منح الجيش التركي، اليوم الإثنين، مهلة إلى "هيئة تحرير الشام" للانسحاب من محيط مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، بعد تعرض محيط قاعدة تركية للاستهداف بالقرب من بلدة كفر جنة، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون".
وذكرت مصادر عسكرية عاملة في "الجيش الوطني السوري" في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "هيئة تحرير الشام سيطرت على قرى وبلدات خرابة شران، وناحية شران، ودير صوان، وقسطل جندو، وأناب، والخالدية، ومريمين"، وذلك بعد هجوم نفذته الهيئة بالأسلحة الثقيلة والدبابات على مواقع الفيلق الثالث التابع للجيش الوطني.
وأشارت المصادر، التي فضّلت عدم ذكر اسمها، إلى أن "هيئة تحرير الشام دخلت إلى أجزاء من بلدة كفر جنة، معقل الفيلق الثالث، وانسحبت منها بعد نصف ساعة من الدخول إليها، نتيجة تكبدها خسائر في العتاد والأرواح"، مؤكدةً أن القائد العام لـ"جيش الإسلام" عصام بويضاني أُصيب بجروح طفيفة خلال المواجهات مع الهيئة في محيط بلدة كفر جنة، الواقعة ضمن ما يُعرف بمنطقة "غصن الزيتون"، شمالي حلب، شمال سورية.
وشددت المصادر ذاتها على أن "الجيش التركي أعطى مهلة لهيئة تحرير الشام للانسحاب من المنطقة التي تدور فيها الاشتباكات حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم الإثنين"، مرجحاً أن يكون "تدخل الجيش التركي لوقف الاشتباكات بعد سقوط عدة قذائف مدفعية وهاون في محيط النقطة التركية القريبة من بلدة كفر جنة".
وبينت أن "حدة الاشتباكات انخفضت بعد تدخل الجيش التركي في المنطقة وقطع الطريق للفصل بين الطرفين، وسط جلسة تفاوضية تجري في هذه الآونة في مدينة عفرين بين قادة من الفيلق الثالث وآخرين من هيئة تحرير الشام للوصول إلى حل ينهي القتال بين الطرفين".
وتوفي طفل نتيجة تجدد الاشتباكات بين الجانبين، حيث قال مصدر محلي لـ"العربي الجديد"، رفض الكشف عن اسمه لأسباب أمنية، إن الطفل محمد وسيم أيوب قضى مساء اليوم الإثنين في بلدة قطمة القريبة من مدينة إعزاز، إثر اشتباكات عنيفة دارت بين "هيئة تحرير الشام" و"الفيلق الثالث" في محاولة من الهيئة للسيطرة على بلدة كفر جنة، معقل الفيلق وخط الدفاع عن مدينة إعزاز.
وأكد المصدر أن مئات المتظاهرين توجهوا مساء اليوم إلى معبر "باب السلامة" بريف حلب الشمالي، ودخلوا إلى البوابة التركية، واحتجوا أمامها، مطالبين الجيش التركي بالتدخل ومنع "هيئة تحرير الشام" من الدخول إلى المنطقة، مشيراً إلى أن "المحتجين لا يزالون أمام البوابة التركية، ولن يخرجوا من المعبر حتى تحقيق مطالبهم بإبعاد الهيئة عن المنطقة".
وسجل فريق "منسقو استجابة سورية" في بيانٍ له، اليوم، استهداف أكثر من أربعة مخيمات في محيط مدينتي إعزاز وعفرين، شمالي حلب، نتيجة الاشتباكات الدائرة بين الفصائل العسكرية، ما تسبب بإصابات بين المدنيين، بينهم نساء وأطفال.
وناشد الفريق الفرق الطبية والإنقاذ لدخول المخيمات التي تحوي إصابات والعمل على إخلائها إلى النقاط الطبية بشكل عاجل، مطالباً كافة الجهات بالعمل على إيقاف الاشتباكات بشكل فوري والسماح للمدنيين بالخروج من المنطقة وتأمين طرق آمنة لهم.
وحذر "منسقو استجابة سورية" من استهداف المدنيين أو المخيمات مرة أخرى، محملاً كافة الأطراف المسؤولية الكاملة عن الأزمة الإنسانية الحاصلة في تلك المخيمات.