سورية: مخاوف في القرى الحدودية وسط أطماع إسرائيلية باحتلالها

13 ديسمبر 2024
آلية عسكرية إسرائيلية قرب القنيطرة، 8 ديسمبر 2024 (جلاء مرعي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في بلدة حضر، عُقد اجتماع لمناقشة الأحداث في سورية والتوغل الإسرائيلي، حيث أكدت الهيئة الروحية والاجتماعية على الانتماء لسورية الموحدة ورفض التعصب والطائفية.
- شهدت المنطقة توغلاً إسرائيلياً مع فرض حظر تجوال وسحب السلاح، مما أثار الذعر والنزوح، بينما عزز جيش الاحتلال وجوده باستخدام مواقع الجيش السوري السابقة.
- يعاني أهالي القنيطرة وريف دمشق الغربي من تحديات أمنية واقتصادية، مع استغلال إسرائيل للوضع لتبرير تدخلها، مما يثير مخاوف من النعرات الطائفية وتوسيع الاحتلال.

أكد أهالي بلدة حضر أنها جزء لا يتجزأ من سورية الموحدة

يشعر أهالي حضر أن إسرائيل تسعى لضمها لباقي أراضي الجولان المحتل

لم يعش أهالي الجنوب السوري فرحة سقوط نظام الأسد بسبب الاحتلال

عُقد في بلدة حضر ذات الأغلبية الدرزية في ريف القنيطرة جنوبي سورية اليوم الجمعة، اجتماع أهلي حاشد لتحديد الموقف من الأحداث الجارية في سورية، والتوغل الإسرائيلي في المنطقة.

البلدة الشبيهة بما حولها في الإقليم السوري المضطرب، تعيش في ظل حصار إسرائيلي واقتحام لبعض أحيائها، وفرض منع التجوال وتسليم السلاح بيد أهالي عدد من القرى. وشددت الهيئة الروحية والاجتماعية لبلدة حضر في بيان صادر عنها بعد الاجتماع، على أن البلدة جزء لا يتجزأ من سورية الموحدة، وهذا الموقف ثابت ولا يتغير، وهو منسجم مع الموقف العام لعموم الشعب السوري، آملة في أن تنتهي إلى سورية موحدة تسودها القيم، والمحبة، والعدالة، والمساواة، والديمقراطية، بعيداً عن التعصب، والمناطقية، والطائفية، والعشائرية، وأن تكون سورية لكل السوريين. وأشار البيان إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تناقلت مقاطع فيديو تحمل آراء تتنافى مع الموقف التاريخي لأهالي حضر، والذي يؤكد عمق الانتماء إلى سورية، مؤكداً أن أي رأي مخالف لما ورد في هذا البيان يُعتبر غير شرعي، ولا يمثل موقف عموم أهالي بلدة حضر، وهو ليس إلا موقفاً شخصياً.

ورافق هذا الخوف الذي يعيشه أهالي جنوبي سورية، خاصة في بلدات النعيمية، وخان أرنبة، وكودنة، والقحطانية، ورويحينة، وبريقة، وبير عجم، والمعلقة، والشولي، توغّل للدبابات الاسرائيلية إلى داخل معظم هذه البلدات، والخروج من بعضها لاحقاً بعد سحب السلاح، وفرض حظر التجوال الليلي، وتبع هذا تمركز للقوات في كل هذه البلدات.

وقال أحد أهالي بلدة حضر الذي رفض الكشف عن اسمه لـ"العربي الجديد"، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لم يتعرض لأهالي البلدات بشكل مباشر، ولكن من الواضح أنه يسعى لضمها إلى باقي أراضي الجولان السوري المحتل، وأثار وجوده حالة من الذعر دفع بالعديد من الأسر إلى النزوح باتجاه دمشق وباقي المحافظات، مضيفاً أن جيش الاحتلال يجلب قوات إضافية ويعزز انتشاره في مدينة القنيطرة، وبلدات النعيمية، وكودنة، وقبيلة، والنعيم، وخان أرنبة، وجباتا الخشب، متخذاً من مواقع الجيش السوري السابقة مقرات له، حيث قام بحفر الخنادق، ورفع السواتر الترابية والخرسانية على التل الأحمر الغربي، والشرقي، وتل أبو قبيص، في الوقت الذي لا يغيب فيه طيرانه المسيّر عن سماء القنيطرة.

وذكر أحد المواطنين من حضر، الذي فضّل عدم ذكر اسمه بسبب مخاوف على أمنه الشخصي، لـ"العربي الجديد"، أن الغالبية العظمى من الأهالي ترفض أي حديث حول موضوع ضم البلدة إلى إسرائيل، وما يتم تداوله حول ذلك يمثل قلة من الناس، والغاية التي أرادها مصوّر المقطع غير الحقيقة وهو كأي مستفيد من مناطق سورية أخرى". وأضاف: "نحن الموحدين الدروز أكثر الشعوب تمسكاً بعروبتنا، وعداءً للطغاة، ولن نرضى إلا أن نبقى مواطنين سوريين".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي وجه إنذاراً إلى عدد من البلدات، من بينها جباتا الخشب، والقنيطرة القديمة، وباطنة، وطرنجة، والحميدية، بالمبادرة لتسليم السلاح في البلدة، منعاً لدخولها وتفتيش المنازل، وحدد مواعيد التسليم يوم أمس واليوم الجمعة، وفي هذا الإنذار خرج من حدود القنيطرة إلى بلدة معربة في ريف درعا الغربي، موضحاً أن الجيش سيدخل البلدة اليوم الجمعة ويجمع السلاح.

ولم يعش أهالي بلدات القنيطرة وجزء من ريف دمشق الغربي، كما معظم السوريين، فرحة انتصار الثورة، وسقوط نظام الأسد، حيث وجدوا أنفسهم مباشرة وحيدين في مواجهة تقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي لمناطقهم، وسط غياب أي سلطة محلية أو دولية، مثل قوات الفصل الأممية.

من جهته، لفت أحد المواطنين من أهالي خان ارنبة لـ"ألعربي الجديد" إلى أن إسرائيل حرمتهم أن يفرحوا بانتصار ثورتهم، واستغلت هذا الوضع لتتمدد إلى قراهم وتتوسع في الاحتلال والاعتداء. وأضاف: "نحن وبعد 13 عاماً من القهر والظلم والنزوح والتهجير القسري، لا نستطيع مواجهة هذا التحدي، ولا أمل لنا في القريب بحكومة سورية قادرة على حمايتنا، والعيش في ظلها بأمان وكرامة، ولهذا حالنا كحال معظم أهالي القنيطرة وجزء من أهالي ريف دمشق الغربي، الصمت، والصبر، والقبول بالأمر الواقع عله يأتي اليوم الذي نرى فيه حكومة ونظاماً في سورية قادراً على اتخاذ القرار والمبادرة".

وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي احتل في وقت سابق المرصد السوري على سفوح جبل الشيخ الشرقية، وأصدر وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم الجمعة، أمراً لقواته بالاستعداد للبقاء على جبل الشيخ خلال فصل الشتاء، معللاً ذلك بالأهمية الأمنية البالغة للبقاء نظراً إلى ما يحدث في سورية. وكان قد سبقه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو إلى إعلان إلغاء اتفاق "فض الاشتباك" الموقع بين سورية وإسرائيل في عام 1974 بشأن الجولان المحتل، بينما تصدر بعض التصريحات عن المسؤولين الإسرائيليين تتحدث عن حماية الأقليات في الجنوب السوري، في إشارة إلى الطائفة الدرزية من التعصب الديني الذي تتهم به قوى الثورة.

وفي هذا الشأن، أوضح عضو الهيئة السياسية في محافظة السويداء مدحت أبو رسلان لـ"العربي الجديد": "ليست المرة الأولى التي تدّعي فيها إسرائيل حماية الطائفة الدرزية، علماً أنها لم تحاول في أشد الظروف سوءاً حمايتها أو الدفاع عنها، وليس غريباً أن تدعي الخوف عليها من أجل كسب ولاء أهالي الجولان المحتل في هذا الوضع الاستثنائي من تاريخ سورية، وما أخشاه أن تقوم بإثارة النعرات الطائفية، وخلق نزاعات في مناطق القنيطرة من أجل تبرير دخولها، واحتلالها مناطق أوسع قد تطاول جزءاً من الجنوب السوري". وحث الحكومة والإدارة الجديدة في البلاد على المسارعة إلى بسط النظام وطمأنة كل مكونات الشعب السوري على المستقبل الذي ضحى وانتظر من أجله طوال سنوات.

المساهمون