية على أن عملية استعادة الاستقرار تمضي بخطوات متسارعة، مع استمرار العمليات لضبط الأمن وبسط سيطرة الدولة في مختلف المناطق.

وفي السياق، قال وليد العبد الله، في حديث لـ"العربي الجديد"، إنه "بشكل عام، هناك ملاحقة لفلول النظام في اللاذقية وطرطوس وأكثر من منطقة في الساحل السوري، والأمور جيدة. منذ تحرير سورية، لم نتوقف عن ملاحقة الفلول، ومنذ أمس حدث تصعيد في العمليات بسبب الهجوم الذي نفذته الفلول على الثكنات الأمنية. كان لدى عناصر النظام السابق فترة معينة للتسوية، ومن لم يتورط في الدم يجري تسوية ويعود إلى حياته الطبيعية، لكن الكثير منهم أخلّ بالتسوية، واحتفظ بالسلاح، وهذا هو السبب الرئيسي للتمرد".

بدوره قال عمار طرابلسية لـ"العربي الجديد": "أنا أقف على دوار هارون في اللاذقية، نحن يحب بعضنا بعضاً مهما كانت الطائفة، ونعيش هنا بسلام، وبعض الأحداث التي يقوم بها فلول النظام مرفوضة تمامًا. بلدنا لا يُبنى بهذه الطريقة، نحن نريد أن نبنيه لأجل أطفالنا. عليكم التفكير في أولادكم، مهما كانت طائفتكم". وأضاف: "الأمن العام هم إخوتنا وأبناؤنا، وهذه هي الفكرة الأساسية، والتوعية بأن هذه دولة لنا جميعًا". وتابع طرابلسية: "لقد ضربوا حواجز وثكنات عسكرية للدولة، وهذه الثكنات مؤسسات للدولة، ويجب أن يحب بعضنا بعضاً. عشنا ثلاثة شهور مع النظام الجديد في ظل العفو العام، وقلنا إنه عفو عام، وتجاوزنا التهجير والقتل. لقد نسينا دماء أخي وابن عمي، ولم أرَ أولاد أختي الصغار منذ شهرين، ما كدت أتعرف عليهم، لكننا نسينا الماضي وفتحنا صفحة جديدة ليحب بعضنا بعضاً ونعيش مواطنين سوريين فقط، لا غير، كي لا نعود بالذاكرة إلى الخلف".

من جانبه، قال شفيق فطيمة لـ"العربي الجديد": "نحن في دوار هارون، حيث بدأت مجموعات بالهجوم على الجيش السوري، واعتدت على المدنيين وقتلت مجموعة منهم. أستغرب هذا الفكر الإجرامي ومحاولة تفكيك الدولة. كان أمام هؤلاء فرصة ليكونوا مواطنين، لكنهم رفضوا، وتبعوا أفكارهم لصنع دولتهم الخاصة". وأضاف: "نحن وهم لا نواجه أي صعوبة في التعايش، لكن هناك مجموعات تضخّ أفكارًا غير موجودة على أرض الواقع".

بدوره، قال زياد بيريش، وهو مواطن من اللاذقية، لـ"العربي الجديد": "المنطقة هنا مختلطة. أمس حدثت مناوشات من قبل فلول النظام، حيث يستخدمهم الضباط لإسالة دماء الشعب السوري بين جميع مكوناته وأطيافه. نتمنى أن يدركوا إلى أين يسير هذا البلد، فنحن نريد أن نعيش بسلام". وأضاف بيريش: "البارحة، تم استغلالهم، وأطلقوا الرصاص على جامع القينص، واستخدموا القنابل اليدوية. هؤلاء من فلول النظام، بينما كنا نعيش هنا في نسيج متناسق وجيد، لكن نظام الأسد عمل على التفرقة بين أبناء الشعب. لا نريد أن يشعلوا الفتنة بين مكونات المجتمع".

أيضاً، قال أيمن الأمين، من وزارة الدفاع السورية، لـ"العربي الجديد": "قامت عصابات من فلول النظام المجرم بالهجوم على مراكز قوى الأمن الداخلي وقوى الأمن العام، وقتلت بعض العناصر ونكّلت بهم، ما دفع وزارة الدفاع للرد عليهم، وتحرير الأسرى منهم، وبسط الأمن في مدينة اللاذقية، باستثناء جبلة والقرداحة، حيث تمت استعادة الأمن والاستقرار لجميع المواطنين".

أما أحمد عبد الجليل الأحمد، من قوى الأمن الداخلي، فقال لـ"العربي الجديد": "على مدى ثلاثة أشهر بعد التحرير، قدّمت وزارة الداخلية عروضًا كثيرة لفلول النظام لتسوية أوضاعهم وتسليم السلاح، لكنهم أبوا إلا إحداث الفوضى في منطقة الساحل السوري، في بانياس، واللاذقية، وجبلة، وطرطوس. وقاموا باستهداف المراكز الأمنية وقوى الأمن الداخلي ووزارة الدفاع، ونشر الفوضى، وقتل العناصر الأمنية، وإحراق المراكز الأمنية، وتخريب الممتلكات".

وأردف الأحمد: "استنفرت قوى الأمن الداخلي والجيش لملاحقة فلول النظام، وبسط سيطرة الدولة على اللاذقية وطرطوس وبانياس وجبلة". وختم بالقول: "سوف نبسط السيطرة ونعيد هيبة الدولة، وجارٍ ملاحقة فلول النظام في كل مكان. ونؤكد أن السلاح يجب أن يكون حصرًا بيد الدولة، ولا وجود لأي سلاح خارج سيطرتها. السلاح بيد الجيش والأمن الداخلي فقط".

ذات صلة

الصورة
بشار الأسد لدى وصوله إلى مطار بيروت، 3 مارس 2002 (رمزي حيدر/ فرانس برس)

اقتصاد

كشفت رويترز اليوم الخميس، أن الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد نقل أمواله ومقتنياته إلى الإمارات على متن طائرة خاصة. إليك التفاصيل.
الصورة
تظاهرة في ساحة الأمويين بدمشق تضامنا مع غزة، 7 إبريل 2025 (الأناضول)

سياسة

شهدت مدن سورية عدة، اليوم الاثنين، وقفات ومظاهرات طلابية وشعبية تنديداً بالعدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة وتضامناً مع المدنيين في درعا
الصورة
تبادل أسرى بين الحكومة السورية وقسد 1 (العربي الجديد)

سياسة

شهدت مدينة حلب، شمال سورية، عملية تبادل أسرى بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)، في إطار الاتفاق الذي توصل إليه الطرفان في العاشر من مارس.
الصورة
تضرر موقع اللواء (132) في درعا إثر الغارات الإسرائيلية، 18 مارس 2025 (الأناضول)

سياسة

أعلنت محافظة درعا في بيان استشهاد 9 مدنيين من جراء قصف إسرائيلي استهدف حرش سد الجبيلية الواقع بين مدينة نوى وبلدة تسيل غرب درعا، جنوبي سورية
المساهمون