سمحت قوات النظام السوري لأهالي بلدة أم باطنة بريف القنيطرة الأوسط، جنوبي سورية، بالعودة إلى منازلهم، بعد مفاوضات مع وجهاء ممثلين عن المنطقة الجنوبية جرت عصر السبت.
وقالت مصادر في المنطقة الجنوبية، لـ "العربي الجديد"، إنّ مآذن بلدة أم باطنة طلبت من الأهالي العودة بعد نزوحهم من البلدة، صباح السبت، إثر قصف قوات النظام لها بقذائف "هاون" والدبابات، بعد هجوم مسلحين مجهولين، ليلة الجمعة – السبت، على نقطة تابعة لـ "حزب الله" اللبناني، في محور تل الكروم القريب من البلدة.
وأشارت المصادر إلى أنّ الأمور تتجه نحو الحل، بعد أن نزح مئات السكان عن منازلهم، كما أفرجت قوات النظام السوري عن نساء كانت قد اعتقلتهن من البلدة عقب النزوح.
وبحسب المصادر، عقد، عصر السبت، اجتماع ضم وجهاء من أرياف دمشق ودرعا والقنيطرة مع مسؤولي النظام السوري لوقف التصعيد الأخير في القنيطرة، دون معرفة مضمون ما صدر عن الاجتماع سوى عودة النازحين.
من جانب آخر، نقلت إذاعة "شام إف أم"، الموالية للنظام السوري، عن مصدر مسؤول في النظام، أنّ الاجتماع بحث ترحيل 10 مسلحين مطلوبين من بلدة أم باطنة باتجاه الشمال ممن شنوا الهجوم، إضافة لبحث تسوية أوضاع متخلّفين عن الخدمتين الإلزامية والاحتياطية من البلدة. وأضافت أنّ جولات جديدة من الاجتماعات ستعقد خلال الساعات المقبلة.
وكانت مصادر في درعا قد ذكرت، صباح السبت، أنّ مسلحين مجهولين هاجموا، في وقت متأخر من مساء الجمعة، بالأسلحة الرشاشة حاجزاً عسكرياً لقوات النظام قرب بلدة أم باطنة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى بصفوف عناصر الحاجز.
وأضاف أنّ اشتباكات عنيفة حدثت أيضاً على الحاجز القريب من تل الكروم، الملاصق لبلدة أم باطنة، الذي يوجد بداخله عناصر من "حزب الله" اللبناني، والتي قامت بقصف البلدة بعدد من قذائف "هاون"، ما أسفر عن سقوط جرحى في صفوف المدنيين.
وإثر الهجوم أعطت قوات النظام مهلة لأهالي بلدة أم باطنة حتى الساعة الثانية من ظهر السبت، لإخلاء البلدة وتهجير أهلها، أو تقتحم قوات النظام البلدة بالقوّة، وتعاود القصف عليها مجدداً.
في سياق آخر، قتل عنصران من "الأمن العسكري" التابع لقوات النظام، وجرح آخر إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليهم في بلدة صيدا شرقي درعا جنوبي سورية، بحسب ما ذكر "تجمع أحرار حوران".
وأصدر "مكتب توثيق الشهداء" في درعا تقريراً، السبت، وثق خلاله مقتل 26 من أبناء المحافظة خلال شهر إبريل/ نيسان المنصرم. وقال المكتب إنّ من بين القتلى 5 أطفال، 3 منهم قتلوا نتيجة انفجار مخلفات المعارك والقصف، في حين قتل 18 شخصاً في عمليات اغتيال واستهداف مباشر بالرصاص وإعدام ميداني.
كذلك وثّق المكتب مقتل 3 أشخاص من أبناء درعا تحت التعذيب في سجون قوات النظام السوري خلال الشهر الفائت، في حين أشار إلى اعتقال ما لا يقل عن 17 شخصاً تم إطلاق سراح 3 منهم خلال شهر نيسان، بحسب ذات المصدر.