سورية: جهود وقف الاشتباكات شرق الفرات تتواصل

28 يناير 2025
بقايا قذائف هاون وصواريخ، اللطامنة 27 فبراير 2021 (علي حاج سليمان/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تستمر المواجهات العسكرية بين "قوات سوريا الديمقراطية" والجيش الوطني المدعوم من تركيا في شمال شرق سوريا، مع جهود دبلوماسية لوقف إطلاق النار رغم الهجمات التركية المستمرة.

- يجري تنسيق بين "قسد" والإدارة السورية لتجنب الاقتتال، مع تبادل قوائم مطالب وتشكيل هيئة موحدة للأطراف الكردية لطرح مطالبهم في دمشق.

- الأوضاع الأمنية والإنسانية في جنوب سوريا تتدهور، مع انفجارات واعتقالات، وتوزيع بطاقات تعريف لعناصر الفصائل المحلية بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية.

قال قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي إن جهود الوساطة مستمرة لوقف المواجهات العسكرية في شمال شرق سورية بين "قسد" وبين قوات الجيش الوطني الحليف لتركيا. وأكد في لقاء موسع مع وكالة أنباء "هاوار" الكردية استمرار المواجهات "في منطقة قرقوزاق ومنطقة سد تشرين، في مخطط لمحاصرة عين العرب (كوباني) شمالي حلب"، وأضاف أن "قرار قواتنا في التصدي والمقاومة قرار حاسم، ولن نسمح بعبور أي مهاجم إلى شرق الفرات". ولا يزال التصعيد حاضراً في شمال شرق البلاد حيث نفذ سلاح الجو التركي غارات على مواقع لـ"قسد" بالقرب من جسر قرقوزاق شرقي حلب، كما قصفت "قسد" قرى بني عصيد وفرس الغنام والخرفان في شرق حلب.

وحول مسألة توصل المفاوضات لوقف إطلاق النار في المنطقة، اعتبر عبدي أن "الهجمات التركية والمجموعات المرتبطة بها المستمرة على مناطقنا تعد تناقضاً كبيراً مع مساعي النهوض بسورية، وتتعارض مع مساعي الاستقرار والبدء في الحوار والحوار السياسي"، وأضاف: "قدمنا العديد من الاقتراحات عبر وسطاء بينها أميركا لإيقاف الهجمات، والوصول إلى وقف إطلاق نار شامل"، مشيراً إلى أن "عملية التوسط للوصول إلى وقف إطلاق نار شامل مستمرة عبر العديد من الأطراف".

وأشار عبدي إلى أنهم "مستمرون في الإصرار على أن تسود لغة الحوار، لكن تركيا وما يُسمّى (الجيش الوطني) يصرون على الحرب"، وأن "الهجمات تناقض وتعيق المساعي الداخلية والدولية لحل الأزمة السورية، وعلى الإدارة الجديدة في سورية إبداء موقف حيال ما تتعرض له الأراضي السورية"، معتبراً أن تقديم الدعم والعمل لأجل سورية "مرهون ومشترط بتوقف الهجمات على مناطقنا"، وقال إن "الهجمات التركية تعطل جهود الاستقرار".

وحيال المفاوضات بين "قسد" والإدارة السورية في دمشق، قال عبدي: "قواتنا وقوات (هيئة تحرير الشام) على اتصال دائم وتنسيق، وعلى علم بالمخططات الرامية لدفعنا إلى الاقتتال، لكننا نؤكد أنها ستفشل"، وأضاف: "لا اشتباكات بين قواتنا وقوات هيئة تحرير الشام منذ بدء عملية ردع العدوان"، مشيراً إلى أن هناك "نقاطاً مشتركة بيننا والإدارة الجديدة في سورية وهي أننا متفقون حول مستقبل وطبيعة قوات سورية الديمقراطية ضمن الجيش السوري في المستقبل، ووحدة الأراضي السورية، ورفض التقسيم، وضرورة تفعيل الحوار والحل السياسي، وهناك نقاشات ومباحثات مستمرة تدور حول آلية وكيفية ومضمون تطبيق هذه النقاط، وتوقيت ترجمة هذه الأمور".

وكشف عبدي عن تسلم "قائمة مطالب من الإدارة الجديدة في سورية، وكذلك قدمنا للجهة ذاتها قائمة مطالب. وتلك المطالب قيد الدراسة والبحث، وسيتم لاحقاً الإعلان عنها"، وأضاف أن "العمل يجري على استكمال لقاءات الأطراف السياسية الكردية في إقليم شمال وشرق سورية لتشكيل هيئة موحدة باسم (روج آفا – شرق سورية) للذهاب إلى دمشق والمطالبة بحقوقهم"، موضحاً: "يجب أولاً أن يتفقوا على برنامج موحد، ومن ثم الذهاب إلى دمشق لطرح مطالباتهم على الإدارة". واستدرك عبدي بأن "تضارب وتناقض تصريحات المسؤولين بالإدارة الجديدة ناتج عن ضغوط داخلية وخارجية"، مؤكداً: "تنسيقنا المباشر مع القيادة العليا بشكل مباشر، ومع السيد أحمد الشرع".

مخلفات الحرب تحصد المزيد من الأرواح

وفي سياق آخر، أكدت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) مقتل امرأة وطفلة (ستة أعوام) وإصابة 10 مدنيين آخرين، سبعة أطفال وامرأتان ورجل إصابته خطرة، أغلبهم من عائلة واحدة إثر انفجار وقع في منزل سكني بحي سجنة في مدينة درعا، فجر اليوم الثلاثاء، وأضافت المنظمة أنه وفقاً للمعطيات الأولية فإن الانفجار ناجم عن ذخائر أو مخلفات حرب، وأدى الانفجار لأضرار في المنزل وانهيار جدران فيه. كما  قُتل الفتى جابر الصبرا وجرح شقيقاه إثر العبث بمخلفات الحرب في بلدة المزرعة الواقعة شمالي محافظة السويداء، جنوب سورية.

وفي جنوب البلاد أيضاً، بدأت غرفة عمليات الجنوب توزيع بطاقات تعريف لمعظم عناصر الفصائل المحلية في محافظة درعا، العاملة بالتنسيق مع وزارة الدفاع السورية، حيث تتضمن هذه البطاقات معلومات تفصيلية والبيانات الشخصية عن العنصر ورقم السلاح الذي بحوزته، بالإضافة لتسجيل جميع المركبات التي يملكها الفصيل على أن يتم تزويدها بلوحات رسمية باسم وزارة الدفاع في وقت لاحق. وأوضح مصدر من غرفة عمليات الجنوب لـ"العربي الجديد" أنه تم رفع قوائم بأسماء العناصر المنتمين إلى مختلف الفصائل المحلية الراغبة بالانضواء تحت إدارة العمليات في المحافظة ليصار إلى تعيينهم رسمياً وتنظيم عملهم.

ويأتي ذلك بعد أن ألقت مجموعات محلية في مدينة الصنمين شمالي درعا، القبض على القيادي في داعش عطا الشامي، وبحوزته كميات من الأسلحة أثناء نقلها من الصنمين إلى بلدة كفر شمس. وقامت المجموعة التي اعتقلت الشامي، الذي يُعتبر أمير تنظيم "داعش" في المنطقة والمتهم بكونه المسؤول الأول عن عمليات تفجير واغتيال طالت العديد من الأهالي، بتسليمه إلى قوات الأمن العام التابعة لإدارة العمليات.

وفي ريف دمشق، قالت منظمة الدفاع المدني إن خمسة عمال مدنيين لقوا مصرعهم، مساء أمس الاثنين، إثر اختناقهم داخل خزان معدني كبير يحوي مادة الديزل (مازوت)، بعد سقوط أحد العمال فيه أثناء عمله على تفقده، ومحاولة البقية إنقاذه، في مستودع للمحروقات بمخيم الوافدين بالقرب من مدينة دوما، وأضافت: "فرقنا انتشلت الوفيات من داخل الخزان ونقلتهم إلى مشفى مدينة دوما الذي أكد حالة الوفاة، ثم إلى مشفى المجتهد بمدينة دمشق".

المساهمون