شهادات أمنيين: نزار بنات كان على رأس "بنك أهداف" للأمن الفلسطيني

شهادات أمنيين: نزار بنات كان على رأس "بنك أهداف" للأمن الفلسطيني وهاتفه اخترق

رام الله

جهاد بركات

جهاد بركات
04 أكتوبر 2021
+ الخط -

أظهرت شهادتا اثنين من قادة الأمن في الخليل، جنوبي الضفة الغربية، خلال فترة اعتقال المعارض والمرشح البرلماني السابق نزار بنات ومقتله، أنه تم وضع بنات على رأس قائمة "بنك أهداف" لأجهزة الأمن للاعتقال، بعد اجتماعين أمنيين لبحث قضية الفلتان الأمني وعمليات إطلاق النار والوضع الأمني والسلم الأهلي في الخليل، رغم أن تهمته كانت "التهجم والتحريض"، في إشارة إلى الفيديوهات التي كان يبثها بنات على مواقع التواصل وينتقد فيها السلطة الفلسطينية.

كما أظهرت الشهادات خلال الجلسة الثالثة لمحاكمة 14 رجل أمن من جهاز الأمن الوقائي، متهمين بواقعة مقتل بنات، والتي عقدت اليوم الإثنين، اختراق الأجهزة الأمنية لهاتف بنات، واعتراض مكالمات ومحادثات "واتساب" له، وهو ما اعتبره محامي عائلة بنات خارجاً عن القانون، فيما قال أحد الشهود إن السبب في اعتقاله أنه "مخلاش حدا، من الرئيس ورئيس الوزراء إلى أفراد المؤسسة".

أما شهادات الطاقم الطبي الذي حاول إنقاذ بنات فور وصوله إلى المستشفى في الخليل، فأكدت أنه وصل دون أي علامات حيوية على جسده، وأن جسده لم يستجب خلال 40 دقيقة لعمليات الإنعاش، فيما رجح أحد الممرضين أنه توفي قبل وصوله بساعة تقريباً بسبب برودة جسده وتصلب عضلاته وعظامه، حيث تكسر جزء من عظام قفصه الصدري خلال الإنعاش بسبب ذلك التصلب.

وأجلت المحكمة العسكرية الخاصة/الجنوب، التي عقدت في مقر هيئة قوى الأمن في البيرة، وسط الضفة، جلسة المحاكمة إلى الأحد المقبل، 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، بعد الاستماع لستة شهود، بينهم رجلا أمن وثلاثة من أعضاء الفريق الطبي، ومهندس كاميرات مراقبة.

وعلّق رئيس الفريق القانوني لعائلة نزار بنات غاندي أمين ربعي على الشهادات في رده على سؤال لـ"العربي الجديد" بالقول: "أنْ تحدد أهدافك بمعالجة الفلتان الأمني في الخليل وتبدأ بنزار بنات، فهذا أمر بغاية الخطورة ومستغرب، كان يجب أن تتضمن اللائحة أولاً من يطلق الرصاص على الناس، ومن أطلق الرصاص على منزل عائلة الشهيد نزار بنات، ولكن للأسف كان على رأس القائمة المرحوم نزار".

تفاصيل الشهادات في قضية نزار بنات

وفي تفاصيل الشهادات التي بدأت المحكمة، صباح اليوم الإثنين، بالاستماع إليها في القضية، واستمرت على مدار خمس ساعات، جاء في شهادة الشاهد الأول، وهو نائب قائد منطقة الخليل برتبة عقيد في الأمن الوطني، أن اجتماعاً للجنة الأمنية العليا للسلطة الفلسطينية عقد في الخليل بتاريخ 22 يونيو/حزيران الماضي، أوصى بعقد اجتماع لمدراء العمليات للأجهزة الأمنية في الخليل لوضع بنك أهداف وإلقاء القبض على من يتم تحديده.

وأضاف الشاهد: "إن ما تمت إثارته في اجتماع اللجنة الأمنية، هو حالات إطلاق نار وترويع مواطنين، وحالات قتل وتهديد للسلم الأهلي، وأن بنك الأهداف ذاك حدد بناء على معلومات لدى الأجهزة الأمنية".

أما الشاهد الثاني، وكان يشغل موقع مدير عمليات محافظة الخليل، وحالياً في موقع نائب قائد منطقة قلقيلية برتبة عقيد، فأكد أن الاجتماع الأمني الثاني عقد بتاريخ 23 يونيو/حزيران الماضي، لمدراء العمليات للأجهزة الأمنية كافة في محافظة الخليل، بناء على توصية اللجنة الأمنية العليا في الخليل، لعمل خطة لمكافحة الجريمة، وتم خلال الاجتماع، حسب الشاهد، تحديد بنك أهداف للمطلوبين وأول اسم في تلك القائمة هو نزار بنات.

وأكد الشاهد وجود مذكرة قضائية صادرة عن النائب العام موجهة إلى مدير شرطة الخليل بإحضار بنات، لكنه قال: "لم أذكر إن كان تم تسليمها من مدير الشرطة إلى الأمن الوقائي (الجهاز الذي اعتقل بنات) أم لا"، مضيفاً أن "كل جهاز أمني كان مخولاً بإلقاء القبض على الواردة أسماؤهم في بنك الأهداف، منفرداً أو بالاشتراك مع غيره من الأجهزة، وقد تم إعلامه بإلقاء القبض على بنات فور اعتقاله فجراً".

وأضاف الشاهد أنه لا يملك الكثير من التفاصيل، لكن الجهات التي وصفها بالمختصة لديها معلومات عن محادثات "واتساب" واتصالات مع الخارج، "قد تم الحصول عليها من خلال اختراق الأجهزة الأمنية لها بطرق أمنية وخاصة". وأردف أنه لا يعلم مع من كان بنات يتحدث، وأن المحتوى كان حول تمويل، وأحجم عن إكمال التفاصيل لأنه جهة غير مختصة بذلك.

بنات وصل إلى المشفى دون أي علامات حيوية

وفي الشق الطبي، أظهرت شهادة طبيب الطوارئ الذي أشرف على محاولات إنعاش بنات وإنقاذه، أنه وصل إلى المستشفى ولم تكن عليه أي علامات حيوية تدل على الحياة، أو نبض محسوس، أو دخول هواء إلى الرئتين، مع كون بؤبؤي العينين متوسعين، مع عدم استجابة للضوء، وبرود في أطرافه، وملاحظة وجود خدش في جبهة الرأس، وآثار تقييد على يديه دون وجود أصفاد، ودون نزيف ظاهر في المناطق المكشوفة من جسده.

وقال الطبيب إن أفراد القوة الأمنية أخبروه بأن بنات على هذه الحال منذ خمس دقائق فقط، وأمر بعمل إنعاش لقلبه ورئتيه فوراً بناء على ذلك، "دون أي استجابة على مدى 40 دقيقة".

وأكد الطبيب من مشاهداته وجود ازرقاق مائل إلى الاحمرار واللون البني البسيط على شفتيه، ما فسره على أنه بسبب نقص الأوكسجين في الدم منذ فترة طويلة نوعاً ما، دون أن يستطيع تحديد تلك الفترة، كما قال، وأكد أن هذه الحالة في الشفاه تحصل بسبب نقص الأوكسجين الداخل إلى الرئتين.

ومن المنتظر استمرار جلسات المحاكمة في قضية مقتل نزار بنات، حيث ستعقد الجلسة القادمة الأحد المقبل، وسيتم الاستماع لشهود آخرين، وسيتم خلالها عرض تقرير الطبيب الشرعي وشهادته.

وكان بنات قد فارق الحياة خلال عملية اعتقال جهاز الأمن الوقائي له في الخليل، وتم توجيه لائحة اتهام، الأسبوع الماضي، من النيابة العسكرية، إلى 14 من أفراد الأمن الوقائي، بتهم تراوح بين الضرب المفضي إلى الموت بالاشتراك، وإساءة استخدام السلطة بالمصادرة بالعنف بالاشتراك، ومخالفة التعليمات العسكرية.

ذات صلة

الصورة

سياسة

في المناطق المحاذية للحدود الجنوبية اللبنانية مع فلسطين المحتلة وتلك التي على مقربة من النقاط التي تعرّضت للقصف الإسرائيلي، جال "العربي الجديد"، والشوارع شبه خالية من السيارات، إذ تسير عليها آليات الجيش اللبناني وقوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان.
الصورة
احتجاجات المعلمين في الضفة الغربية (العربي الجديد)

مجتمع

عادت احتجاجات المعلمين المطلبية في الضفة الغربية، اليوم الأربعاء، لكنّ أجهزة الأمن الفلسطيني كانت لها بالمرصاد، وعرقلت تحرّكات المحتجين.
الصورة
لمى غوشة (هبة أصلان/فرانس برس)

منوعات

بعد عشرة شهور قضتها الصحافية المقدسية لمى غوشة في الحبس المنزلي، تتحدث لـ"العربي الجديد" عن هذه التجربة، وتأثيرها عليها كفلسطينية وكأم تعيش تحت نير الاحتلال.
الصورة

سياسة

تقاوم قرية لفتا الأثرية، غرب القدس، مخططات الاستيطان التي يحاول الاحتلال الإسرائيلي من خلالها تهويد القرية، وإزالة ما تبقى من بيوت أهلها، وطمس تاريخها الذي يعود إلى الحقبة الكنعانية.

المساهمون