"قسد" تشن حملة مداهمات واسعة في دير الزور وتصعد مواجهاتها مع الجيش السوري
استمع إلى الملخص
- أعلنت "قسد" عن تحرير أربعة من مقاتليها واستمرار العمليات الأمنية، واعتقلت 12 شخصاً يُشتبه بانتمائهم لداعش في بلدة غرانيج.
- تصاعدت الاشتباكات بين "قسد" والجيش السوري، بالتوازي مع اتفاق لدمج المؤسسات الكردية ضمن إدارة الدولة السورية، بما في ذلك المعابر وحقول النفط.
نفذت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بعد منتصف ليل الجمعة وحتى ساعات صباح اليوم السبت، حملة مداهمات واسعة في بلدة غرانيج ضمن منطقة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، شرقي سورية، طاولت أيضاً أجزاء من بلدة الكشكية، وسط توتر متصاعد في المنطقة. وقال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، إنّ "قسد" اعتقلت عشرات المدنيين واعتدت بالضرب على رجل مسن وزوجته، فيما أقدم عناصرها على تكسير أبواب وممتلكات منازل وترويع الأهالي.
وأوضح المصدر أن المداهمات شملت أحياء المحاريج والصالح العلي الملاصق لنهر الفرات، إضافة إلى حي شيبان. كما وصلت تعزيزات عسكرية تابعة لـ"قسد" إلى منطقة الشعيطات، ما جعلها أشبه بالمحاصرة، في ظل مخاوف متزايدة لدى السكان من استمرار الحملة ضد المدنيين.
بدورها، أفادت مصادر محلية من ريف دير الزور الشرقي "العربي الجديد" بأن الحملة العسكرية التي تشنها "قسد" على بلدة غرانيج يقودها القيادي الملقب بـ "إنكيل الجبل"، وهو أحد كوادر جبال قنديل ويحمل الجنسية الإيرانية، مشيرة إلى أن هذه العملية تحظى بدعم مجموعات مسلحة تابعة لحزب "بي كا كا" وصلت مؤخراً من العراق، إضافة إلى مشاركة عناصر سابقين من مليشيا "الدفاع الوطني" في الحملة أيضا.
وبحسب المعلومات، يشرف القيادي الإيراني إنكيل الجبل على سير العمليات بشكل مباشر، بينما يتولى القيادي في صفوف "قسد" خباب الشعيطي الملقب بأبو حتيشة، مهمة تأمين الحماية للمجموعات المشاركة في الحملة.
من جهتها، أعلنت "قسد"، عبر بيان، نشرته على موقعها الرسمي، أنّ قوات مجلس دير الزور العسكري تمكّنت من "تحرير أربعة من مقاتليها بعد أن اختطفتهم خلية يُشتبه بارتباطها بتنظيم داعش أثناء وجودهم في مركز صحي ببلدة غرانيج لتلقي العلاج، يوم الأربعاء الماضي"، مؤكدة أن العملية الأمنية "مستمرة حتى القضاء الكامل على الخلية الإرهابية"، وفق تعبيرها.
كما أعلنت قوات مجلس دير الزور العسكري التابع لـ"قسد"، بعد ظهر السبت، إلقاء القبض على 12 شخصا بزعم الاشتباه بانتمائهم لتنظيم "داعش" وذلك خلال حملة تمشيط نفذتها بمشاركة "وحدات حماية المرأة" بريف دير الزور الشرقي. وذكر مجلس دير الزور العسكري، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لقوات "قسد" أن قواته وبمشاركة "وحدات حماية المرأة" شنت حملة تمشيط واسعة في بلدة غرانيج، بريف دير الزور الشرقي، لملاحقة خلايا تنظيم داعش بعد تزايد هجماتها في الآونة الأخيرة. وأضاف البيان أن القوات المشاركة في الحملة مشطت البلدة بشكل كامل، وألقت القبض على 12 مطلوباً ومشتبهاً بالانتماء لخلايا تنظيم داعش "كانوا يخططون لتنفيذ عمليات إرهابية ضد القوات الأمنية والعسكرية والمدنيين والمرافق الخدمية في المنطقة، وبهدف نشر الفوضى وزعزعة السلم الأهلي"، وفق البيان.
وكانت "قسد" قد قالت، في بيان سابق، أول أمس الخميس، إنّ "مجموعة مكونة من أربعة مقاتلين تعرضت مساء الأربعاء لعملية إرهابية أثناء وجودها في إحدى صيدليات غرانيج لتلقي العلاج"، مشيرة إلى أنها نفذت عملية عسكرية أسفرت عن مقتل أحد الخاطفين وإصابة ثلاثة آخرين، متوعدة بأن "أي اعتداء على عناصرها أو الأهالي لن يمر دون رد قاسٍ وحاسم".
في سياق آخر، أصيب قيادي في استخبارات "قسد" يدعى دجوار، وهو أحد قادة حزب العمال الكردستاني، جراء استهدافه بطائرة مسيّرة مجهولة في مدينة الطبقة بريف الرقة الغربي شمال شرقي سورية، وفق ما أفادت به مصادر مطلعة "العربي الجديد". كما قُتل عنصر من "قسد" وأصيب اثنان بجروح خطيرة، إثر محاولة تسلل على مواقع الجيش السوري في محور قرية اليبوحمد شرق الرقة. وفي وقت سابق الثلاثاء، قُتل جندي من الجيش السوري خلال محاولتي تسلل لعناصر "قسد" على محاور تل ماعز بريف منبج شرقي حلب.
واعتبرت وزارة الدفاع السورية أنّ هذا التصعيد يأتي بالتوازي مع استهداف "قسد" لمواقع الجيش في منطقتي منبج ودير حافر بريف حلب، وإغلاق بعض الطرق أمام الأهالي في "خرق للتفاهمات المبرمة مع الحكومة السورية". وذكرت شبكات إخبارية محلية أن اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والثقيلة اندلعت مساء الأربعاء بين الطرفين، عقب استهداف "قسد" نقطة عسكرية للجيش في مدينة دير الزور.
وفي 10 مارس/ آذار الماضي، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، اتفاقاً يقضي بدمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية التابعة للإدارة الذاتية الكردية في إطار الدولة السورية. ونشرت الرئاسة السورية بياناً حينها وقعه الشرع وعبدي جاء فيه أنه تم الاتفاق على "دمج كل المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سورية ضمن إدارة الدولة السورية، بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز".