سورية: إعادة هيكلة المنظومة الأمنية في السويداء
استمع إلى الملخص
- التقى محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، بوجهاء العشائر لمناقشة سبل دعم الاستقرار وتأمين احتياجات السكان، مؤكداً على أهمية تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.
- شهدت دمشق اجتماعاً ثلاثياً لتوقيع "خريطة طريق" لحل أزمة السويداء، تركز على محاسبة المعتدين، وضمان تدفق المساعدات، وتعويض المتضررين، مع التأكيد على وحدة سورية وأمنها.
أعلن قائد الأمن الداخلي في محافظة السويداء جنوبيّ سورية، العميد حسام الطحان، مساء الثلاثاء، أنّه "تم اتخاذ قرار بإعادة هيكلة الأمن العام في السويداء وتعيين معاونين"، مؤكداً أنّ المحافظة "تشهد بداية انطلاقة جديدة لحل ملفها". وأوضح الطحان، في تصريح نقلته قناة "الإخبارية السورية"، أنّ "مشاركة أبناء السويداء في مواقع القيادة تسهم في إعادة السكان إلى القرى التي نزحوا منها"، مشيراً إلى وجود "تواصل مع المؤسسات الخدمية لإدخال المواد الغذائية والمحروقات بهدف إعادة الحياة للمحافظة".
وكانت مصادر داخل قوى الأمن الداخلي السوري قد أكدت لـ"العربي الجديد"، مطلع سبتمبر/ أيلول الجاري، صدور قرار غير معلن بعد، بتعيين العميد حسام مأمون الطحان مديراً للأمن الداخلي في السويداء خلفاً للعميد أحمد هيثم الدالاتي، الذي انتقل لتولي إدارة الأمن الداخلي في ريف دمشق.
في السياق ذاته، التقى محافظ السويداء، الدكتور مصطفى البكور، وجهاء وأعيان عشائر المحافظة في قرية رخم، للاستماع إلى مطالبهم وطرح معوقات المرحلة وسبل معالجتها. ووفق ما ذكرته محافظة السويداء، فإن اللقاء تناول أيضاً "سبل مساعدة أهالي الريف الشمالي الشرقي وتأمين متطلبات العودة إلى قراهم، إضافة إلى دعم الاستقرار في هذه المناطق وتوفير احتياجات السكان من الخبز والمياه عبر المنظمات الإنسانية، وتوجيه الدعم إلى مختلف شرائح المجتمع".
وأكد البكور دعمه لكل ما يسهم في "تعزيز الاستقرار بالمحافظة"، مشدداً على سعي الدولة إلى "حل الأزمة وتقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف"، كما ناقش مع موظفي الدولة آلية تسليم رواتبهم الشهرية.
وكان قائد تجمع "أحرار جبل العرب"، سليمان عبد الباقي، المتحدر من محافظة السويداء، قد أعلن مساء الاثنين، أنّ وزير الداخلية السوري أنس خطاب، أوكل إليه إدارة الملف الأمني في المحافظة، في خطوة تأتي بعد سلسلة تطورات أمنية وسياسية شهدتها المنطقة. وبدوره قال خطاب، في منشور عبر منصة "إكس"، إنّ "التعيينات الجديدة في السويداء جاءت بمشاركة فاعلة من أبناء المحافظة ومن مختلف المكونات، ضمن إطار خطة شاملة لإعادة هيكلة المنظومة الأمنية والشرطية وفق ما تتطلبه المرحلة، وبداية لمسار أكثر استقراراً في المحافظة".
وشهدت العاصمة دمشق، الثلاثاء، اجتماعاً ثلاثياً ضم وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، والمبعوث الخاص إلى سورية، توماس برّاك، وأسفر عن توقيع "خريطة طريق لحل الأزمة في السويداء واستقرار الجنوب السوري".
وأكد المسؤولون الثلاثة، في مؤتمر صحافي مشترك، "ضرورة تجاوز أحداث السويداء الأخيرة عبر خريطة طريق مشتركة، تقوم على محاسبة المعتدين، وضمان تدفق المساعدات، وتعويض المتضررين، وتهيئة الظروف لعودة الحياة الطبيعية، مع التشديد على وحدة سورية وأمنها واستقرارها". وقال الشيباني إن "محافظة السويداء شهدت أحداثاً أليمة تركت أثرها في قلب كل بيت سوري، فالألم السوري واحد"، مضيفاً: "كما علمتنا التجارب، لا علاج للجراح إلا بعودتنا نحن السوريين لنجلس معاً، ونضمد جراحنا بأيدينا، ونفتح صفحة جديدة قوامها الوحدة والمصالحة والمصير المشترك".