استمع إلى الملخص
- تعرض مقام "إخوان الصفاء وخلان الوفاء" في جبل المشهد العالي لاعتداء من عصابات فلول النظام، مما أثار توتراً بين الأهالي والأمن، ودفع الأهالي للتظاهر.
- في ريف طرطوس، قُتل أربعة أشخاص في قرية الخراب على يد مسلحين مجهولين، وبدأت قوى الأمن العام عملية بحث عن الجناة.
أعلنت وزارة الداخلية السورية، اليوم الخميس، إلقاء القبض على عدد من عناصر فلول نظام الأسد ومصادرة أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم في قرية عين شمس بمنطقة مصياف في ريف محافظة حماة وسط سورية، بحسب ما نشرته على صفحتها الرسمية على فيسبوك. وقال المسؤول الأمني لمنطقة مصياف في الأمن العام أحمد العلي إن الأمن العام تلقى عدة بلاغات عن وجود مطلوبين وبقايا من فلول النظام المخلوع في قرية عين شمس بريف مصياف، وعلى أثرها، تحركت الدوريات في المنطقة لمتابعة الأهداف. وأضاف أنه "خلال تنفيذ العملية، اندلعت اشتباكات متفرقة أدت إلى إصابة مجموعة من عناصر الأمن العام، وتمكنت دورياتنا من إلقاء القبض على عدد من المطلوبين، إلى جانب مصادرة أسلحة وذخائر وصواريخ كانت بحوزتهم".
وعلم "العربي الجديد" من مصادر في المنطقة أن هناك محاولة لزعزعة الأمن في منطقة مصياف وريفها، لا سيما أن المنطقة تتميز بتركيبة طائفية معقدة، وتنتمي غالبية أهلها إلى الطائفة الإسماعيلية. وبحسب المصادر، حاولت فلول تابعة للنظام أكثر من مرة إثارة الفتنة، وتسعى بشكل دائم إلى خلق توتر بين الأجهزة الأمنية والطائفة الإسماعيلية.
وأكدت المصادر أنه في حادثة عين شمس، اعتقلت الأجهزة الأمنية بعض الأشخاص، لكنها أطلقت سراحهم بعد التحقيق معهم. وأضافت المصادر أن الحادثة جرت في جبل المشهد العالي حيث يوجد مقام "إخوان الصفاء وخلان الوفاء" التابع للطائفة الإسماعيلية، حيث اعتدت مجموعة من العصابات المنتمية إلى فلول نظام الأسد على المقام الذي يحتوي على صندوق تبرعات، وأطلقت النار عليه من دون التمكن من فتحه، وذلك بعد اقتحام المقام، مع بث شائعات تفيد بأن عناصر من الأمن العام يخرّبون المقام.
وبيّنت المصادر أن الأهالي اعتقدوا أن هناك اعتداءً من قبل الأمن العام بالفعل، ما دفعهم إلى التظاهر. وحاول الأمن العام تفريق التجمعات، وأشار المصدر إلى أن أحد عناصر الأمن العام أطلق النار في الهواء عقب تجمع الأهالي احتجاجاً على الاعتداء على المقامات. وذكرت المصادر أن الاعتداء كان بدافع السرقة، حيث جرى خلع الباب، وإطلاق النار على الصندوق في محاولة لفتحه.
واستبعدت المصادر الشائعات المتداولة، ومنها الرواية الخاصة بالمرصد السوري لحقوق الإنسان التي قال فيها إن مواطنين استنكروا حادثة الاعتداء على مقام "إخوان الصفاء وخلان الوفاء" في جبل المشهد العالي بمصياف، بعد اقتحامه من قبل الأجهزة الأمنية.
أربعة قتلى في ريف طرطوس
وفي سياق منفصل، قُتل أربعة أشخاص في قرية الخراب بريف محافظة طرطوس، غربي سورية، مساء الخميس. وتقع القرية على الطريق الواصل بين مدينتي طرطوس وبانياس، وكان الضحايا الأربعة في محل بقالة واستُهدفوا من قبل مسلحين مجهولين يستقلون سيارتين، وفق ما أكد الإعلامي عبد الله الجبلاوي لـ"العربي الجديد". وذكر الجبلاوي أن الجناة كانوا يستقلون سيارتين، الأولى سيارة دفع رباعي والثانية سيارة "فان" مغلقة، ولاذوا بالفرار بعد إطلاقهم النار، لافتاً إلى أن قوى الأمن العام في المنطقة بدأت عملية بحث عن مرتكبي الجريمة.
من جهتها، نقلت منصة "تأكد" عن "مصادر موثوقة" تأكيدها أن الجريمة وقعت حوالي الساعة السابعة من مساء اليوم عندما أقدم مسلحون يستقلون سيارتين على اقتحام بقالة في القرية الواقعة بريف مدينة بانياس بالقرب من شاليهات عروس البحر، حيث قاموا بإطلاق النار على الموجودين داخل المحل، ما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص على الفور، قبل أن يفر المسلحون باتجاه مدينة بانياس عبر الطريق الرئيسي وأطلقوا النار في الهواء.
ووفق المنصة، فإن من بين الضحايا شخص مُقعد يدعى بشار قليح، والضحية الثانية حبيب زاهر، عسكري أجرى تسوية بعد سقوط النظام، والضحية الثالثة طارق علي، مدني متخلف عن الخدمة الاحتياطية منذ مدة طويلة، والضحية الرابعة عمر أبو دان، مدني من ريف إدلب ويعمل لدى صاحب البقالة. وأضافت نقلاً عن شهود عيان قولهم إن السيارة التي رصدتها كاميرات المراقبة المثبتة خارج المحل قد تجولت في المنطقة خلال اليومين الماضيين، وكانت تبحث عن شخص يدعى سامر علي، شقيق طارق علي، أحد الضحايا.