استمع إلى الملخص
- تعرض مستودع أسلحة لقوات سوريا الديمقراطية في ريف الحسكة لهجوم أدى لتدميره، وسط اتهامات لداعش، بينما شهدت بلدة الباغوز هجوماً مماثلاً، مما دفع "قسد" لتعزيز وجودها العسكري.
- تعرضت بلدة الخفسة شرقي حلب لقصف من "قسد"، مما أسفر عن مقتل امرأة وإصابة آخرين، وسط احتجاجات في منبج ضد استهداف المناطق المأهولة.
دفعت إدارة الأمن العام في سورية فجر اليوم السبت، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى قرية فاحل في ريف حمص الغربي، وسط البلاد، وذلك بهدف ضبط الأمن في المنطقة، بعد محاولة مجموعة مجهولة تنفيذ هجوم في البلدة. وتأتي هذه التعزيزات عقب هجوم سابق شهدته قبل أسبوعين، أسفر عن مقتل 15 شخصاً، بينهم مدنيون وعناصر من فلول النظام السابق.
ويأتي التوتر في قرية فاحل على خلفية اعتداء مسلحين، يوم أمس الجمعة، على أحد الحواجز التابعة للأمن العام في المنطقة، فيما أشارت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إلى أن الهجوم أدى لمقتل أحد العناصر، وإصابة آخر جراء استهداف الحاجز، ورغم ملاحقة المجموعة من جهاز الأمن العام التابع لوزارة الداخلية، إلا أنه لم يتم القبض على أفرادها. وتهدف التعزيزات الأمنية التي وصلت اليوم إلى منع أي هجمات جديدة.
وكان 15 شخصاً قد قُتلوا في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، بينهم عناصر وضباط من فلول النظام السابق، في بلدة فاحل بريف حمص الغربي، جراء هجوم نفذته مجموعات مسلحة استهدف عدة منازل في البلدة، حيث جرت عمليات القتل بأسلوب التصفية المباشرة. إلى ذلك، ألقت إدارة الأمن العام، مساء الجمعة، القبض على رضوان علي الحجار، أحد قادة الفرقة 25 مهام خاصة، في محافظة حماة وسط سورية. ولا تزال الحملة الأمنية مستمرة في ريفي حماة الغربي والشمالي، لملاحقة فلول نظام بشار الأسد المخلوع وتعزيز الأمن في المنطقة.
هجوم على مستودع أسلحة لـ"قسد" في ريف الحسكة
من جهة أخرى، شن مسلحون مجهولون، اليوم السبت، هجوماً استهدف مستودع أسلحة تابعاً لـقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في ريف الحسكة، شمال شرقي سورية، ما أدى إلى تدمير المستودع دون تسجيل أي خسائر بشرية. ووُجهت أصابع الاتهام إلى خلايا تنظيم داعش، التي يُشتبه في وقوفها وراء العملية. وكانت نقطة عسكرية تابعة لـ"قسد" قد تعرضت في بلدة الباغوز بريف دير الزور الشرقي، أمس الجمعة، لهجوم نفذته مجموعة مسلحة يُعتقد أنها تابعة لتنظيم داعش، ما أسفر عن وقوع جرحى. في أعقاب ذلك، دفعت "قسد" بتعزيزات عسكرية إلى المنطقة ونفذت عمليات دهم بحثاً عن مطلوبين.
في سياق منفصل، قُتل اليافع محمد الأحمد الحمادي الدبعان (17 عاماً)، جراء انفجار جسم من مخلفات الحرب في بلدة الخريطة بريف دير الزور الغربي، شرق سورية. وفي حادثة أخرى، قُتل المواطن محمد إبراهيم المسيخ وأصيب آخرون بجروح، أمس الجمعة، نتيجة انفجار لغم أرضي في منطقة الرتيمي ببادية البوكمال في ريف دير الزور. كما أصيبت سيدتان بجروح خطيرة إثر انفجار جسم من مخلفات الحرب على أطراف مدينة البوكمال، في حين تعرضت سيدتان أخريان لإصابات إثر انفجار لغم زرع داخل تنور خبز في المدينة نفسها.
قتلى وجرحى بقصف صاروخي لـ"قسد" على الخفسة شرقي حلب
في غضون ذلك، قُتلت امرأة وأُصيب ستة آخرون، بينهم فتاتان وطفلة شقيقتهما، وطفلتان شقيقتان، وامرأة أخرى، اليوم السبت، جراء قصف صاروخي شنته "قسد" على بلدة الخفسة التابعة لمدينة منبج شرقي محافظة حلب، شمالي سورية، وفقاً لما أفادت به مؤسسة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء). وأوضح الدفاع المدني أن الهجوم استهدف منازل المدنيين، بالإضافة إلى الطريق الرئيسي ومسجداً في المنطقة، ما أسفر عن سقوط ضحايا من السكان المحليين. وأضافت المؤسسة أن أرياف مدينة منبج تشهد نزوحاً متواصلاً بسبب القصف والتفجيرات المستمرة التي تستهدف المنطقة.
ووصفت المؤسسة الاستهدافات المتواصلة للمرافق العامة ودور العبادة، بأنها "انتهاك واضح للأعراف الدولية"، مشيرةً إلى أن مثل هذه الأعيان والمرافق يجب أن تكون محيّدة عن العمليات الحربية والعسكرية. وأكدت أن تصعيد قوات "قسد" لهجماتها على المدنيين يهدف إلى "قتل الحياة في سورية"، وإثارة الذعر بين السكان، ما يعيق قدرتهم على متابعة حياتهم اليومية.
وكان أهالي مدينة منبج قد خرجوا يوم أمس الجمعة في تظاهرة احتجاجية، مطالبين القيادة السورية بالتحرك ضد قوات "قسد"، وطردها من المناطق التي تحتلها شرق الفرات. وفي حديثه مع "العربي الجديد"، قال عثمان البطال، وهو من سكان ريف مدينة منبج، إنه "عند سقوط نظام بشار الأسد، فرح الجميع بالعودة إلى منازلهم، إلا أن أهالي ريف مدينة منبج يعانون من معارك مستمرة بين فصائل الجيش الوطني السوري ومليشيات قسد". وأضاف البطال أن "مليشيات قسد تتعمد استهداف المناطق المأهولة بالسكان بهدف تهجير الأهالي". كما أشار البطال إلى أنه وعائلته اضطروا للنزوح من ريف مدينة منبج إلى منطقة جرابلس بشكل مؤقت بسبب القصف الصاروخي على منازلهم، قائلاً: "الحمد لله كنا خارج المنزل وقت القصف".
من جانبه، أفاد محمود القشلي، أحد سكان مدينة منبج، بأن المدينة تعاني من نقص الخدمات، بالإضافة إلى حالة من الفوضى نتيجة القصف المستمر من قبل قوات "قسد" والتفجيرات التي تستهدف الأسواق. وأضاف أن "النزوح مستمر في مدينة منبج بسبب تخوف السكان من القصف، وغياب الخدمات الأساسية، خاصة مع تعرض معظم المراكز الخدمية والصحية للسرقة خلال معارك تحرير المدينة في ديسمبر/ كانون الأول 2024".
وتشهد مدينة منبج وأريافها شرقي محافظة حلب تدهوراً في الوضع الأمني والخدمي، ما يفاقم معاناة المدنيين ويزيد من موجة النزوح المستمرة في المنطقة، كما يمنع الأهالي من العودة إلى منازلهم، في ظل قصف تركي متواصل على قوات "قسد" المنتشرة في محيط سد تشرين، شمال سورية.