سورية: قتلى وجرحى جراء اشتباكات في السويداء

25 فبراير 2021
السويداء تشهد انتشار جماعات مسلحة وقطعا للطرقات منذ الإثنين (فرانس برس)
+ الخط -

سقط قتيل وعدد من الجرحى في مدينة السويداء جنوب سورية، ذات الغالبية من "الموحدين الدروز"، مساء يوم أمس الأربعاء، جراء اشتباك دار بين مجموعة مسلحة تتبع لأجهزة الأمن التابعة للنظام، وأصحاب أكشاك غير مرخصة تعمل في الاتجار بالمحروقات، في دوار الباسل على مدخل المدينة الشمالي بما يعرف بطريق دمشق-السويداء.

وكانت السويداء شهدت مساء أمس انتشار مسلحين في العديد من شوارع المدينة وساحاتها الرئيسة وبالقرب من المشفى الوطني، في حين سمع صوت رشقات نارية وأصوات انفجار قنابل يدوية.

 وقال مصدر محلي، طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن "مجموعة مسلحة من مدينة السويداء تتبع الأجهزة الأمنية، قامت بالتوجه إلى دوار الباسل لإزالة كشك يعمل في تجارة المحروقات، الأمر الذي طور السجال إلى تبادل إطلاق النار واستخدام القنابل اليدوية".

وأوضح أن السجال تسبب بمقتل شخص وإصابة ستة أشخاص آخرين بجروح متفاوتة، نقلوا على إثرها إلى المشفى الوطني في المدينة، في حين يسود السويداء هدوء حذر مع تدخل وجهاء محليين لوقف الاقتتال.

ولفت إلى أن "الفصيل الذي هاجم الكشك اتهم العاملين به ببيع المواد المخدرة والحشيش، وأنهم يعملون على وقف انتشار هذه المواد في السويداء، بالرغم من أن المهاجمين أيضا متهمون مجتمعيا بالكثير من الأعمال غير الشرعية".

من جانبه، قال الناشط أبو جمال معروف (اسم مستعار لأسباب أمنية)، في حديث مع "العربي الجديد"، "يبدو أن الأمن يريد تفجير الوضع الداخلي في السويداء عبر خلق فتنة جديدة من أبناء المحافظة على أساس مناطقي، فأفراد الفصيل المهاجم من أبناء المدينة معروفون بأنهم مرتبطون مع الأمن، وأبرزهم مجموعة بيت مزهر بقيادة معتز مزهر ومجموعة مهران عبيد، وهم لا يمثلون أهل المدينة، والعاملون في الكشك من أبناء ريف السويداء الغربي".

وأضاف أن "هذه الفتنة ستقسم أهل الجبل وقد تفجر اقتتالا داخليا ينهي الفصائل المحلية ويسمح للنظام بإدخال قواته النظامية بذريعة وقف الاقتتال، وبالتالي السيطرة على المحافظة، واعتقال من يريد إما لزجه في الخدمة العسكرية أو لخلفياتهم السياسية والمدنية".      

وتابع: "من المعروف أن المخدرات تصل إلى السويداء عبر دمشق من لبنان أو من العراق عبر البادية بوساطة متعاونين مع "حزب الله" اللبناني وحماية الأمن العسكري والفرقة الرابعة وأمن الدولة، وهم ذاتهم من يرتكبون أعمال الخطف والسلب والقتل، وجميعهم يحملون بطاقات أمنية ويقودون سيارات تحمل لوحات أمنية مع أنها إما مسروقة أو دخلت البلاد بشكل غير شرعي".    

ولفت إلى أنه "يعتقد أن سبب الخلاف هو عدم رضوخ أصحاب الكشك لدفع الإتاوات، التي تفرضها هذه العصابات على العاملين في التجارة غير المشروعة بحجة الحماية، وهم بدورهم يدفعون حصصا للمتنفذين في الأجهزة الأمنية". 

يٌشار إلى أن السويداء شهدت منذ يوم الاثنين مساء انتشار مجموعات مسلحة، وقطع الطرقات والتدقيق بالمارة، الأمر الذي تسبب بانفجار الوضع مساء أمس الأربعاء، علما أن عناصر الفصيل المهاجم متهمون بالعديد من أعمال الخطف والسرقة والقتل والاتجار بالمخدرات.     

وتعمل الأجهزة الأمنية بشكل دائم لتفجير صراعات مسلحة داخلية أو مع أطراف محافظة السويداء في محاولة لإعادة السيطرة عليها، بعدما قامت بعض الفصائل المحلية وعلى رأسها "حركة رجال الكرامة" بمنع النظام من اعتقال أبناء المحافظة منذ عام 2014.