سورية: روسيا تبدأ جولة جديدة لتمشيط البادية عبر تعزيزات من جبهة إدلب

روسيا تبدأ جولة جديدة لتمشيط البادية السورية عبر تعزيزات من جبهة إدلب

18 مارس 2021
الرتل اتجه إلى البادية بمهمة من ضباط روس (Getty)
+ الخط -

وجّهت قوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا، تعزيزات عسكرية ضخمة ضمت مدافع ثقيلة ودبابات، اليوم الخميس، من خطوط التماس مع قوات المعارضة السورية المسلحة في منطقة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب شمال غربي سورية، صوب البادية السورية بريف حمص الشرقي وسط البلاد، فيما أنشأت "الفرقة 25 مهام خاصة"، المدعومة من روسيا أيضاً، وقوات "الحرس الجمهوري"، معسكرات تدريبية جديدة لها في أرياف مدينتي سراقب ومعرة النعمان جنوب شرقي إدلب.

وحصل "العربي الجديد" على معلومات من وحدات الرصد والمتابعة التابعة للمعارضة السورية، تُفيد بأنّ رتلاً عسكرياً ضخماً لقوات "الفيلق الخامس" المدعومة من روسيا، خرج ظهر اليوم الخميس، من مدينة معرة النعمان، وبلدة خان السبل، وقرية بابيلا، بعد أن تجمع قوامه على الأوتوستراد الدولي حلب – دمشق المعروف بطريق "أم 4"، واتجه إلى منطقة السخنة بريف حمص الشرقي، الواقعة ضمن البادية السورية.

وأشارت وحدات الرصد والمتابعة إلى أن "الرتل قوامه 62 آلية عسكرية، بينها 7 مدافع ثقيلة متنوعة، و11 دبابة من طرازات مختلفة، وسيارات دفع رباعي مزودة برشاشات ثقيلة من عيارات (14.5 و23)، وأخرى مزودة بقواعد صواريخ حرارية من نوع (كورنيت إيه - إم) المطورة، بالإضافة لسيارات عسكرية من نوع (زيل) نقلت ما يزيد عن 250 عنصراً من الفيلق".

وأضافت أن الرتل اتجه إلى البادية بمهمة من ضباط روس يديرون العمليات العسكرية من قاعدة "حميميم" الجوية بمنطقة جبلة شرقي محافظة اللاذقية، وذلك بهدف تمشيط بادية ريف حمص الشرقي وتحديداً منطقة السخنة، التي تنشط فيها خلايا تنظيم "داعش" بكثرة في الآونة الأخيرة، جراء هجمات عديدة وكمائن مباغتة لعناصر التنظيم، استهدفت نقاطاً ومواقع عسكرية للنظام، بالإضافة لاستهداف أرتال وقوافل النفط التابعة للنظام ضمن البادية الممتدة من محافظة دير الزور شرقي البلاد، وصولاً إلى مدينتي تدمر والسخنة شرقي محافظة حمص، والتي أدت لمقتل العشرات من عناصر النظام ومليشياته وجُلهم من قوات "الفيلق الخامس"، و"الفرقة 25 مهام خاصة"، و"لواء القدس" الفلسطيني، و"الدفاع الوطني" المدعومين من روسيا.

تقارير عربية
التحديثات الحية

وكانت روسيا قد أمرت بسحب أربعة أرتال عسكرية خلال الشهرين الأخيرين، ثلاثة منها لـ"الفيلق الخامس"، من جبهات إدلب، وتحديداً من محيط معرة النعمان، باتجاه البادية السورية، وتحديداً منطقة إثريا – خناصر جنوبي حلب وشرقي حماة.

من جهة أخرى، أكدت وحدات الرصد والمتابعة أن قوات "الفرقة 25 مهام خاصة" و"الحرس الجمهوري" أنشأت، خلال الأيام الماضية، معسكرات تدريبة لها في الريف الشرقي لمدينة معرة النعمان جنوبي محافظة إدلب، وفي الريف الشرقي لمدينة سراقب شرقي المحافظة، وذلك بهدف تعزيز جبهاتها على خطوط التماس مع المعارضة السورية في جبل الزاوية وجنوب غرب حلب، بعد سحب عدة أرتال من المنطقة إلى البادية الشرقية.

ولفتت المصادر إلى أن المعسكرات التي أُنشئت مؤخراً ضمت أكثر من 220 متطوعاً جديداً ضمن أفواج الفرقة 25 والحرس الجمهوري، تلقوا تدريبات مكثفة خلال الأيام الماضية، على سلاح (القناصة)، ودبابات من نوع "T72 – T62" الروسية، بإشراف ضباط روس من قاعدة حميميم الجوية، رفقة العميد سهيل الحسن الملقب بـ "النمر" قائد الفرقة 25، التي تعتبر رأس الحربة للقوات الروسية في عملياتها العسكرية في سورية.

وكان "حزب الله" اللبناني قد خرّج، في فبراير/ شباط الفائت، دفعتين تألفتا مما يزيد عن 300 مقاتل محلي، ضمن معسكر أنشأه مؤخراً في محيط بلدة العيس بريف حلب الجنوبي، القريبة من الطريق الدولي حلب – دمشق المعروف بطريق "أم4"، بعد أن خضع المقاتلون لدورتين منفصلتين مدتهما 75 يوماً، تدربوا خلالهما على الدبابات والمدافع الميدانية ومدافع الهاون، بالإضافة لتدريب سرية قناصين يقدر عدد عناصرها بـ25، أشرف على تدريبهم قادة لبنانيون، مقراتهم الرئيسية في محيط بلدة التمانعة بالقرب من مدينة خان شيخون جنوبي إدلب.

إدلب: قتلى أثناء ملاحقة خلية لـ"داعش"

قُتل شخصان، بينهم مدني، مساء اليوم الخميس، وأُصيب خمسة آخرون بينهم امرأة، إثر اندلاع اشتباكات متقطعة بين جهاز الأمن العام التابع لـ "هيئة تحرير الشام" من جهة، وعناصر خلية تتبع لتنظيم "داعش" من جهة أخرى، وسط مدينة إدلب.

وقال الناشط الإعلامي محمد الضاهر عضو "المركز الإعلامي العام" العامل في منطقة إدلب وريفها، إنّ شاباً مدنياً يعمل سائق تاكسي (أجرة) قُتل، مساء اليوم الخميس، وأُصيبت زوجته بجروح خطرة، بالإضافة لمقتل عنصر، وإصابة ثلاثة عناصر آخرين يعملون في جهاز الأمن العام التابع لـ"هيئة تحرير الشام"، إثر وقوع اشتباك بين دورية تتبع للجهاز الأمني في "تحرير الشام"، وعنصر من خلايا التنظيم داخل إحدى العبارات ضمن شارع الثلاثين وسط مدينة إدلب. 

وأشار الضاهر إلى أن الدورية الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على عنصر الخلية الذي تسبب بمقتل شخصين بعد إصابته بطلق ناري، لافتاً إلى أن دورية أخرى تتبع لجهاز الأمن، ألقت القبض في الوقت ذاته على بعض أفراد الخلية التابعة لـ"داعش"، إثر ملاحقتهم داخل أحياء المدينة. 

إلى جانب ذلك، حصل "العربي الجديد" على معلومات من مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" تُفيد بأّن الجهاز الأمني التابع للهيئة اعتقل، ظهر الخميس، عضو "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" نجيب رحمون، المسؤول عن مكتب المرأة التابع للائتلاف ضمن مناطق المعارضة شمال غربي سورية، وذلك عقب مشاركه في مظاهرات الذكرى العاشرة للثورة السورية بالقرب من مدرج المشتل وسط مدينة إدلب.  

وفي حلب، أُصيب مدني بجروح بليغة، جراء قصف مدفعي لقوات النظام السوري المتمركزة شرقي حلب، طاول منازل المدنيين وسط بلدة غزوان غربي مدينة الباب شرقي محافظة حلب. كما درات اشتباكات متقطعة، مساء اليوم الخميس، بين "الجيش الوطني" المعارض من جهة، ومليشيا "قوات سورية الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، إثر محاولة الأخيرة التسلل إلى نقاط "الجيش الوطني" في منطقة عبله التابعة لناحية أخترين شمالي حلب. 

قذيفة على ولاية تركية من الأراضي السورية

من جهة أخرى، أكد مصدر خاص لـ"العربي الجديد" أن قذيفة صاروخية سقطت، مساء اليوم الخميس، في أحد الطرقات ضمن منطقة بيش إيفلار وسط ولاية كلس جنوبي تركيا، المتاخمة للحدود السورية، دون تسجيل أي إصابة تذكر في صفوف المدنيين، مُشيراً إلى أن مصدر القذيفة معسكرات "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، المتمركزة في بلدة مرعناز بالقرب من مدينة أعزاز شمالي محافظة حلب. 

وذكرت وزارة الدفاع التركية، في منشورات مقتضبة على صفحاتها الرسمية، فور الاستهداف: "سقطت الصواريخ التي تم تحديد إطلاقها من سورية على أرض خالية في كلس"، مضيفة: "لم يصب مواطنونا في الحادث ولم تكن هناك أضرار أو خسائر". 

وأكدت الوزارة أنه تم "إخطار الجانب الروسي بوقف إطلاق النار"، وهددت بأنه "تم وضع الأهداف المحددة تحت النار على الفور"، بالإضافة لرفع الجاهزية للقوات في محيط الاستهداف، كما نوهت الوزارة إلى أنها تتابع التطورات.  

وفي دير الزور شرقي سورية، توفيت طفلة لا تتجاوز من العمر العشر سنوات، جراء دهسها ضمن أحد الطرقات الرئيسية من قبل سيارة عسكرية تابعة لـ"قسد"، في قرية زغير جزيرة غربي مدينة دير الزور. 

وفي الحسكة، أكدت مصادر لـ"العربي الجديد" أنّ مليشيا "حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD) اعتقلت، اليوم الخميس، عبد الكريم حاجي خليل عضو "اللجنة المنطقية للحزب الديمقراطي الكردستاني" من أمام منزله في مدينة المالكية بريف الحسكة الشمالي الشرقي. ولفتت المصادر إلى أن خليل رجل مُسن ويعاني من عدة أمراض أبرزها القلب والغدة الدرقية. 

وفي سياق منفصل، أكد الناشط الإعلامي أحمد الشبلي، لـ"العربي الجديد"، أن قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن أدخلت اليوم الخميس قافلة أسلحة ومساعدات لوجستية قوامها 35 شاحنة قادمة من العراق، إلى قواعدها العسكرية المنتشرة في محافظة الحسكة شمال شرقي سورية، مُشيراً إلى أن شحنة الأسلحة دخلت الأراضي السورية عبر معبر الوليد الحدودي مع العراق.

المساهمون