سورية: روسيا تسير دورية مع تركيا وتطالب "قسد" بتسليم عين عيسى للنظام

روسيا تسير دورية مع تركيا وتطالب "قسد" بتسليم عين عيسى للنظام

07 ديسمبر 2020
دورية روسية تركية مشتركة (Getty)
+ الخط -

سيّر الجيشان الروسي والتركي، اليوم الاثنين، دورية مشتركة في مناطق تخضع لسيطرة "قوات سورية الديمقراطية"(قسد)، شمال شرقي سورية، تزامناً مع قصف تركي على موقع للمليشيات في جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة، في وقت تجري فيه روسيا مفاوضات مع "قسد" حول تسليم مدينة عيسى للنظام السوري.
وقالت مصادر مقربة من "قسد"، لـ"العربي الجديد"، إن الجيش التركي سيّر مع نظيره الروسي دورية مشتركة انطلاقاً من ناحية الدرباسية الحدودية مع تركيا، حيث تجولت الدورية في العديد من القرى والبلدات في جنوب وشرق وغرب الناحية بمشاركة طائرات مروحية روسية وتركية.
وذكرت المصادر أن "قسد" حرضت الأهالي في قرى القرمانية والغنامية وكربطلي، جنوب الدرباسية، ضد الدورية المشتركة، حيث جرى رشق العربات بالحجارة أثناء مرورها بتلك القرى.
وجاءت تلك الدورية، بحسب المصادر، تزامنا ًمع قصف مدفعي وصاروخي تركي أدى إلى تدمير موقع لـ"قسد" في قرية بسيس بناحية أبو راسين جنوب مدينة رأس العين بريف الحسكة الشمالي الغربي، كما أدى الاستهداف إلى خسائر بشرية في صفوف "قسد".

وتسير الدوريات الروسية التركية المشتركة في ناحية الدرباسية منذ سيطرة الجيش التركي على مدينة رأس العين، والدخول في تفاهمات مع روسيا حول مناطق سيطرة "قسد"، في أكتوبر/تشرين الأول عام 2019.
وفي شأن متصل، تحدثت المصادر عن أن وفداً روسياً اجتمع مع قياديين من مليشيات "قسد" في مدينة عين عيسى بريف الرقة، من أجل بحث التصعيد بين المليشيات والجيش التركي في المنطقة، مضيفة أن الروس اقترحوا على "قسد" تسليم المنشآت الحكومية الهامة في المدينة لإدارة النظام السوري، ما يعني تسليم المدينة للنظام، وذلك بهدف منع الأتراك من إجراء عمل عسكري ضد المليشيات في المدينة.
وبحسب المصادر، فإن "قسد" لم تبدِ تعاوناً مع الروس ورفضت العرض الروسي، كما جرى توجيه اتهام للروس بالتخاذل أمام التصعيد التركي ضد المليشيات التي تتمركز في ناحية عين عيسى.
وكان الجيش التركي والجيش الوطني السوري قد عززا، أخيراً، قواتهما على خطوط التماس شمال ناحية عين عيسى بريف الرقة بالتزامن مع التصعيد في عمليات القصف على المليشيات، وسط تكهنات بنية الجيش التركي شن عمل عسكري جديد ضد "قسد".
وكانت قوات التحالف الدولي التي تقودها واشنطن قد نقلت شحنات أسلحة ومعدات لوجستية لـ"قسد" في مدينة الحسكة، قادمة من معبر الوليد الحدودي مع العراق.
وفي غضون ذلك، قتل عنصرين من مليشيات "وحدات حماية الشعب"، التي تقود "قسد"، بهجوم من مجهولين طاول موقعاً لهم في محيط بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي.

إنزال جوي

على صعيد آخر، اعتقلت "قوات سورية الديمقراطية" "قسد"، بالتعاون مع القوات الأميركية، خمسة أشخاص في قرية بريف الحسكة شمال شرقي سورية.
وقالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن مجموعة أمنية من "قسد"، بالإضافة لمجموعة من القوات الأميركية ضمن التحالف الدولي ضد "داعش"، نفذت اليوم إنزالاً جوية على موقع في قرية الفكة بريف الحسكة الجنوبي، حيث اعتقلت خمسة أشخاص وقادتهم إلى قاعدة الشدادي التابعة للتحالف.
وأضافت المصادر أن المعلومات المتوفرة عن المعتقلين تفيد بأنهم من المتهمين بالانتماء والعمل لصالح تنظيم "داعش" في مناطق سيطرة "قسد". 

وفدا طاجكستان وبلجيكا
وفي غضون ذلك، زار وفد من طاجكستان مناطق سيطرة "قسد"، وعقد اجتماعاً مع دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية التابعة للمليشيات. وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن الوفد يرأسه "زبيد الله زبيدوف، وهو سفير دولة طاجكستان في الكويت. وجرى استقباله من قبل الرئيس المشترك لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية عبد الكريم عمر".
وقالت المصادر إن وفدا آخر من بلجيكا زار "قسد" وعقد مجموعة من اللقاءات مع الإدارات التابعة للمليشيات، ووعد بتقديم مساعدات مادية لها.
ويضم الوفد البلجيكي عدداً من أعضاء البرلمان الاتحادي البلجيكي، وذلك بهدف دعم الجناح العسكري الطبي في قسد وتقديم مساعدات للجرحى من عناصر المليشيات.
وقالت المصادر إن الهدف الواضح من زيارة الوفود هو تقديم الدعم المالي والإعلامي للميليشيات من أجل مواجهة فيروس كورونا ودعم جرحى الحرب، في حين أن الزيارات خلفها بحث ملف المعتقلين لدى "قسد" من عناصر تنظيم "داعش" ونسائهم وأطفالهم المحتجزين في مخيمات "قسد".
وتضم سجون "قسد" مئات العناصر ممن ينحدرون من دول أوروبية وآسيوية، منها بلجيكا وطاجكستان، وقد جرى سابقا تسليم أطفال ونساء من ذوي معتقلي "داعش" لحكومات بلادهم، بعد إجراء مفاوضات مع "قسد" وزيارات عدة إلى مناطق سيطرتها في شمال شرق سورية.
ويشكل المعتقلون من عناصر التنظيم لدى "قسد" مشكلة أمنية في المنطقة، وبخاصة مع ارتفاع وتيرة أعمال التنظيم مجددا ضد المليشيات فيها.

إلى ذلك، وصلت تعزيزات عسكرية إلى مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام، اليوم الاثنين، إلى مطار الطبقة العسكري في ريف الرقة الغربي، وذلك بعد أيام من زيارة روسية إلى المطار بهدف إعادة تأهيله لاستخدامه من قبل الطيران الحربي مجدداً.
وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن تعزيزات المليشيات ضمت عشرات الجنود والمدافع والآليات الثقيلة، وجاءت تزامناً مع تصاعد وتيرة الهجمات من مجهولين على النظام في منطقة البادية جنوبي الرقة.
وكان هجوم من مجهولين، يرجح أنهم ينتمون لـ"داعش"، هاجموا دورية للنظام أمس الأحد، الأمر الذي أدى إلى مقتل قيادي مع مجموعة من العناصر في محيط مطار الطبقة، قابلته روسيا بشن عدة غارات جوية على مناطق في ناحية صفيان في البادية.

المساهمون