Skip to main content
شروط حوثية جديدة للسلام... ونزيف بشري واسع في جبهات حجة ومأرب
العربي الجديد ــ عدن
تجددت المعارك على امتداد جبهات جازان منذ أيام (فرانس برس)

وضعت جماعة الحوثيين، الأربعاء، شروطاً جديدة للانخراط في عملية السلام المعقدة التي تقودها سلطنة عمان نيابة عن المجتمع الدولي، وسط استمرار المعارك والنزيف البشري الواسع في صفوف مقاتليها في عدد من الجبهات شرقي وشمال غربي اليمن.  

وجاء الإعلان عن الشروط الحوثية الجديدة، عبر المجلس السياسي الأعلى، مجلس الحكم في صنعاء الذي يترأسه القيادي البارز في الجماعة، مهدي المشاط، ويشارك فيه أعضاء من حزب "المؤتمر الشعبي العام" الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، بشكل صوري.  

وأشار المجلس السياسي إلى أنّ فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة "استحقاق إنساني بسيط، لا يعد مكرمة من أحد، وإنما مكسب من مكاسب الصمود للشعب اليمني وبطولات رجال الجيش واللجان الشعبية"، في تأكيد على عدم مقايضته بالملف العسكري.  

وشدد المجلس على ثلاثة مبادئ أساسية لا يمكن الحياد عنها في أي نقاشات قادمة، وقال إنها تتمثل في "رفع الحصار، ووقف العدوان جواً وبراً وبحراً، وإنهاء الاحتلال وخروج القوات الأجنبية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لليمن".  

ويقدّم الحوثيون المجلس السياسي بأنه الجهة المعبرة عن مواقفهم في القضايا السياسية، رغم أنّ زعيم الجماعة، عبد الملك الحوثي، دائماً ما يكون صاحب القول الفصل في غالبية الملفات الشائكة المتعلقة بعملية السلام.  

وتضغط جماعة الحوثيين من أجل الحصول على تنازلات أكبر من التحالف السعودي الإماراتي الذي يشترط وقف إطلاق النار، خصوصاً الهجوم على مأرب في المقام الأول، من أجل البدء في الملف الإنساني المتمثل في رفع الحظر عن مطار صنعاء ودخول المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة. 

وعلى الرغم من عدم وجود أي مؤشرات على تقدم جوهري في المسار السياسي، إلا أنّ الوسطاء العمانيين الذين وصلوا إلى صنعاء، السبت الماضي، لم يغادروها بعد، ومن المرجح أنهم بانتظار الرد على بعض الشروط الحوثية التي تلقّوها، الإثنين الماضي، في أول لقاءات علنية مع زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي ورئيس المجلس السياسي الأعلى، مهدي المشاط. 

وفي السياق، وصل وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، مساء الأربعاء، إلى العاصمة السعودية الرياض، في زيارة من المرجح أنها تحمل الشروط الحوثية التي تلقّاها الوسطاء العمانيون في صنعاء للانخراط في العملية السياسية.   

وذكرت وكالة الأنباء السعودية "واس"، أنّ وزير الخارجية فيصل بن فرحان، استقبل البوسعيدي والوفد المرافق له في مطار الملك خالد بالرياض، من دون الكشف عن أي تفاصيل إضافية، فيما كشفت وكالة الأنباء العمانية، أنّ الوزير البوسعيدي نقل رسالة خطية من السلطان هيثم بن طارق، إلى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.  

ومن المؤكد، أن بقاء الوسطاء العمانيين في صنعاء سيمتد حتى تلقّيهم رداً سعودياً على الرسالة العمانية الأخيرة، والتي على ضوئها سيتحدد مصير جولة الوساطة الحالية.

في الأثناء، عجزت التحركات الدولية المكثفة في صنعاء وعدد من العواصم العربية، عن كبح جماح المعارك، حيث واصلت جماعة الحوثيين نزيفها العسكري في صفوف مقاتليها، خصوصاً في جبهات مأرب والشريط الحدودي مع السعودية.  

وأعلنت وسائل إعلام حوثية، مساء اليوم الأربعاء، تشييع 18 عسكرياً ومقاتلاً، وذلك في موكبين جنائزيين بالعاصمة صنعاء ومحافظة حجة، شمال غربي البلاد، وذلك غداة تشييع 30 عسكرياً في ذات المحافظتين.  

ووفقا لوكالة "سبأ" الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فقد تم تشييع العدد الأكبر من المقاتلين في محافظة حجة، وهو ما يشير إلى أنهم سقطوا في معارك على الشريط الحدودي مع السعودية، حيث تجددت المعارك على امتداد جبهات جازان منذ أيام.