سورية: قتيل وجرحى بإطلاق نار على محتجين ضدّ شركات الكهرباء بريف حلب

سورية: قتيل وجرحى بإطلاق نار على محتجين ضدّ شركات الكهرباء في ريف حلب

04 يونيو 2022
وصفت شركة الكهرباء ما تتعرض له بالهجوم الإرهابي، ما أثار حفيظة المتظاهرين (تويتر)
+ الخط -

قتل مواطن وأصيب ثلاثة أشخاص آخرين على الأقل، مساء الجمعة، نتيجة إطلاق نار من قبل عناصر من الشرطة التركية، وتلك التابعة للحكومة السورية المؤقتة المعارضة، على محتجين على رفع أسعار الكهرباء وطول ساعات انقطاعها، في مدينتي عفرين وجنديرس بريف حلب، شمال غربيّ سورية.

وقال الناشط أحمد الإبراهيم لـ"العربي الجديد" إن مئات الأشخاص هاجموا شركتي الكهرباء التركيتين في مدينتي عفرين وجنديرس، احتجاجاً على رفع أسعار الكهرباء مرتين في غضون الشهر الفائت، واعتراضاً على طول فترات الانقطاع، فأطلق عليهم عناصر من الشرطة التركية التي تحرس مكاتب في المنطقة، والشرطة التابعة للمعارضة، النار، ما أدى إلى مقتل مواطن وإصابة ثلاثة أشخاص بجراح.

وأوضح أن الاحتجاجات امتدّت إلى مدن وبلدات مارع وصوران والباب، وهاجم خلالها المحتجون شركات الكهرباء، إضافة إلى مقارّ للمجالس المحلية، وأشعلوا النيران في الشوارع، وأطلق عليهم عناصر الشرطة التركية قنابل مسيلة للدموع، من دون أي تدخل من "الجيش الوطني".

وإثر ذلك، أصدرت "الشركة السورية - التركية للطاقة الكهربائية" (STE) بياناً، قالت فيه إن مقارها تتعرض لهجوم "إرهابي"، ما أثار حفيظة المتظاهرين، الذين وسعوا نطاق الاحتجاجات.

وكانت ما تسمى "لجنة رد المظالم والحقوق"، التي شكّلتها المعارضة، قد طالبت شركة الكهرباء بالحضور بعد تلقي عدة دعاوى لمتابعة المشكلات المسجلة لديها، التي تجاوز عددها 1200 شكوى.

وهذه ليست المرة الأولى التي تخرج فيها تظاهرات ضد شركات الكهرباء في المنطقة بسبب رفع الأسعار، إذ شهدت مناطق الشمال الخاضعة لسيطرة المعارضة احتجاجات سابقة، هدّد فيها السكان بالعصيان لعدم استجابة تلك الشركات التي تستجر الكهرباء من تركيا لمطالبهم.

وبدوره، قال الناطق باسم "الجيش الوطني" يوسف حمود، في تغريدة على حسابه في "تويتر": "نقف إلى جانب أهلنا في المحرر ولا نرتضي وصفهم بالإرهابيين والمخربين، فالإنسان عندما يصل إلى أبلغ أنواع الفاقة والعوز ثم يشاهد الاستغلال والمستغلين، من الطبيعي أن يخرج عن الموضوعية بعد أن تنتهي مساحتها".

وأضاف: "نطالب الشرفاء من القادة العسكريين بالنزول بأرتالهم دون تسليح، واحتواء الشارع بوعود حقيقية وجادة لإيجاد الحلول السريعة".

وقبل أيام، رفعت شركات الكهرباء في مدينتي أعزاز وعفرين أسعار الكهرباء، حيث أصبحت الشريحة الأولى بسعر 2.5 ليرة تركية للكيلوواط الواحد، والشريحة الثانية بين 3 و4.5 ليرات تركية، وقالت شركة "الشمال للطاقة الكهربائية"، العاملة في مدينة مارع وريفها، إنها سترفع أسعار الكهرباء ليصبح الكيلوواط بسعر 3.20 ليرات تركية، تُضاف إليه رسوم ومصاريف تقدَّر بـ30% حتى تصل إلى المستهلك.

12 مطلباً

وأصدرت "اللجنة المشتركة لرد الحقوق في مدينة عفرين وريفها"، اليوم السبت، 12 بندا، قالت إن المتظاهرين في المدينة قدموها لـ"اللجنة المشتركة"، في سبيل وقف الاحتجاجات ضد سياسة عمل المجلس المحلي في عفرين، وشركة الكهرباء في المدينة.

وجاء في الورقة التي نشرتها "اللجنة المشتركة" 12 بندا، تشمل محاسبة مطلقي النارعلى المتظاهرين، إلى جانب تعيين رئيس للمجلس المحلي "صاحب سيرة ثورية"، وتشكيل لجنة مراقبة للمؤسسات الخدمية وآلية عملها.

كما طلبت اللجنة إعادة هيكلة المجلس المحلي ومشاركة الجميع فيها، بالإضافة إلى صناعة القرار في المؤسسات الخدمية بناءً على استفتاء شعبي.

ومن المطالب الواردة أيضا في الورقة، تأسيس لجنة مراقبة الأسعار، وأن تكون جميع المؤسسات مستقلة ولا تتبع أي جهة عسكرية، بالإضافة إلى إعفاء المواطنين من ضرائب المجلس المحلي، ومنع قرارات إخلاء منازل المهجرين إلا بعد تأمين بديل.

وشددت اللجنة على أهمية تشكيل لجنة ثورية مستقلة، عملها مراقبة آلية عمل المؤسسة بكل أشكالها.

في سياق متصل، أصدرت "إدارة التوجيه المعنوي"،التابعة لـ"الجيش الوطني السوري"، اليوم السبت، بياناً أكدت فيه وقوف مؤسسة "الجيش الوطني" إلى جانب الحراك الشعبي، الذي تصاعد عبر احتجاجات غاضبة في عدة مناطق بريفي حلب الشمالي والشرقي، فيما أدان "المجلس الإسلامي السوري" مواجهة المتظاهرين بالرصاص.

وأكدت الإدارة في بيانها أن "الجيش الوطني" ومؤسساته الأمنية تقف إلى جانب الحراك الشعبي، وتتفهم المطالب بضرورة تحسين الحالة المعيشية من جميع النواحي، وفي الوقت نفسه، ناشدت الالتزام بتنظيم الاحتجاجات بالصورة الحضارية المعهودة عن الشعب السوري.

وعلى أثر التظاهرات الغاضبة يوم أمس، أعلنت شركة الكهرباء في أعزاز "ak energy"، اليوم السبت، رفع مقدار الشريحة الأولى من الكهرباء إلى 200 كيلوواط بدلا من 100 كيلوواط، مع الإبقاء على السعر نفسه 2.45 ليرة تركية.

المساهمون