اتفاق بين الأمن العام السوري والفيلق الثامن يقضي بسحب سلاح الأخير شرقي درعا
استمع إلى الملخص
- استجابت قوى الأمن العام بتعزيزات كبيرة، وتم التوصل لاتفاق لسحب السلاح وتسليم المطلوبين، مع انتشار دوريات الأمن العام.
- تزامنت الأحداث مع اندماج جزء من اللواء الثامن في إدارة الأمن العام، وتسليم العديد من العناصر أنفسهم وسلاحهم، وسط مفاوضات لتسليم السلاح دون اللجوء للقوة.
توجهت تعزيزات عسكرية كبيرة من قوى الأمن العام، اليوم الجمعة، إلى مدينة بصرى الشام وعدد من القرى المحيطة في الريف الشرقي لمحافظة درعا، وذلك على خلفية الاشتباكات التي حصلت مساء أمس بين فصائل تنتمي للواء الثامن الذي يتزعمه أحمد العودة وبعض القادة العسكريين الذين كانوا ينتمون للواء الثامن والتحقوا مؤخراً بوزارة الدفاع السورية، إذ قامت قوات العودة باعتقال القيادي باسل الدروبي، الذي ينتمي لوزارة الدفاع بعدما أطلقت النار عليه وأصابته بعدة طلقات أثناء وجوده بسيارته الخاصة برفقة زوجته وأطفاله.
وعلم "العربي الجديد"، أن إدارة الأمن العام التابعة لوزارة الداخلية السورية توصلت اليوم الجمعة لاتفاق مع اللواء الثامن يقضي بسحب السلاح الخفيف والثقيل من معقل اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام شرقي درعا. وقال الناشط الإعلامي في درعا أبو محمد الحوراني لـ"العربي الجديد" إن الاتفاق تضمن أيضاً تسليم المطلوبين الذين أطلقوا النار على القيادي "بلال الدروبي" يوم أمس، مضيفاً أن الأمن العام بدء باستلام سلاح عناصر اللواء الثامن سابقاً من مختلف مدن وبلدات محافظة درعا. وتزامن الاتفاق مع انتشار دوريات لقوات الأمن العام في محافظة درعا، وبشكل خاص داخل مدينة بصرى الشام، لمنع حصول أي تجاوزات. وسبق أن عُقدت عدّة اجتماعات خلال الفترة القليلة الماضية، بين قادة من اللواء الثامن، ووزير الدفاع السوري، وأسفرت عن اندماج جزء من اللواء الثامن ضمن تشكيلات إدارة الأمن العام. كما دخل في منتصف شهر مارس/آذار الماضي رتل للأمن العام إلى بصرى الشام، وتم خلال ذلك الاتفاق والتنسيق لافتتاح قسم للأمن العام في المدينة.
وانتشرت أنباء توجه قوافل الأمن العام قبل وصولها بساعات على وسائل التواصل الاجتماعي، وساد جو من الخوف بين السكان تحسباً لوقوع صدام مسلح بين هذه القوافل، والمعارضين لها، فيما وصلت قافلتان من عناصر القوى الأمنية وسيطرت على حاجز يتبع للواء الثامن في بلدة صيدا بريف درعا الشرقي، وقامت بسحب السلاح من العناصر الموجودين على الحاجز وطردهم، في الوقت الذي كانت فيه مساجد البلدة تدعو العناصر التابعين للواء الثامن بتسليم سلاحهم للقوى الأمنية قبل وصول الحملة الأمنية والقيام بالمداهمات.
مصادر خاصة أكدت لـ"العربي الجديد" أن قوات الأمن العام تمركزت في البلدات المحيطة بمدينة بصرى الشام التي تُعتبر المعقل الأهم للواء الثامن، بعدما سيطرت على الحاجز الرباعي بقرية المسيفرة، والذي يُعتبر من أهم الحواجز التي تتبع للواء الثامن. وذكرت المصادر أن قوات الأمن نفذت حملة اعتقالات في بلدة الجيزة لعناصر من اللواء، في حين سارع العديد من العناصر في بلدات صيدا والحراك بتسليم أنفسهم وسلاحهم لقوات الأمن العام التي دخلت هذه البلدات منذ وقت قصير.
وكان عدد من عناصر اللواء الثامن قد التحق في وقت سابق بالجيش السوري وقوى الأمن، وذلك بعد اتفاق على اندماج الفصائل المسلحة في درعا ومنها اللواء الثامن مع وزارة الدفاع ووزارة الداخلية.
مصدر خاص في الريف الشرقي لمحافظة درعا فضل عدم ذكر اسمه، قال لـ"العربي الجديد" إن مفاوضات حثيثة عقدت مع وجهاء وضباط وأفراد نافذين في المنطقة لتسليم السلاح وعدم الاحتكام للقوة، وذلك في مدينة بصرى الشام، والسهوة، المسيفرة، والجيزة، فيما سلمت مجموعات كاملة عتادها دون معارضة.
يُذكر أن أحمد العودة قائد اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس الذي شكلته روسيا زمن النظام البائد، كان القوة الأهم والأكثر سيطرة في محافظة درعا، وأول الواصلين إلى العاصمة دمشق بعد سقوط نظام الأسد، ويُذكر أيضاً أن أحمد العودة كان من أول المهنئين للقيادة الجديدة وقد التقى مع الرئيس السوري أحمد الشرع أكثر من مرة.