سورية: رحيل زعيم الطائفة الإسماعيلية في العالم

05 فبراير 2025
الآغا خان الرابع، 2 أكتوبر 2019 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توفي الآغا خان الرابع، الأمير كريم الحسيني، الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية، في لشبونة عن عمر 88 عامًا، تاركًا إرثًا عميقًا في القيادة الروحية والتنمية المستدامة عبر شبكة "الآغا خان للتنمية".

- وُلد في جنيف عام 1936 وتخرج من جامعة هارفارد، وتولى الإمامة في سن العشرين، حيث أسس شبكة تنموية عالمية محايدة، ونال العديد من الأوسمة الدولية لجهوده في التعليم والصحة والحفاظ على التراث الإسلامي.

- يُعتبر الآغا خان رمزًا للقيادة الروحية والمجتمعية، حيث لعب دورًا محوريًا في العمل الإنساني، خاصة في سورية، مع تركيز على التنمية والتعليم، ويترقب أبناء الطائفة الإعلان عن خليفته.

توفي الآغا خان الرابع، أو من يُعرف بالأمير كريم الحسيني، وهو الإمام التاسع والأربعون للطائفة الإسماعيلية النزارية في سورية والعالم، يوم أمس الثلاثاء في مدينة لشبونة بالبرتغال عن عمر ناهز 88 عامًا، حيث يترقب أبناء الطائفة الإعلان الرسمي عن خليفته في وقت لاحق. ووُلد كريم الحسيني في 13 ديسمبر/كانون الأول عام 1936 في جنيف بسويسرا، لعائلة ذات إرث تاريخي عميق في قيادة الطائفة الإسماعيلية، وتلقى تعليمه في جامعة هارفارد وتخرج منها عام 1959.

وتسلم الحسيني الإمامة وهو في العشرين من عمره في 11 يوليو/تموز 1957، خلفًا لجده الآغا خان الثالث، ليكون القائد الروحي لأبناء الطائفة الإسماعيلية حول العالم. وأسس الحسيني ما عُرف بشبكة "الآغا خان للتنمية"، وهي واحدة من المؤسسات غير الحكومية الكبرى في العالم، وتقدم يد العون للمحتاجين إضافة إلى عملها في التنمية بحيادية دون تمييز ديني أو ثقافي، ونال العديد من الأوسمة والتكريمات الدولية تقديرًا لجهوده في التنمية المستدامة والحفاظ على التراث الإسلامي وتعزيز التعليم والصحة في البلدان الفقيرة.

وتزوج الحسيني مرتين، الأولى من البريطانية سالي كروكر بول سنة 1969، وأنجب منها ثلاثة أبناء، ثم تزوج من الألمانية غابرييلا زو لينينغن عام 1995، قبل أن ينفصلا عام 2011. وينظر أبناء الطائفة الإسماعيلية إلى منصب الآغا خان على أنه يجمع بين الزعامة الروحية والقيادة المجتمعية والدينية، فضلًا عن دور هذا المنصب في العمل الإنساني. ويترتب عليه عدد من المسؤوليات، أهمها القيادة الدينية، كونه يتولى منصب الإمام المباشر ويكون مصدر التوجيه الروحي والعقدي لأبناء الطائفة الإسماعيلية، فضلًا عن دوره في التنمية والتعليم عبر شبكة الآغا خان، كما تربطه علاقات قوية مع الحكومات والمنظمات الدولية، إضافة إلى عمله في الحفاظ على التراث الإسلامي.

وترك الحسيني بصمة في العمل الإنساني، خاصة في سورية خلال السنوات الماضية، حيث عملت شبكة الآغا خان على تقديم العديد من المشاريع الإنسانية في ريف حماة، فضلًا عن جهودها في مجالات التنمية والتعليم. كما يشار إلى أن النظام السوري المخلوع، ولا سيما في عهد حافظ الأسد، كان يقيم وزنا للآغا خان، ويشاركه بتسمية وزير من أبناء الطائفة الإسماعيلية في سورية، ضمن الحكومات المتعاقبة، وفق مصادر متقاطعة.

ونعت مؤسسة الآغا خان للتنمية الصحية في سورية، إضافة إلى مؤسسة الآغا خان في سورية، عبر "فيسبوك"، الآغا خان، حيث جاء في البيان: "يقدم قادة وموظفو شبكة الآغا خان للتنمية تعازيهم لعائلة سموه وللمجتمع الإسماعيلي في جميع أنحاء العالم"، كما نعاه المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة.

الإسماعيليون في سورية

تشير الأرقام إلى أن نسبة الإسماعيليين في سورية تقارب 1% من عدد السكان، بما لا يتجاوز 250 ألف نسمة. ويتمركزون في مدينة سلمية بريف حماة الشرقي، وهي المعقل الرئيسي لأبناء الطائفة في سورية، إضافة إلى مدينة مصياف في حماة، وبلدة القدموس ومنطقة نهر الخوابي في محافظة طرطوس. يُشار إلى أن السلطان العثماني عبد المجيد الأول سمح للعائلات الإسماعيلية بالانتقال إلى مدينة السلمية وإعادة إعمارها عام 1848.