استمع إلى الملخص
- تركزت مطالب الأهالي على تحسين البنية التحتية، معالجة التجاوزات الأمنية، وتفعيل ملف الإحصاء، مع تحسين إمداد الكهرباء وتشغيل أفران جديدة.
- تعرضت منطقة الحولة لحصار شديد أدى إلى تضرر البنية التحتية ونزوح السكان، مما يبرز الحاجة الملحة لإعادة تأهيل المنطقة وتحسين ظروف الحياة فيها.
أجرى محافظ حمص عبد الرحمن الأعمى، جولة، اليوم الخميس، في منطقة الحولة بريف حمص الشمالي وسط سورية، اطَّلع خلالها على واقع الأهالي في المنطقة وناقش المشاكل التي تواجههم في الوقت الحالي، لا سيما أن البنى التحتية في المنطقة تعرّضت لأضرار بالغة خلال فترة حصار النظام السابق لها، بين عامي 2013 و2018، ذلك الحصار الذي انتهى بتهجير أهل المنطقة.
وأشار ثائر المحمد، عضو المكتب الإعلامي في منطقة الحولة، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ "المحافظ بدأ جولته في مدينة تلدو وزار المشفى الوطني، الذي حوَّله نظام الأسد المخلوع إلى ثكنة عسكرية خلال السنوات الماضية. كما توجه إلى المنازل التي ارتكبت فيها قوات النظام مجزرة الحولة في مايو/ أيار 2012، ثم انتقل إلى كفرلاها وتل ذهب والطيبة الغربية وبرج قاعي. بعد ذلك، التقى العشرات من أهالي المنطقة داخل مسجد الشهداء في الحولة للاستماع إلى مطالبهم.
وذكر المحمد أنّ "المحافظ دوّن مطالب الأهالي وملاحظاتهم، لكنه لم يقدم وعوداً معينة ولم يحدد جدولاً زمنياً للاستجابة للمطالب، لكنه شدد على الوضع الخاص لمحافظة حمص باعتبارها أكبر محافظة في سورية، وبالتالي فإن النهوض بواقعها يتطلب تعاوناً ومبادرة من الأهالي والجهات المجتمعية، لا سيما أن نظام الأسد خلَّف بلداً منهاراً يحتاج إلى جهود الجميع لإعادة ترميمه". أما عن أبرز النقاط التي نوقشت مع السكان، فأكد المحمد أن "المواضيع الملحة التي طُرحت هي موضوع الصرف الصحي، وضرورة تنفيذ مشاريع في هذا المجال، نظراً لتضرر البنية التحتية في المنطقة، وتسببها بأزمات بيئية، فضلاً عن ملف التعليم، وضرورة إيلائه أهمية أكبر، لا سيما في ظل نقص الكوادر والإمكانات".
وشملت النقاشات، وفق المحمد، شكوى ضد أحد الحواجز الأمنية عند مدخل مدينة حمص "بسبب تجاوزات أمنية ارتُكبت بحق أعضاء نادي تلدو الرياضي، مع المطالبة بفتح تحقيق. وطالب الأهالي بضرورة النظر في مشكلة ارتفاع سعر الخبز، إضافة إلى تفعيل ملف الإحصاء، نظراً لحالة الضياع التي يعيشها معظم العائدين من الشمال السوري. كما طالب الحضور بتقييم عمل المؤسسات الحكومية في المنطقة وإعادة تأهيلها، ومراجعة تراخيص البناء، ومراعاة أوضاع المهجَّرين والراغبين في البناء".
ووفق ما أوضح بعض أهالي المنطقة لـ"العربي الجديد"، فإنهم يتطلعون إلى تحسن واقع إمداد التيار الكهربائي للمنطقة فضلاً عن تشغيل أفران جديدة، وتحسين جودة الخبز المنتج في المنطقة، إضافة إلى إعادة تشغيل مشفى الدكتور محمد عبد القادر جورية، الذي تضرر بشكل بالغ بسبب نهب قوات نظام الأسد المعدات فيه، خلال فترة تمركزها ضمن المستشفى منذ عام 2012 وحتى سقوط النظام.
وتحدث محمد إسماعيل، من سكان المنطقة، لـ"العربي الجديد" عن ضرورة تخفيض تعرفة المواصلات ما بين مدينة حمص ومنطقة الحولة، لا سيما أن الأمر يُعتبر أزمة لمن لديه مريض بحاجة إلى تلقي العلاج خارج المنطقة، إضافة إلى ضرورة إيجاد حل لأزمة الصرف الصحي واختلاطه بمياه الشرب.
ومنطقة الحولة، الواقعة في ريف حمص الشمالي، هي سهل يمتد ما بين محافظتي حمص وحماة، إلى الغرب من نهر العاصي. وقبل الثورة السورية عام 2011، بلغ عدد سكانها 123 ألف نسمة، وفق إحصاءات عام 2004، وتضم مدن تلدو وكفرلاها وتل ذهب، وبلدات الطيبة الغربية، وقريتي السمعليل والبرج ذات الغالبية التركمانية. وتعرضت المنطقة لحصار شديد بين عامي 2013 و2018، مما أدى إلى تضرر كبير في البنية التحتية ونزوح العديد من السكان. بحلول مايو/ أيار 2018، وبعد اتفاق تهجير برعاية روسية، انخفض عدد السكان إلى نحو 50 ألف نسمة.
وارتكب النظام السوري المخلوع مجزرة بمنطقة الحولة في 25 مايو/ أيار 2012، عندما تقدمت وحدات من جيش النظام في حي طريق السد، يردفها عناصر من مليشيات موالية له، لتبدأ عمليات تصفية عشوائية للمدنيين في الحي، ومن ثم توجهت مجموعات من جيش النظام مساء اليوم ذاته إلى منازل في الجهة الجنوبية لمدينة تلدو، برفقة عناصر مليشيات مدربة على القتل، لتمارس عمليات التصفية ذاتها للمدنيين، من دون التمييز بين أطفال أو نساء. وبحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقد جرى توثيق مقتل 107 أشخاص في مجزرة الحولة بالاسم الثلاثي. وأشارت الشبكة إلى أن هناك قتلى لم تتمكن من الوصول إلى بياناتهم، إذ بحسب التقديرات المحلية، بلغ عدد القتلى 117 شخصاً.