قتلى من "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد في اشتباكات درعا

قتلى من "الفرقة الرابعة" بقيادة ماهر الأسد في اشتباكات درعا

23 اغسطس 2021
هدوء نسبي في درعا البلد (سام الحريري/فرانس برس)
+ الخط -

قُتل وجرح عدد من عناصر "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر الأسد شقيق رأس النظام السوري، اليوم الاثنين، أثناء محاولة تقدم مجموعات عسكرية من الفرقة إلى أحياء درعا البلد المحاصرة، فيما كثفت قوات الفرقة خلال المحاولة قصفها بقذائف الهاون على المباني السكنية وسط درعا البلد، من دون وقوع إصابات بشرية.

وقال أبو البراء الحوراني، عضو "تجمع أحرار حوران"، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "اشتباكات عنيفة اندلعت، ظهر الاثنين، بالأسلحة الرشاشة بين شبان مدينة درعا من جهة، ومليشيات الفرقة الرابعة المدعومة من إيران من جهة أخرى، إثر محاولة من الأخيرة التقدم باتجاه أحياء درعا البلد عبر محور (الكازية) في حي المنشية المتاخم لدرعا البلد"، مؤكداً أن "عناصر من الفرقة الرابعة قُتلوا وجرح آخرون أثناء صد المحاولة من قبل شبان درعا، من دون إحراز أي تقدم يذكر على الأرض".

وبحسب المصدر نفسه، فإن "قوات الفرقة الرابعة استهدفت بالرشاشات الثقيلة وقذائف الهاون مسجد الدكتور غسان داخل درعا البلد، ما تسبب بأضرار مادية جسيمة في المسجد، من دون وقوع إصابات بشرية". وأوضح الحوراني أن "قذيفة هاون سقطت على أحد المباني السكنية التي تؤوي نازحين من درعا البلد، بالقرب من مدرسة (ميسلون) في حي المطار بمدينة درعا الذي تُسيطر عليه قوات من الفرقة الرابعة"، لافتاً إلى أن "النظام يريد اتهام شبان درعا البلد بإطلاق القذائف باتجاه الأحياء التابعة للنظام لتأجيج الرأي العام على شبان درعا، علماً أنه تم سحب السلاح الثقيل من شبان درعا بالكامل منذ اتفاق التسوية في يوليو/ تموز من 2018، على حدّ قوله. وأشار الحوراني إلى أن "مصدر القذيفة هو مليشيات الفرقة الرابعة الموجودة في حي سجنة درعا البلد".

وكان مسلحون مجهولون قد هاجموا، ليل أمس الأحد، حاجزاً لقوات النظام السوري في ريف درعا جنوبيّ البلاد. وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام جدّدت اليوم قصفها مناطق في محيط بلدة مساكن جلين بريف درعا الغربي، وطاول القصف منطقة تل السمن ومزارع الطيرة شمال مدينة طفس، ما أوقع أضراراً مادية في ممتلكات المدنيين.

وذكر الناشط نفسه أنّ مجهولين هاجموا قوات النظام المتمركزة على حاجز المخابرات الجوية في أطراف بلدة المسيفرة شرق درعا، فيما لم يتبين سقوط خسائر بشرية من النظام. كما أشار إلى أنّ حالة الهدوء استمرت في منطقة درعا البلد المحاصرة من قوات النظام بمدينة درعا.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكانت قوات النظام قد عززت مواقعها، أمس، في مناطق على طريق عمّان - دمشق وبالقرب من بلدتي صيدا وأم المياذن شرق درعا، وطريق معبر نصيب جابر الحدودي مع الأردن.

وبدأ النظام السوري قبل 61 يوماً حصاراً لمنطقة درعا البلد في مدينة درعا، على خلفية رفض المعارضة فيها الرضوخ لمطالب النظام، التي تهدف إلى بسط سيطرته بشكل كامل على المنطقة وتهجير سكانها.

إدلب

وفي محور إدلب، استهدفت مدفعية الجيش التركي و"الجبهة الوطنية للتحرير"، أحد مكونات "الجيش الوطني" المعارض والموالي لتركيا، مواقع وثكنات عسكرية تابعة لقوات النظام السوري والمليشيات المرتبطة بروسيا في كل من مدينة كفرنبل، وبلدات حزارين، ومعرة حرمة، وبسقلا جنوب إدلب، ومعسكر جورين في منطقة سهل الغاب غربي محافظة حماة، مُعلنين عن تحقيق إصابات مباشرة نتيجة تلك الاستهدافات، وذلك رداً على الغارات الجوية الروسية والاستهدافات الأرضية المتواصلة لمنطقتي جبل الزاوية وسهل الغاب جنوبي إدلب وغربي حماة، الواقعتين ضمن ما يُعرف في منطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها).

وفي هذا السياق، أفاد الناشط مصطفى المحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأن قوات النظام السوري قصفت بلدة بينين ومحيطها، تزامناً مع قصف من الطيران الحربي الروسي على أطراف بلدتي البارة وكنصفرة في منطقة جبل الزاوية.

وتحدث الناشط عن مقتل مدني خلال الساعات الماضية في أثناء عمله بقطاف التين، إثر انفجار لغم أو مقذوف غير منفجر من مخلفات الحرب في بلدة البارة جنوب إدلب. وتشهد المنطقة منذ أسابيع تصعيداً مستمراً من قوات النظام السوري والطيران الروسي، رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار، وقد سبّب ذلك مقتل وجرح عشرات المدنيين، بينهم أطفال ونساء.

وقال العقيد مصطفى البكور، الناطق الرسمي باسم فصيل "جيش العزة" المنضوي ضمن غرفة عمليات "الفتح المبين" العاملة في منطقة إدلب، لـ"العربي الجديد" إنه "منذ أكثر من شهرين، لم يتوقف التصعيد الروسي ضد الشمال السوري المحرر، خصوصًا بعد الجولة الأخيرة من مفاوضات أستانة التي كشفت عن وجود خلاف (روسي ـ تركي)". وأشار إلى أن "الروس يستمرون بتوجيه رسائل استفزاز إلى الأتراك"، مرجحاً أن "التصعيد الروسي لم يتوقف، وربما يستمر حتى جولة أستانة المقبلة".

انفجار في أعزاز
واليوم الاثنين، أصيب سبعة مدنيين جراء انفجار سيارة مفخخة في مدينة أعزاز الخاضعة للمعارضة في ريف حلب شمالي سورية. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن سيارة شحن مفخخة بعبوة ناسفة انفجرت في مدخل كراج الشحن غرب مدينة أعزاز، بالقرب من ساحة الحبوب، ما أدى إلى إصابة سبعة مدنيين بجروح متفاوتة.
وذكرت المصادر أن فرق الشرطة طوقت المكان، فيما سارع الدفاع المدني السوري إلى إطفاء حرائق نشبت جراء الانفجار، وجرى نقل المصابين إلى المستشفى ولم يتبين وجود حالات حرجة بينهم.

إلى ذلك، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن عنصرين من قوات النظام السوري قتلا جراء انفجار لغم بسيارتهما العسكرية أثناء تنقلهما ضمن دورية للنظام بالقرب من طريق دمشق في منطقة الشولا بريف دير الزور الجنوبي.

 وذكرت المصادر أن المنطقة تشهد هجمات بشكل متكرر من خلايا "داعش" على قوات النظام وتسببت بخسائر بشرية.
وكان النظام السوري قد شن عدة حملات تمشيط في المنطقة، من بينها عمليات تمشيط بهدف إزالة الألغام من مخلفات التنظيم، إلا أن تلك العمليات لم توقف هجمات التنظيم على دوريات النظام ومواقعه.

اشتباكات في رأس العين 

إلى ذلك، جُرح 14 شخصاً على الأقل، بينهم مدنيون، الليلة الماضية، جراء اشتباكات عنيفة وقعت بين فصائل من المعارضة السورية المسلحة في مدينة رأس العين بريف الحسكة، شمال شرقيّ سورية، ولم تتوقف الاشتباكات إلا بعد تهديد من الجيش التركي بالتدخل بقوة السلاح.

وفيما تحدثت الأنباء عن أنّ الاشتباكات جرت بين فصائل من "الجيش الوطني السوري"، قالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن الاشتباكات كانت بين "الشرطة العسكرية" و"الشرطة المدنية" التابعة للجيش الوطني، وأدت إلى إصابة 14 شخصاً، بينهم 5 على الأقل مدنيون.

وقالت المصادر إنّ الشرطة العسكرية كانت مدعومة أيضاً بفصيل "فرقة الحمزة"، ووقعت الاشتباكات في عدة مناطق من المدينة، من بينها منطقة المستشفى الوطني ومنطقة مركز الشرطة المدنية أيضاً. وأضافت المصادر أنّ الجرحى بينهم سبعة نقلوا إلى الأراضي التركية.

وبحسب المصادر، فإنّ الاشتباك كان سببه قدوم دورية من الشرطة العسكرية إلى المستشفى الوطني، بهدف اعتقال عنصر من الشرطة المدنية كان يتلقى العلاج في المستشفى، وجرى اشتباك امتد إلى مناطق أخرى.

وقالت المصادر إنّ العملية حصلت بعد اعتقال الشرطة العسكرية أربعة من عناصر الشرطة المدنية والاعتداء عليهم بالضرب والشتم، على خلفية اتهامهم بارتكاب انتهاكات بحق السكان في رأس العين. وذكرت أنّ الاشتباكات كانت عنيفة واستُخدمَت فيها أسلحة متوسطة وقنابل، ولم تتوقف إلا بعد إرسال تهديدات مباشرة من قيادة الجيش التركي للفصائل.

وأحدثت الاشتباكات حالة من الذعر والهلع بين سكان المدينة، وهي ليست الأولى من نوعها في المدينة الخاضعة لنفوذ الجيش التركي.

وقالت مصادر أمنية من المدينة لـ"العربي الجديد"، فضلت عدم كشف اسمها، إنّ هناك من يحاول زعزعة الاستقرار والأمن في المدينة بشكل متكرر، وهذا يعطي نموذجاً مستمراً لعدم قدرة المعارضة في الضبط والإدارة وخاصة لدى المجموعات التي تمتلك السلاح. وأشارت المصادر إلى أنّ أغلب المشاكل التي تتطور إلى اشتباكات مسلحة تأتي على خلفيات مناطقية أو عائلية أو عشائرية.

وبحسب المصادر، لم تنجح جميع المحاولات حتى اليوم في توحيد الفصائل، رغم إنشاء مؤسسات مثل الشرطة وقوى الأمن التي من شأنها ضبط الأمن، بينما الذي يحصل هو أنّ هذه الشرطة والقوى هي التي تُخلّ بالأمن نتيجة انتشار السلاح بشكل غير منضبط، وعدم وجود سلطة موحدة تتبع لها كل الأطراف.

ووفق المصادر، يقتصر الوجود التركي في المدينة على تقديم الخدمات الصحية والطبية وغيرها من الخدمات، والوجود العسكري مقتصر على رصد خطوط التماس مع مليشيات "قسد"، بينما تتحمل فصائل المعارضة مسؤولية الأمن الداخلي في المدينة، وحتى اليوم، لم تتمكن هذه الفصائل من تأمين المدينة من الداخل.