سورية: قاعدة أميركية جديدة في الحسكة وهجمات تستهدف عدة مواقع للنظام

سورية: قاعدة أميركية جديدة في الحسكة وهجمات تستهدف مواقع النظام بدرعا والقنيطرة وريف دمشق

29 يناير 2021
أجواء توتر وترقب تعيشها درعا (محمد أبازيد/ فرانس برس)
+ الخط -

تعرضت قوات النظام السوري في محافظة درعا (جنوباً) لمزيد من الهجمات، مساء أمس وفجر اليوم الجمعة، وامتدت هذه الهجمات إلى محافظتي القنيطرة وريف دمشق المجاورتين، وسط أجواء توتر وترقب تعيشها المنطقة، في وقت بدأت القوات الأميركية بإقامة قاعدة عسكرية جديدة في ريف محافظة الحسكة.
وقال الناشط الإعلامي محمد الشلبي، لـ"العربي الجديد"، إن "مسلحين مجهولين هاجموا عدة مواقع وحواجز لقوات النظام السوري وأجهزته الأمنية في أنحاء متفرقة من محافظات درعا والقنيطرة وريف دمشق، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى بين عناصر تلك القوات".
وفي أحدث الهجمات، قتل وأصيب عدد من قوات النظام نتيجة هجوم من قبل مجهولين على الحواجز العسكرية المنتشرة على أطراف مدينة كناكر في ريف دمشق، فيما استهدف مجهولون حاجز السهل التابع لقوات النظام في قرية مغر المير التابعة لناحية بيت جن في ريف دمشق الغربي.

 

كذلك هاجم مسلحون موقعاً عسكرياً لقوات النظام في بلدة جباتا الخشب في ريف القنيطرة الشمالي.
وكان مسلحون مجهولون قد هاجموا، ليل أمس الخميس، حواجز النظام في كل من بلدتي المليحة الشرقية والغارية الشرقية، وهما تتبعان لفرع المخابرات الجوية بريف درعا الشرقي.
كذلك جرى استهداف حاجز للفرقة الرابعة بالأسلحة الخفيفة في بلدة سحم الجولان غربي المحافظة، فيما تعرض المربع الأمني في مدينة نوى بريف درعا الغربي للاستهداف مرتين في ساعات المساء وعند منتصف الليل، وهو يضم عدداً من المقار الأمنية التابعة لقوات النظام في المدينة.
وبحسب الشلبي، فإن اشتباكات جرت داخل المدينة بين العناصر الأمنية ومسلحين مجهولين، فيما وقع انفجار على أطراف مدينة جاسم، تبعه إطلاق نار، قرب أحد الحواجز العسكرية في المدينة من جهة بلدة إنخل في منطقة الجيدور شمالي درعا. وكذلك ألقى مجهولون يستقلون دراجة نارية قنبلة يدوية في حي المركز الثقافي في مدينة الصنمين شمالي درعا.

 

يأتي ذلك في ظل توتر تشهده المنطقة الغربية من محافظة درعا، بعد محاولة الفرقة الرابعة التابعة للنظام، قبل أيام، التقدم في محيط مدينة طفس، واندلاع اشتباكات جراء ذلك وسقوط قتلى وجرحى، وسط تهديدات باقتحام المدينة، إذا لم يتم تنفيذ مطالب النظام أبرزها تهجير ستة أشخاص من المنطقة باتجاه الشمال السوري، وتهديدات روسية باستخدام الطيران.
ورأى متابعون أن هذه العمليات قد تكون ردود فعل على سياسات النظام في محافظة درعا، لكن أيضاً قد يقف خلفها أشخاص محسوبون على مليشيات النظام وفروعه الأمنية، بهدف زيادة التوتر في المنطقة وتبرير خططه لشن هجوم على المدينة، بحجة استهداف حواجزه في درعا، لإقناع روسيا بإنهاء هذا الملف بشكل كامل، خاصة بعد قيام الشرطة العسكرية الروسية بتأجيل التفاوض مع اللجنة المركزية واللجان الأمنية التابعة للنظام إلى يوم غد السبت، بناء على طلب من اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس.
 وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإن روسيا ربما تكون تراجعت عن موقفها المؤيد لمحاولات قوات النظام تهجير المطلوبين في مدينة طفس بريف درعا إلى الشمال السوري، وقد وافق الضباط الروس على مقترحات اللواء الثامن، المدعوم من قبلها، أن يتولى عناصر اللواء اعتقال الأشخاص المطلوبين للنظام من دون دخول أو تدخل قوات النظام وأجهزته الأمنية.

 

تخفيف التوتر في السويداء

في المقابل، واصل النظام السوري محاولاته تخفيف التوتر الحاصل في محافظة السويداء، بعد تهديدات ضده أطلقها مشايخ وفصائل المنطقة. وأرسل النظام وفداً عسكرياً وأمنياً جديداً إلى منزل رئيس الطائفة الدرزية الشيخ حكمت الهجري، في مسعى لتهدئة النفوس، بعد يوم على زيارة وفد أمني وعسكري يمثل المحافظة إلى منزل الشيخ أيضاً.
من جهتهم، عبر أهالي السويداء في الاجتماع عن استيائهم من النظام ومليشياته، التي اتهموها بنشر الفساد والوقوف وراء الفلتان الأمني في المحافظة، إلى جانب توجيه تحذيرات جديدة والمطالبة بتقديم اعتذار من أعلى المستويات في النظام، بحسب الشبكات المحلية.
وقتل عنصران من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام، مساء أمس الخميس، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت عربتهما على طريق السبخة معدان شرقي الرقة.
ويأتي ذلك بعد يومين من مقتل عنصرين من النظام غربي المحافظة التي تشهد موجة من الاغتيالات.

النظام يقصف ريفي إدلب وحماة
وفي شمال غرب البلاد، قصفت قوات النظام، فجر وصباح اليوم، مجدداً، قرى وبلدات كنصفرة وسفوهن والفطيرة والرويحة وبينين وفليفل في ريف إدلب الجنوبي، كما استهدفت بالرشاشات الثقيلة مناطق في العنكاوي بسهل الغاب في ريف حماة الشمالي الغربي.
كذلك جرت اشتباكات بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة بين قوات النظام والفصائل المقاتلة على محوري الرويحة وكدورة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما قصفت الفصائل مواقع لقوات النظام في داديخ بريف إدلب الشرقي.

 

قاعدة أميركية بريف الحسكة 

وفي شرق البلاد، ذكرت وكالة "سانا"، الناطقة باسم النظام، أن القوات الأميركية باشرت بناء قاعدة جديدة لها في منطقة اليعربية بريف الحسكة. 
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية أن تلك القوات استقدمت موادَّ لوجستية وعتاداً عسكرياً إلى القاعدة، وأدخلت 10 ناقلات جند إلى مدينة المالكية في أقصى شمال شرقي الحسكة تمهيداً لنقلها إلى ريف اليعربية المتاخمة للحدود العراقية، بغية إنشاء قاعدة عسكرية جديدة قرب تل علو شمال غربي اليعربية.
وأضافت الوكالة أن تلك القوات استقدمت أيضاً آلات تجهيز الطرق، وقامت بتعديل وفرش الإسفلت بالقرب من صوامع تل علو، على مقربة من قاعدة خراب الجير التي تتخذ منها القوات الأميركية منطلقاً لمروحياتها.
 وقالت الوكالة إن ذلك يهدف إلى "تعزيز وجودها اللاشرعي في الجزيرة السورية تماشياً مع مخططاتها الرامية إلى سرقة النفط والثروات الباطنية السورية والمحاصيل الرئيسية". وتنتشر القوات الأميركية في عدد من القواعد بمنطقة شمال شرق سورية، الخاضعة لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، وترسل بشكل مستمر أرتالاً عسكرية لتزويدها بما تحتاجه من ذخائر وأسلحة وموادّ لوجستية.

حركة نزوح من مدينة طفس بدرعا
نزحت عشرات العائلات من مدينة طفس في ريف درعا الغربي التي تهدّد قوات "الفرقة الرابعة" التابعة للنظام السوري باقتحامها، بالرغم من استمرار اللقاءات بين وجهاء المحافظة ومسؤولين في النظام برعاية روسية.

وقال الناشط محمد الحوراني، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام ما زالت تتمركز على أطراف المدينة، وهناك مخاوف لدى الأهالي من اقتحامها إن لم يتم التوصل لاتفاق.

وكانت قوات النظام قد هدّدت باقتحام المدينة إن لم يتم تسليم السلاح الموجود عند المقاتلين السابقين في صفوف قوات المعارضة، وترحيل ستة أشخاص وعائلاتهم إلى الشمال السوري.

وخرجت اليوم الجمعة تظاهرتان تضامناً مع سكان المدينة، إحداهما في مدينة كفرتخاريم شمال غربي إدلب، والثانية في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.

وفي محافظة الرقة نجا رئيس "بلدية الشعب" التابعة لـ "الإدارة الذاتية" الكردية، أحمد الإبراهيم، من الإصابة إثر استهدافه بعبوة ناسفة، واقتصرت الخسائر على الماديات.

وفي ريف محافظة دير الزور، قتل عنصر من "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) وأصيب آخر، نتيجة تعرضهما لهجوم بقنابل من قبل مجهولين، في بلدة جديد عكيدات بريف المحافظة الشرقي.

وداهمت قوة تابعة لـ"قسد" منزلاً في مدينة البصيرة، واعتقلت شخصين، قالت إنهما متورطان بعمليات تهريب مواد غذائية إلى مناطق سيطرة النظام السوري في المحافظة.