شرط أميركي للقاء ترامب وبوتين.. وروبيو يكشف الأمر الوحيد المتفق عليه

21 فبراير 2025
روبيو ووفد أميركي في محادثات الرياض مع روسيا، 18 فبراير 2025 (إيفيلين هوكشتاين/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أن اجتماع ترامب وبوتين يعتمد على تقدم إنهاء الحرب في أوكرانيا، مشيراً إلى أهمية إشراك كييف وحلفائها في المحادثات.
- دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى عدم إظهار ضعف أمام بوتين، مشدداً على حشد الدعم لمواجهة التهديد الروسي، وحث ترامب على منع استيلاء روسيا على أوكرانيا.
- أشار وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى "نافذة للسلام" في أوكرانيا، مع تزايد الدعوات لمحادثات سلام، بعد اجتماع روسي-أميركي في الرياض.

قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الخميس، إن عقد أي اجتماع محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين "سيعتمد إلى حدّ كبير على ما إذا كان بإمكاننا إحراز أي تقدم بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا". وأوضح روبيو أنه تطرق لعقد مثل هذا الاجتماع عندما التقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في السعودية، يوم الثلاثاء الماضي، وأنه قال للافروف والمسؤولين الروس إنه "لن يكون هناك اجتماع حتى نعرف ما الذي سيتناوله".

وأوضح روبيو للصحافية كاثرين هيريدغ في مقابلة بثت على منصة إكس للتواصل الاجتماعي: "لا تُعقد هذه الاجتماعات عادة حتى تكون لديك بعض النتائج أو يحرَز بعض التقدم". وأضاف "لذا أعتقد أن موعد عقد هذا الاجتماع سيعتمد إلى حد كبير على ما إذا كان بإمكاننا إحراز أي تقدم في إنهاء الحرب على أوكرانيا".

وبرر روبيو في المقابلة المحادثات الثنائية مع روسيا، مؤكداً أن هدف واشنطن الرئيسي هو التحقق من أن موسكو "جدية" بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا، قائلاً: "لا يسعني حتى الآن الرد على السؤال لمعرفة إن كانوا جديين بشأن السلام"، مشيراً إلى أن "الأمر الوحيد الذي اتفقنا عليه هو أننا نريد البحث في السلام". وتتناقض هذه التصريحات الحذرة مع موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي قال "أرى أن الروس يريدون أن تنتهي الحرب". واعتبر روبيو أن استئناف العلاقات مع روسيا التي كانت شبه مجمّدة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط 2022، ضروري للأمل بالتوصل إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا.

ورفض وزير الخارجية الأميركي فكرة أن واشنطن باشرت مباحثات مع روسيا من دون إشراك كييف وحلفائها الأوروبيين فيها، معتبراً أنه "من غير العدل القول إننا لم نستشر أحدا بهذا الشأن"، مؤكداً أنه تحدث إلى الأوكرانيين طوال العملية. وأضاف "غير صحيح أيضاً أننا لم نستشر حلفاءنا في أوروبا"، مؤكدا أنه أجرى محادثات مع "خمسة وزراء خارجية" بعد لقائه مع الروس وقبله.

وأتت هذه المقابلة في جو من التوتر الشديد بين واشنطن وكييف على خلفية انتقادات لاذعة وجهها ترامب لنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومضى روبيو يقول "أوكرانيا تقع في قارة أخرى، ولا يؤثر الوضع على حياة الأميركيين اليومية مباشرة. إلا أننا نهتم لأن للوضع تبعات على حلفائنا والعالم في نهاية المطاف"، واعتبر أنه "يجب أن يكون هناك نوع من الامتنان"، مشيراً إلى أن اتهام زيلينسكي للرئيس ترامب "بالعيش في عالم من التضليل يأتي بنتائج عكسية جداً".

ماكرون: سأطالب ترامب بألا يضعف أمام بوتين

ودقّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، "ناقوس الخطر"، وتعهّد بذل "جهود" في مواجهة "التهديد الروسي"، مؤكداً أنّه سيطالب نظيره الأميركي دونالد ترامب عندما سيلتقيه في واشنطن الأسبوع المقبل، بأن "لا يضعف" أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وعقب حوار طويل أجراه مع القوى السياسية الفرنسية، وأتبعه بنقاش عبر الإنترنت مع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، قال ماكرون إنّه بعد مرور ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا "نحن ندخل حقبة جديدة"، داعياً إلى حشد الدعم في مواجهة "التهديد الذي تمثّله روسيا لأوروبا وفرنسا".

وأضاف في ختام ساعة وربع من النقاش في الفضاء الافتراضي أنّ "هذا الأمر سيجبرنا على اتّخاذ خيارات قوية للغاية لأنفسنا، ودفاعنا، وأمننا". وشدّد الرئيس الفرنسي على أنّه سيحذّر ترامب عندما يلتقيه في البيت الأبيض، الاثنين، من إظهار أي علامة ضعف أمام بوتين بعدما أطلقت واشنطن حواراً مع موسكو غابت عنه كييف وأوروبا.

وفي واشنطن، أعلن البيت الأبيض أن ترامب سيستقبل ماكرون، الاثنين، ورئيس وزراء البريطاني كير ستارمر الخميس. وعن لقائه بترامب، قال ماكرون "سأقول له: "لا يمكنك أن تكون ضعيفاً في مواجهة الرئيس بوتين. أنت لست كذلك، وهذا ليس من شيمك وليس في مصلحتك. فكيف يمكنك أن تكون ذا مصداقية في مواجهة الصين إذا كنت ضعيفاً في مواجهة بوتين؟". وأضاف أنّ "الأمر الثاني الذي ينبغي عليّ قوله له هو: إذا سمحت (لبوتين) بالاستيلاء على أوكرانيا"، فإنّ روسيا ستصبح "بالنسبة للأوروبيين قوة لا يمكن وقفها لأنها ستستولي على أوكرانيا وجيشها الذي يُعدّ من أكبر الجيوش في أوروبا، بكل أعتدتنا، بما في ذلك الأعتدة الأميركية".

واعتبر أنّ حصول هذا الأمر سيكون "خطأ استراتيجياً كبيراً"، مشيراً إلى أنّه سيسعى لإقناع ترامب بأنّ "من مصلحته العمل مع الأوروبيين في هذا الوقت". وانبرى ماكرون أيضاً للدفاع عن زيلينسكي الذي يتعرض منذ أيام لهجوم شرس من جانب ترامب، الذي اتّهمه بأنّه "ديكتاتور" يتمسّك بالسلطة رغم انتهاء ولايته، ويرفض تنظيم انتخابات، علماً أن الأحكام العرفية المفروضة في أوكرانيا منذ بدء الحرب تحول دون ذلك. وأكّد الرئيس الفرنسي أنّ نظيره الأوكراني انتُخب في إطار "نظام حرّ"، خلافاً لبوتين. وأضاف "أعتقد أنه في اللحظة الراهنة، عندما تكون أوكرانيا في حالة حرب، وتقاوم، وتخسر كل يوم أبناءها للدفاع عن أراضيها، لا يحقّ لأحد أن يقول: أوكرانيا ليس لها الحقّ في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، وأوكرانيا ليس لها الحق في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي"، مشيراً إلى أنّ هذه المسألة "ستكون جزءا من مفاوضات السلام".

الصين: نافذة للسلام تُفتح في أوكرانيا

وفي سياق الموقف أيضاً من الحراك الحاصل على خط أوكرانيا لمحاولة التوصل لإنهاء الحرب، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظرائه في مجموعة العشرين إن "نافذة للسلام" تُفتح في أوكرانيا، وذلك بعد أيام عدة على اجتماع بين مسؤولين روس وأميركيين كبار في الرياض. وأفاد وانغ يي، الخميس، بأن "الصين لاحظت أن الدعوات لإجراء محادثات سلام ازدادت في الآونة الأخيرة، وأن نافذة للسلام تُفتح"، وذلك وفق ما في جاء في كلمة له نشرتها وزارة الخارجية الصينية.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون