شرق السودان.. تصعيد جديد بإغلاق أنبوب النفط وخط السكة الحديدية

شرق السودان.. تصعيد جديد بإغلاق أنبوب النفط وخط السكة الحديدية

25 سبتمبر 2021
هددت قيادات "المجلس الأعلى لنظارات البجا" بخطوات تصعيدية (Getty)
+ الخط -

في تصعيد جديد، أغلق محتجون في شرق السودان، اليوم السبت، أنبوباً للنفط يمدّ البلاد بالمشتقات النفطية، وأغلقوا خط السكة الحديدية الرابط بين ميناء بورتسودان وبقية أجزاء البلاد.

وجاءت الخطوة في إطار تصعيد مستمر ينظمه "المجلس الأعلى لنظارات البجا"، وهو تجمع لقبائل في شرق السودان، للمطالبة بإلغاء اتفاق سلام خاص بالإقليم، وحقوق أخرى.

وكان المجلس قد أغلق، منذ يوم الجمعة الماضي، الطريق الرابط بين بورتسودان والخرطوم، وطريقاً آخر يربط السودان مع مصر. كذلك أُغلق، أول أمس الخميس، المطار الوحيد في بورتسودان وكل الموانئ السودانية على ساحل البحر الأحمر.

ووفقاً لشهود عيان تحدثوا لـ"العربي الجديد"، فإنّ إغلاق أنبوب النفط حصل في منطقة هيا بولاية البحر الأحمر، بهدف الضغط على الحكومة للاستجابة للمطالب، بينما هددت قيادات "مجلس نظارات البجا" بخطوات تصعيدية أخرى خلال الأيام المقبلة.

ومنذ بدء الحراك المطلبي في الشرق، لم تتحرك الحكومة في التفاوض مع المحتجين، ولم تتعامل أمنياً مع الإغلاق الذي يسبب خسائر فادحة للاقتصاد السوداني.

ويحتج "المجلس الأعلى لنظارات البجا" على "مسار الشرق" ضمن اتفاقية السلام، الموقعة في جوبا بين الخرطوم وحركات مسلحة متمردة، إذ يشتكي من تهميش مناطق الشرق، ويطالب بإلغاء المسار وإقامة مؤتمر قومي لقضايا الشرق، ينتج عنه إقرار مشاريع تنموية فيه.

وأمس الجمعة، قال عضو مجلس السيادة الانتقالي محمد الفكي سليمان، في حوار مع التلفزيون الحكومي، إنّ أجهزة الحكومة بشقيها السيادي والانتقالي "عاجزة عن التحرك لحل مشكلة الشرق، نتيجة للخلافات بين العسكريين والمدنيين".

وفي ولاية كسلا، إحدى ولايات الشرق، دشّنت قيادات قبلية حراكاً مناوئاً لحراك "المجلس الأعلى لنظارات البجا"، لمطالبة الحكومة بالتدخل لحل المشكلة وإنهاء إغلاق المرافق الاستراتيجية والتعجيل بعقد مؤتمر جامع لكل المكونات السياسية والاجتماعية، من أجل التوصل إلى رؤية مشتركة ووقف الاحتقان.

وفي بيان لوزير الطاقة والنفط جادين علي عبيد، كشف أن خط أنابيب وارد المنتجات النفطية توقف عن العمل بصورة كاملة بسبب الإغلاق في شرق السودان، كما توقفت محطات الضخ، ما يعني توقف وارد المنتجات النفطية، مشيراً إلى أن المخزون منها يكفي حاجة البلاد مدة لا تتجاوز 10 أيام فقط.

وكشف أن توقف الصادر كان بسبب منع إحدى البواخر من نقل الخام، ما أدى إلى تخزينه في المستودعات الرئيسية بميناء بشائر للنفط، موضحاً أن توالي إقفال أنبوب النفط لأكثر من 10 أيام سيؤدي إلى امتلاء المستودعات بالخام، ما يعرض الخط الناقل للتجمد والتلف.

ولفت إلى أن خط أنابيب النفط الذي تم إغلاقه هو الأطول في أفريقيا، وبلغت تكلفته حوالي 1.8 مليار دولار، مشيراً إلى أن الإغلاق سيؤدي أيضاً إلى إيقاف الإنتاج في حقول دولة جنوب السودان، وفقدان عائدات النقل السنوي من الخط وقدرها 300 مليون دولار سنويا، وكذلك غرامات تأخير بواخر الشحن التي تفوق 25 ألف دولار في اليوم الواحد، معرباً عن أمله في الوصول إلى حل لإنهاء حالة الإغلاق الراهن خلال مدة أقصاها أسبوع من اليوم، لتفادي كل هذه الخسائر والأضرار.

وحث الوزير المحتجين في شرق السودان على سرعة التوصل إلى حلول عاجلة لتجنيب البلاد الخسائر المالية والفنية الكبيرة والأزمات، وأشار إلى استمرار العمل في خط أنابيب خام البترول الذي يعمل على تصدير بترول جنوب السودان، كما يعمل على مد محطة أم دباكر للكهرباء بالخام ومد مصفاة الخرطوم بالخام بصورة جزئية.

المساهمون