سورية: قتيلان بتفجير يضرب مدينة الباب بحلب وتصعيد روسي في إدلب

سورية: قتيلان بتفجير يضرب مدينة الباب بحلب وتصعيد روسي في إدلب

20 مارس 2021
التفجير وقع داخل شركة لشحن البضائع في مدينة الباب (الدفاع المدني السوري/فيسبوك)
+ الخط -

قُتل مدنيان وجُرح أربعة آخرون، اليوم السبت، جراء انفجار يُعتقد أنه ناجم عن سيارة مفخخة في محيط مدينة الباب التي تسيطر عليها فصائل المعارضة السورية، شمال شرقي محافظة حلب، شمالي البلاد.

وأعلن الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، على معرفاته الرسمية، أنّ فرقه أنهت عمليات الاستجابة للتفجير الذي وقع داخل شركة لشحن البضائع، عند مفرق قباسين في مدينة الباب.

 

ويعتبر هذا التفجير الخامس الذي تشهده مدينة الباب خلال الشهر الحالي فقط، إذ تضرب تفجيرات متكررة مناطق سيطرة المعارضة في ريف حلب الشمالي، يستهدف بعضها أسواقاً شعبية، وأخرى نقاط تفتيش تابعة لقوات المعارضة، من دون أن تعلن أي جهة عن مسؤوليتها عنها.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر محلية في عفرين بمحافظة حلب "العربي الجديد" بأن طفلاً قتل متأثراً بجروحه التي أُصيب بها جراء انفجار لغم أرضي في حي الزيدية.

من جانب آخر، شهدت مناطق أرياف إدلب وحماة شمال غربي سورية، منذ صباح اليوم السبت، قصفاً جوياً ومدفعياً من قبل قوات النظام وروسيا، عقب محاولة تسلل فاشلة لقوات النظام السوري على محور العنكاوي في سهل الغاب، شمالي حماة.

وقال الناطق باسم "الجبهة الوطنية" التابعة لفصائل المعارضة النقيب ناجي مصطفى، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنّ اشتباكات ليلية اندلعت على محور سهل الغاب بحماة مع قوات النظام، إثر محاولتها التسلل، ما أدى لوقوع إصابات في صفوف المجموعة المعادية، من دون أن يحدد عددها.

وأفاد الناشط الإعلامي في إدلب بلال بيوش، في تصريح لـ"العربي الجديد"، بأنّ طائرات حربية روسية قصفت بالصواريخ الفراغية قرى جبل الزاوية جنوبي إدلب، كما طاول القصف منطقة النهر الأبيض وقرية بكفلا، قرب مدينة جسر الشغور غربي إدلب.

من جانبها، قصفت قوات النظام السوري قرى وبلدات سهل الغاب، غربي حماة، وتركز القصف على الزقّوم والدقماق وتل واسط والقرقور وقرى في جبل الأكراد بريف اللاذقية، بحسب المصدر نفسه.

وفي شرق البلاد، اندلعت السبت اشتباكات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة بين "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وقوات النظام السوري الموجودة في بلدة بقرص شرقي دير الزور. 

وقال الناشط الإعلامي في دير الزور صياح أبو الوليد، لـ"العربي الجديد"، إنّ سبب الاشتباكات هو محاولة "قسد" منع عمليات تهريب النفط من مناطقها إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر العبارات المائية التي تصل بين مناطق سيطرة الطرفين.

وأضاف أنّ قوات تابعة لـ"قسد" داهمت معابر التهريب في بلدة الشحيل، وقامت بإحراق بعض عبارات التهريب، لتندلع على أثرها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة مع حواجز قوات النظام في الضفة المقابلة، أدت إلى مقتل عنصر من قوات النظام وجرح اثنين آخرين، من دون توفر معلومات عن تسجيل خسائر في صفوف "قسد".

في سياق منفصل، قال الصحافي صهيب اليعربي، لـ"العربي الجديد"، إنّ عنصرين من قوات النظام السوري قُتلا جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة عسكرية كانا يستقلانها في محيط بلدة الرصافة، جنوب غربي الرقة، شمال شرقي سورية، كما قُتلت لاجئة عراقية برصاص مجهولين في القسم الأول من مخيم الهول، شرقي الحسكة، وفق المصدر ذاته.

تركيا تعلن عن إلحاق خسائر بشرية بصفوف "قسد" في الرقة وحلب

ولليوم الثاني، تصاعدت وتيرة الاشتباكات والقصف المتبادل بين قوات "سورية الديمقراطية" (قسد) من جهة والجيش التركي وفصائل المعارضة السورية من جهة أخرى في محيط مدينة عيسى شمالي الرقة شمال شرقي سورية، وسط إعلان كل من طرفي الاشتباكات عن إلحاق خسائر كبيرة في الطرف الآخر.

وبثت وزارة الدفاع التركية على صفحتها في موقع "تويتر" صوراً لاشتباكات ليلية، وقالت إنها أحبطت محاولة تسلل عناصر من "قسد" في أثناء التصدي لهجوم على منطقة "نبع السلام" (تل أبيض ورأس العين)، و"تحييد" (قتل أو جرح أو أسر) 12 عنصراً من "قسد"، إضافة إلى "تحييد"عنصرين آخرين خلال محاولة التسلل إلى منطقة "درع الفرات".

من جهته، أعلن المركز الإعلامي لـ "قسد"، أنّ "الجيش الوطني السوري" المعارض والقوات التركية صعّدوا من هجماتهم على ناحية عين عيسى والطريق الدولي، مشيراً إلى مقتل 18 عنصراً وإصابة 10 آخرين من القوات المهاجمة في أثناء التصدي للهجوم، في حين اعترفت "قسد" بمقتل اثنين من مقاتليها خلال الاشتباكات.

وأشار المركز إلى أن قوات "قسد" تصدت لهجوم من قبل فصائل المعارضة على قرية المعلك في محيط عين عيسى، مضيفة أن الاشتباكات مازالت مستمرة، وسط استمرار القصف على المنطقة.

وفي هذا السياق، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن القصف المتبادل والاشتباكات لاتزال مستمرة على أشدها بين الطرفين منذ يوم أمس، وأشارت إلى أن القصف أدى إلى مقتل طفل أيضاً وجرح عدد من المدنيين في محيط مدينة عين عيسى. وذكرت المصادر، في الوقت ذاته، أن المنطقة تشهد حركة نزوح واسعة من القرى والبلدات المحيطة ببلدة عين عيسى نحو الحسكة.

وأضافت المصادر أنه خلال الاشتباكات عمدت قوات النظام في اللواء "93" بمحيط عين عيسى إلى سحب قواتها، حيث خرج رتل ضم عشرات العناصر وآليات العسكرية توجهت صوب مدينة الرقة دون معرفة الأسباب، فيما لم ترد معلومات حتى الآن عن أي تغيير في خريطة السيطرة العسكرية في منطقة الاشتباكات.

وتكتسب بلدة عين عيسى أهمية لكلا الجانبين حيث تعتبر بالنسبة لـ "قسد" عاصمة الإدارة الذاتية التي تعقد فيها الاجتماعات، وشهدت قبل التصعيد العسكري اجتماعات دورية لمؤسسات الإدارة الذاتية التي تعتبر الذراع المدني لـ "قسد".

كما تبرز أهمية عين عيسى الجغرافية لكلا الطرفين في كونها تقع على الطريق الدولي" إم 4" عند عقدة مواصلات هامة تربط بين مدينة الرقة من جهة وتل أبيض وريف الحسكة من جهة وعين العرب ومنبج من جهة أخرى.

وفي سياق متصل بهذه الاشتباكات، أعلن الجيش التركي، السبت، أنه دمر أكثر من 20 موقعا لـ"قوات سورية الديمقراطية" و"تحييد" عدد كبير من المقاتلين لم يحدد عددهم في مدينة "تل رفعت" بريف حلب شمالي سورية.

ونقلت وكالة" الأناضول" التركية عن مصدر عسكري قوله إن قصف مناطق "قسد" جاء رداً على إطلاقها قذائف على ولاية كيليس جنوبي تركيا  قبل يومين.

وأشارت المصادر التركية إلى أن "طلقات عقابية" نفذها الجيش على مواقع في تل رفعت يعتقد أن القذائف على كيليس أطلقت منها الخميس، فيما لم تعلق "قسد" على هذا القصف.

وسبق أن أعلنت مصادر أمنية تركية أن قذيفة سقطت على أرض خالية وأخرى أصابت ورشة للرخام في حي أسكي بيشاولر التابع لـكيليس واتهمت حينها "قسد" بتنفيذ الهجوم الصاروخي، مشيرة إلى أنها أخطرت روسيا من أجل إيقاف إطلاق النار من سورية عقب سقوط القذيفتين على كيليس.

المساهمون