يبدو أن تنظيم "الدولة الإسلامية" عازم على ترسيم دولة "الخلافة الإسلامية"، إذ بدأ يتضح أكثر أنه يوسع أطماعه باتجاه مدن ريف حلب الشمالي، ولا سيما مدينة أخترين التي تعدّ منطلقاً لبقية المناطق المعارضة له. كما تسيطر عليها "الجبهة الإسلامية" التي سبق لها أن طردت "داعش" من مدن وبلدات الغوطة الشرقية وجنوب دمشق.
يأتي ذلك بينما تشهد مناطق الريف الغربي لمدينة عين العرب (كوباني) هدوءاً حذراً، بعد معارك عنيفة على مدار الأيام القليلة الماضية، بين مقاتلي تنظيم "الدولة" و"وحدات حماية الشعب الكردية"، أسفرت عن سقوط 35 من مقاتلي "داعش" و14 من الفصائل الكردية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأكدت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد" أن تنظيم "داعش" يستقدم تعزيزات عسكرية إلى بلدة قبتان المتاخمة لمدينة أخترين، تمهيداً للسيطرة عليها.
وأوضحت المصادر المطلعة، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، أن "الوضع يسير لمصلحة مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية"، كاشفةً عن خلافات وحساسيات بين "الجبهة الإسلامية و"جبهة النصرة"، اللتين تسيطران على المدينة.
من جهته، وصف القيادي في "الجبهة الإسلامية" المكنى بأبي عبد السميع، الوضع بالجيد، متحدثاً عن خطة لمواجهة "داعش" تقضي بإلزام جميع الفصائل بعدد محدد من المقاتلين.
وأوضح أن "الخطة تقتضي بتموضع 300 عنصر من كل فصيل على جبهة أخترين". ولفت إلى أن "حصيلة قتلى تنظيم "الدولة الإسلامية" وصلت إلى 15 قتيلاً جراء المواجهات الدائرة".
وأفاد مراسل "العربي الجديد" أن سبب عزم التنظيم السيطرة على أخترين يأتي من كونها منطلقاً لأهم المدن الثائرة في ريف حلب الشمالي، وتحديداً مدن اعزاز ومارع وتل رفعت.
في غضون ذلك، انتشلت فرق الدفاع الوطني، اليوم الخميس خمس جثث من تحت الأنقاض، تعود لعائلة مؤلفة من أب وأم وثلاثة أطفال، جراء إلقاء برميل متفجر، أمس الأربعاء، على مبنى سكني في حي باب النيرب في مدينة حلب.
في هذه الأثناء، تصاعدت حدة التوتر بين عشائر الشعيطات وعناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" في ريف دير الزور الشرقي، والتي كانت قد بدأت على خلفية اعتقال التنظيم لأحد أبناء القرية وقتله من دون محاكمة، مما أدى إلى اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
وقال الناشط الإعلامي، المكنى بأبي إسلام، لـ العربي الجديد"، إن رتلاً عسكرياً مؤلفاً من دبابات وعربات مصفحة يتجه إلى قرية أبو حمام، بعد هجوم عشائر من الشعيطات على مقر للتنظيم في قرية الكشكية، وشنّ هجومٍ آخر على قرية أبو حمام.
وأوضح أبو إسلام أن حصيلة قتلى التنظيم وصلت إلى 12 شخصاً، في حين قتل خمسة من عشائر الشعيطات، التي تنحدر من قرى أبو حمام والغرانيج والبحرة والكشكية.
وفي دير الزور أيضاً، وزع تنظيم "الدولة الإسلامية" بياناً يحدد فيه شروط لباس النساء، محذراً من يخالف الشروط بـ"التعذير الشديد".
ومن أبرز الشروط، عدم كشف النساء المنقبات عن وجوههن، ولبس عباءة فضفاضة تخفي الثياب تحتها، على أن تكون غير مزينة بالخرز والبرق، وعدم لبس الأحذية ذات الكعب العالي.