استمع إلى الملخص
- أفادت تقارير بتحقق تقدم كبير في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى، حيث أرسل مكتب رئيس وزراء الاحتلال وفداً إلى الدوحة، وتم الاتفاق على نحو 90% من تفاصيل الصفقة.
- أكد مصدر في حماس الانتهاء من التصور النهائي لوقف إطلاق النار في غزة، مع ترتيبات تشمل انسحاباً جزئياً وضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
قمعت شرطة الاحتلال الإسرائيليّ، مساء السبت، مئات المتظاهرين في مدينة تل أبيب، بعد أن طالبوا بإبرام صفقة تبادل أسرى مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزّة. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" (خاصّة) أنّ قوّات كبيرة من الشرطة قمعت المتظاهرين في شارع "بيغن" أمام مقرّ وزارة الأمن، حيث استخدمت قنابل الصوت والمياه العادمة لتفريقهم، بحجّة أنّ التظاهرة "غير قانونيّة"، دون ورود معلومات واضحة عن وقوع إصابات.
وأشارت هيئة البثّ الرسميّة إلى أنّ آلاف الإسرائيليّين شاركوا في تظاهرات مماثلة في عدّة مناطق، بما في ذلك تلّ أبيب وحيفا (وسط) ومفترق كركور (شمال)، للضغط على الحكومة من أجل إبرام صفقة تبادل أسرى، معربين عن استيائهم من سياسات الحكومة. وذكرت الهيئة أنّ عائلات الأسرى المحتجزين لدى الفصائل الفلسطينيّة شاركت في التظاهرات الداعية للإسراع في إنجاز الصفقة.
تأتي هذه التطوّرات في ظلّ تقارير إعلاميّة عبريّة تفيد بتحقّق "تقدّم كبير جدًّا" في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى بين حكومة الاحتلال والفصائل الفلسطينيّة. وفي هذا السياق، أعلن مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، السبت، إرسال وفد برئاسة رئيس الموساد ديفيد برنياع ورئيس الشاباك رونين بار إلى العاصمة القطريّة الدوحة، لمواصلة المفاوضات بشأن الصفقة. ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن مصادر مطّلعة أنّ نحو 90% من تفاصيل الصفقة المحتملة قد تمّ الاتّفاق عليها.
من جهتها، رحّبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليّين بالقرار، مطالبة في بيان بـ"عدم تضييع الفرصة". وتوجّهت إلى أعضاء الوفد الإسرائيليّ، مستنجدة: "افعلوا ما يلزم حتّى انبعاث الدخان الأبيض، وعودوا إلى البلاد بالبشارة المرجوّة، أيّ صفقة تضمن عودة جميع المختطفين، وحتّى آخر واحد فيهم- الأحياء لكي يعاد تأهيلهم، والقتلى ليدفنوا بكرامة في أرضهم".
بيان الهيئة أتى في خضمّ التظاهرة الأسبوعيّة الّتي تنظّمها العائلات وحركات احتجاجيّة إسرائيليّة، في أكثر من منطقة، وضمنها الّتي نظّمت اليوم خارج مقرّ وزارة الأمن (الكرياه) في تلّ أبيب، فيما تلت الهيئة بيانها في الوقت الّذي اجتمع فيه نتنياهو مع مبعوث ترامب للشرق الأوسط، ستيف ويتكوّف، والّذي وصل إلى إسرائيل في زيارة مفاجئة، بعد اجتماعات أجراها أمس الجمعة مع رئيس الوزراء وزير الخارجيّة في قطر.
وأكد مصدر قيادي في حركة حماس في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، يوم السبت، إنه يمكن القول في اللحظة الراهنة إن التصور النهائي بشأن وقف إطلاق النار في غزة جرى الانتهاء منه.
وأضاف القيادي في الحركة أن هناك ترتيبات في أوساط الوسطاء لإعلان التوصل إلى الاتفاق، موضحاً أن الجميع الآن في انتظار مبعوث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو إلى الدوحة، لتسليم موافقته على آخر التعديلات، ومن ثم عقد مؤتمر صحافي للوسطاء الثلاثة قطر، مصر، والولايات المتحدة الأميركية، للإعلان عن تفاصيل الاتفاق، والخريطة الزمنية له، وموعد دخوله حيز التنفيذ.
وتوفرت معلومات لدى "العربي الجديد" تفيد بأن مقترح اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يتضمن انسحاباً كاملاً من محور صلاح الدين (فيلادلفي) مع آخر يوم ضمن مراحل الاتفاق. وضمن هذا المقترح، تشمل المرحلة الأولى انسحاباً جزئياً لقوات الاحتلال الإسرائيلي، بينما تتضمن المرحلة الثانية، بقاء نقاط مراقبة إسرائيلية. أما اليوم الأخير من المرحلة الثالثة، فيشمل انسحاباً كاملاً لجيش الاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، أكد مصدر فلسطيني مطلع على المفاوضات لـ"العربي الجديد"، أن الظروف المحيطة بجهود وقف إطلاق النار في غزة مختلفة عن كل المرات السابقة، لافتاً إلى أن اللجان الفنية من جميع الأطراف والوسطاء أنهت إعداد الاتفاق، لافتاً إلى أنه جاهز للتنفيذ بعد 24 ساعة من موافقة نتنياهو عليه.
وأشار المصدر إلى أن "حماس" وافقت على الاتفاق بشكله الحالي، بعد المرونة المتكررة التي أبدتها على المسودات السابقة، موضحاً أن البنود الأساسية للاتفاق تشمل في مرحلتها الأولى عودة النازحين، والانسحاب الإسرائيلي من محور نتساريم إلى شرق طريق صلاح الدين، ومن محور صلاح الدين إلى شرق معبر رفح. وأشار المصدر إلى أن الوسطاء سيضمنون تدفقاً لامحدوداً للمساعدات الإنسانية، والصحية، والإغاثية لكل محافظات غزة، معلناً أن عملية إعادة الإعمار ستبدأ خطواتها على الأرض مع بداية تنفيذ الاتفاق.
(الأناضول، العربي الجديد)