ارتكبت الطائرات الحربية الروسية، ليل الاثنين، مجزرة راحت ضحيتها عائلة سورية نازحة من منطقة جبل الزاوية بريف إدلب الشمالي، إثر تنفيذ غارات جوية استهدفت من خلالها مزرعة سكنية بالقرب من بلدة أرمناز، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "خفض التصعيد الرابعة" (إدلب وما حولها)، شمال غرب سورية.
وقال الناشط مصطفى الأحمد، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية روسية استهدفت بصاروخين شديدي الانفجار مزرعة سكنية يقطنها نازحون يتحدرون من بلدة كفرشلايا ضمن منطقة جبل الزاوية، في منطقة علاتا، بالقرب من بلدة أرمناز.
وأكد أن الغارات أدت إلى مقتل عائلة مؤلفة من أب وأم وثلاثة أطفال، مشيراً إلى تمكن فرق "الدفاع المدني السوري" (الخوذ البيضاء) من استخراج طفل على قيد الحياة كان عالقاً تحت الأنقاض.
وأوضح الأحمد أن الطائرات الحربية الروسية نفذت غارة جوية أخرى استهدفت من خلالها بلدة البشيرية الواقعة في ريف مدينة جسر الشغور بريف إدلب الغربي، تزامن ذلك مع تحليق طائرتي استطلاع روسيتين في أجواء المنطقة.
قتيل بقذيفة صاروخية جنوبي الحسكة في سورية
من جهة أخرى، قال الناشط خالد الحسكاوي، وهو من أهالي ريف محافظة الحسكة، في حديث لـ "العربي الجديد"، إن شاباً قُتل عصر اليوم الثلاثاء، إثر سقوط قذيفة صاروخية على منازل المدنيين في مدينة الشدادي بريف محافظة الحسكة الجنوبي، ضمن مناطق سيطرة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
ورجح أن تكون المليشيات الإيرانية هي من أطلقت الصاروخ بهدف استهداف قاعدة عسكرية أميركية موجودة في المنطقة، فيما أوضحت وكالة "أثر برس" الموالية للنظام السوري أن "هجوماً صاروخياً استهدف القاعدة الأميركية في الشدادي"، دون ذكر أي تفاصيل عن عملية الاستهداف.
وأشار الحسكاوي إلى أن رتلاً عسكرياً تابعاً لقوات "التحالف الدولي" مؤلفاً من عربات مدرعة عدة ودبابات دخل عصر اليوم الثلاثاء، إلى بلدات ذيبان، والحوايج، والشحيل، والدحلة بريف محافظة دير الزور الشرقي، تزامن ذلك مع تحليق عدة طائرات استطلاع ومروحية أميركية في أجواء المنطقة.
إلى ذلك، استهدفت الطائرات الحربية والمُسيرة التركية، اليوم، مقراً عسكرياً لـ"قسد" في صوامع قرية الطويبة التابع لبلدة الرميلان شرقي مدينة القامشلي، وموقع عسكري آخر في المنطقة الصناعية ضمن مدينة القامشلي، ومقر عسكري آخر في شركة إنشاءات غربي مدينة القامشلي، ومعمل القرميد في حي مشيرفة بمدينة الحسكة، و3 نقاط عسكرية في قرية تل الطويلة قرب ناحية تل تمر بريف محافظة الحسكة الشمالي، شمال شرق البلاد.
في غضون ذلك، نفذت "القوة المشتركة" التي تضم عدة فصائل عسكرية عاملة تحت مظلة "الجيش الوطني السوري" المعارض والحليف لتركيا، اليوم، عملية سمتها "انغماسية" خلف خطوط التماس مع "قسد" على محور قرية حرش عقيبة في قطاع منطقة غصن الزيتون، شمالي محافظة حلب، شمال سورية.
وأكدت أنها كبدت "قسد" خسائر في الأرواح، واستولت على عدد من الأسلحة.
محامو سورية الأحرار يتضامنون مع غزة والسويداء
من جهة أخرى، نظمت "نقابة المحامين الأحرار - فرع حلب" اليوم الثلاثاء، وقفة تضامنية مع أهالي قطاع غزة ضد الجرائم التي يتعرضون لها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وذلك في مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي، شمال سورية.
وردد المشاركون شعارات تدعم الحراك في محافظة السويداء ضد النظام السوري، وأخرى تستحضر ذكرى السابعة لتهجير سكان مدينة حلب.
وقال المحامي نادر المطروح لـ "العربي الجديد": "اليوم نقابة المحامين الأحرار قامت بتنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني بغزة وإحياء ذكرى التهجير من مدينة حلب"، موضحاً أن "مدن غزة أصبحت شبيهة بمدن سورية المدمرة، شوارع أصبحت مدمرة بالكامل وهذا الشيء يعود بنا بالذاكرة إلى مدينة حلب وحمص والغوطة وباقي المدن التي دمرت بالكامل، وهذا الشيء يشبه الوضع بقطاع غزة".
وأضاف المطروح "الوقفة كانت كذلك دعماً لمظاهرات السويداء ورفضا لوثيقة العقد الاجتماعي الجديد التي أصدرتها (قسد). هذه الوثيقة بمثابة دستور جديد وتغيير للمنطقة الشرقية ديموغرافياً وخطوة نحو تقسيم سورية"، مضيفاً: "شارك الزملاء من جميع المناطق بهذه الوقفة وحيوا الشعب الفلسطيني وصموده، وطالبوا المجتمع الدولي بوقف المجازر التي يرتكبها الكيان الصهيوني وربطوا تلك المجازر مع التي ارتكبها النظام السوري وروسيا وإيران بوقت سابق".
بدوره، قال المحامي مثنى ناصر، لـ "العربي الجديد"، إن "الوقفة نظمها مجلس فرع نقابة المحامين الأحرار بحلب تضامنا مع أهلنا في مدينة غزة ولإحياء الذكرى السابعة لتهجير أهالي مدينة حلب والتأكيد على ضرورة عودة جميع المهجرين إلى أماكن سكنهم الأصلية ضمن شروط البيئة الآمنة بالإضافة إلى رفض ما يسمى وثيقة العقد الاجتماعي التي أصدرتها قسد والتأكيد على وحدة التراب السوري".
وعبر عن ألمه لما يحصل مع أهل بغزة، داعياً المجتمع الدولي لإيقاف مجازر الاحتلال الإسرائيلي.
إلى ذلك، أوضح المحامي أحمد مزنوق، لـ "العربي الجديد"، أن "الوقفة كانت اليوم للتضامن مع أهلنا في قطاع غزة، ووجهنا الشكر لمحامي محافظة السويداء، ورفضاً للعقد الاجتماعي الذي أصدرته قسد والذي يكمن مضمونه في الانفصال"، مبيناً أن "الوقفة شارك فيها قرابة الـ 200 محامي، والأسرة القضائية، كما ألقى محامو حلب الأحرار بيان شديد اللهجة يحث على التضامن مع فلسطين، والتشابه بين بين إجرام إسرائيل وإجرام نظام الأسد من خلال القتل والتهجير والتدمير".