استمع إلى الملخص
- تصريحات الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أثارت جدلاً، حيث أكد على سياسة المقاومة السلمية للرئيس عباس، محملاً الاحتلال مسؤولية التصعيد.
- نعت كتائب القسام الشهيدين وأكدت استمرار المقاومة المسلحة، وسط اشتباكات عنيفة في جنين ضمن عملية "الأسوار الحديدية" التي أطلقها جيش الاحتلال.
أظهر مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي، طرد عدد من الشبان الفلسطينيين لمحافظ جنين كمال أبو الرب من بيت عزاء الشهيدين محمد أسعد نزال، وقتيبة وليد الشلبي، في بلدة قباطية جنوب جنين في شمال الضفة الغربية، واللذين نفذا عملية إطلاق النار في قرية الفندق شرق قلقيلية، وقتل خلالها 3 مستوطنين في السادس من الشهر الجاري. واغتال جيش الاحتلال الشابين نزال والشلبي أمس الأربعاء، بعد محاصرته منزلاً كانا فيه في بلدة برقين غرب جنين، بعد خوضهما اشتباكا مع قوات الاحتلال، وإطلاق الأخير قذائف على المنزل وهدمه، ما أدى لاستشهادهما.
وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" صحة الحادثة التي ظهرت بالفيديو الذي ظهر فيه أحد الشبان يتساءل باستهجان: "ما الذي يبقيك جالسا هنا؟"، ووسط صراخ في بيت العزاء خرج المحافظ. وتشير الحادثة إلى حالة من الغضب على السلطة الفلسطينية، خاصة مع استمرار الحملة العسكرية ضد الفصائل الفلسطينية وكتيبة جنين، وبشكل خاص في أرياف جنين والتي كان آخرها اعتقال عدد من أفراد كتيبة جنين، اليوم الخميس، والتنكيل بهم، رغم شن الاحتلال عدواناً على مخيم جنين لليوم الثالث على التوالي.
شبان يطردون محافظ #جنين كمال أبو الرب من بيت عزاء الشهيدين محمد أسعد نزال وقتيبة وليد الشلبي منفذي عملية الفندق اللذين اغتالهما الاحتلال pic.twitter.com/lP6oJ2toCm
— العربي الجديد (@alaraby_ar) January 24, 2025
وتظهر الحادثة أيضاً غضباً من تصريحات من السلطة الفلسطينية، تعلقت بشكل مباشر بالعملية التي نفذها الشهيدان، حيث كان الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية أنور رجب قد علق على العملية خلال مؤتمر صحافي في 9 يناير /كانون الثاني الجاري، في جنين بالقول، إن مثل هذه العمليات "تهدف بشكل أساسي إلى استدعاء جيش الاحتلال الإسرائيلي لاقتحام مناطق الضفة الغربية، وخصوصاً مدينة جنين".
وأكد رجب، خلال المؤتمر ذاته والذي عقد في مقر محافظة جنين، في معرض رده على سؤال حول تبني كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، بالاشتراك مع كتائب القسام وكتائب شهداء الأقصى، عملية الفندق أن "سياسة الرئيس محمود عباس (أبو مازن) تركز على تبني المقاومة الشعبية السلمية والاشتباك القانوني والسياسي مع الاحتلال الإسرائيلي، مع المطالبة بالحماية الدولية". وفي ردّه على سؤال من أحد الصحافيين الأجانب، أوضح رجب أن "هناك أطرافاً تصرّ على استحضار الدمار والمجازر والإبادة الجماعية، كما حدث في غزة"، مستشهداً بفيديوهات قال إنها تُظهر من وصفهم بـ"خارجين عن القانون" وهم يقولون إن "جيش الاحتلال سيقتحم جنين وسنرى السلطة ماذا ستفعل بعد عملية الفندق".
وأشار رجب إلى أن "هذه الممارسات تخدم مخططات الاحتلال، حيث تُسهّل على حكومة بنيامين نتنياهو والمتطرفين فيها تنفيذ أجنداتهم، بما فيها إعادة احتلال الضفة الغربية". وحول خروج منفذي عملية الفندق من محافظة جنين، وعمّا إذا كان ذلك يشكّل فشلاً للسلطة الفلسطينية، شدد رجب حينها على أن المسؤولية تقع على عاتق الاحتلال الإسرائيلي باعتباره القوة المسيطرة والمستمرة في ممارساتها القمعية. وقال رجب: "عندما يزول الاحتلال تنتهي العمليات. الاحتلال هو المسؤول الأول عن التصعيد، وعليه أن يرحل".
وكانت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، نعت اليوم الخميس، الشهيدين قتيبة الشلبي ومحمد نزال منفذي عملية الفندق بعد محاصرتهما في منزل في بلدة برقين بجنين. وفجراً، قالت كتائب القسام، إن مقاتليها يخوضون اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة والقنابل محلية الصنع في بلدتي عرابة وفحمة، غربي مدينة جنين.
وأضافت القسام: "تمكن مجاهدونا من تفجير عبوة بجرافة صهيونية قرب سينما جنين، وسط المدينة، شمالي الضفة الغربية". وقالت القسام إنها "وهي تزف منفذي إحدى العمليات البطولية والنوعية والمشتركة، لتشدد على أن كافة خطط العدو الدموية التي بدأ بتطبيقها في الضفة الغربية، لن تجلب له إلا المزيد من الضربات الموجعة والعمليات المشتركة الفارقة التي ستقسم ظهره، وأكدت أن أفرادها بالاشتراك مع إخوانهم من كافة الفصائل يستبسلون في مواجهة العدو المجرم في مختلف مدن وقرى ومخيمات الضفة، وسيحرمون جنوده ومستوطنيه الشعور بالأمن في مستوطنات الضفة وكافة مدن الداخل".
وكان جيش الاحتلال قد أطلق الثلاثاء، عدواناً جديداً على جنين سماه عملية "الأسوار الحديدية" ما أدى إلى استشهاد 12 فلسطينياً بينهم 9 في مخيم جنين، فيما كانت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد أطلقت حملة أمنية على مخيم جنين في 5 ديسمبر/كانون الأول الماضي، وتتخللها اشتباكات عنيفة مع مقاتلي المخيم المنتمين إلى مزيج من فصائل المقاومة الفلسطينية، ما أسفر عن مقتل 15 شخصاً بينهم ستة من عناصر الأمن، وقائد في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، و8 مدنيين.