سورية: توغل إسرائيلي بريف دمشق وقوات "أندوف" تتفقد قرية الحميدية

27 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 16:27 (توقيت القدس)
مركبة إسرائيلية تعبر إلى داخل الأراضي السورية، 15 ديسمبر 2025 (ماتي ميلستين/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي توغلاً إسرائيلياً واسعاً، تزامن مع تحليق مسيرات وتحركات هندسية قرب بئر عجم، دون توضيح للأسباب.
- وثقت قوات "أندوف" الأممية تدمير منازل مدنية في الحميدية، بينما عززت إسرائيل وجودها العسكري في القنيطرة، مصادرةً قطعان أغنام واستجوبت الرعاة حول الأسلحة والفصائل الإيرانية.
- تتبنى إسرائيل استراتيجية ثلاثية المحاور: استخبارية عبر الاستجواب، لوجستية بمصادرة الموارد، وهندسية بتعزيز نقاط المراقبة، وسط غياب رد رسمي سوري.

توغلت وحدات من جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، إلى أطراف بلدة بيت جن بريف دمشق الغربي، في عملية وصفتها مصادر محلية في البلدة بأنها "الأوسع خلال الأشهر الأخيرة". وأضافت المصادر لـ"العربي الجديد" أن التوغل، الذي لم تعرف أسبابه حتى الآن، رافقه تحليق لمسيرات الاحتلال في سماء المنطقة، كما لوحظت تحركات غير مسبوقة للآليات الهندسية الإسرائيلية قرب بلدة بئر عجم في محافظة القنيطرة، جنوبي سورية.

ووفقاً للناشط عمر الفويران، من بلدة الحميدية في ريف القنيطرة الشمالي، قامت قوات مراقبة فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة "أندوف"، الجمعة، بإجراء جولة تفقدية في البلدة، وأضاف الفويران لـ"العربي الجديد" أن المراقبين الدوليين وثقوا خلال جولتهم آثار عملية تدمير منازل مدنية عمدت إليها القوات الإسرائيلية في 17 يونيو/حزيران الجاري.

وكانت قوة عسكرية إسرائيلية توجهت، صباح أمس الخميس، من الجولان المحتل نحو النقطة الطبية في قرية الحميدية، التي أُخليت من كوادرها قبل 48 ساعة، وضمت القوة سيارتين عسكريتين وخمس مركبات مدنية إضافة إلى صهريج مازوت. كما نشرت قوات الاحتلال تعزيزات عسكرية عند أطراف بلدة بئر عجم في الريف الأوسط للقنيطرة، حيث شوهدت آليات حفر متطورة وناقلة جند مدرعة قرب برج المراقبة الحراجي.  

كما توغلت قوات إسرائيلية، الخميس، قرب قرية طرنجة في الريف الشمالي للقنيطرة، وصادرت قطعان أغنام تابعة للمربين المحليين، بينما استجوب الجنود الرعاة حول امتلاك أسلحة أو وجود فصائل تابعة لإيران في المنطقة. وأفاد الصحافي والناشط المدني علي الحسين، المهتم بأخبار الجنوب السوري، في حديث مع "العربي الجديد" بأن المعطيات تشير إلى تبني جيش الاحتلال الإسرائيلي لاستراتيجية ثلاثية المحاور خلال هذه العمليات.

وأول هذه المحاور بحسب الحسين: استخباري، من خلال الاستجواب المباشر للرعاة في طرنجة وتفقد المنشآت الطبية. والثاني: لوجستي، عبر مصادرة الموارد الحيوية كقطعان الماشية ونقل صهاريج الوقود. والثالث: هندسي، من خلال تعزيز نقاط الوجود العسكري وتركيب معدات مراقبة متطورة. ويستهجن الحسين أنه، وبالرغم من حجم التحركات، لم تصدر أي بيانات رسمية من الحكومة السورية أو القيادة العسكرية، حول طبيعة الأهداف الإسرائيلية من وراء هذه التوغلات المتكررة.

وتُظهر الأحداث الأخيرة في القنيطرة، اتساع نطاق العمليات الإسرائيلية لتشمل أهدافاً غير عسكرية بوضوح، كالمنشآت الطبية والثروة الحيوانية، بينما تواصل قوات الأمم المتحدة توثيق الانتهاكات عبر آلية مراقبة تظل عاجزة عن تحقيق الردع المطلوب.