استمع إلى الملخص
- شهدت شمال شرق سوريا تصعيداً عسكرياً مع استهداف الطيران التركي مواقع لقوات سوريا الديمقراطية، بينما أعلنت "قسد" عن تفكيك خلية لداعش في الرقة.
- أفرجت إدارة الأمن في حمص عن موقوفين لم يثبت تورطهم في جرائم، وسط هدوء نسبي بعد توترات أمنية وحملات بحث عن مطلوبين.
التقى وزير الدفاع السوري اللواء مرهف أبو قصرة، اليوم الخميس، وفداً من قوات فض الاشتباك التابعة للأمم المتحدة (أندوف) التي تتولى مهمة مراقبة اتفاق فض الاشتباك بين سورية والاحتلال الإسرائيلي في الجولان المحتل، وتناول اللقاء آخر التطورات الميدانية وأطر التنسيق بين الطرفين لضمان تنفيذ مهام فض الاشتباك والحفاظ على الاستقرار في المنطقة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع.
ويأتي اللقاء بين الطرفين على خلفية خرق الاحتلال الإسرائيلي لاتفاقية فض الاشتباك وتوغله في المنطقة السورية العازلة وجبل الشيخ، بالإضافة لشنه عدة هجمات على بنى تحتية ومواقع عسكرية سورية، مستغلاً الإطاحة بنظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024. كما أعلنت إسرائيل انهيار اتفاقية فض الاشتباك في هضبة الجولان، التي تحتل معظم مساحتها منذ عام 1967، في خطوة نددت بها الأمم المتحدة ودول عربية.
الشرع يستقبل وفداً قبرصياً
وفي سياق آخر، استقبل الرئيس السوري أحمد الشرع وفداً من جمهورية قبرص برئاسة وزير الخارجية كونستاندينوس كومبوس في العاصمة دمشق، اليوم الخميس، وبحث الطرفان العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيز التعاون في العديد من المجالات المختلفة، إضافة إلى قضايا إقليمية مشتركة، وفق ما أعلنت الرئاسة السورية في حسابها على منصة تليغرام.
وشهدت العلاقات بين قبرص وسورية توتراً خلال فترة حكم بشار الأسد، ومع ذلك كانت قبرص قد دعت مع دول أوروبية، هي إيطاليا والنمسا وكرواتيا والتشيك واليونان وسلوفاكيا، إلى إعادة النظر في استراتيجيات وعلاقات الاتحاد الأوروبي مع نظام الأسد، حيث أعربت هذه الدول عن استعدادها لفتح قنوات تواصل مع النظام في رسالة موجهة إلى جوزيب بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، في يوليو/تموز 2024.
وعلى صعيد العمليات الأمنية تمكنت قوى الأمن الداخلي في منطقة تلكلخ بريف محافظة حمص الغربي، وسط البلاد، من القبض على المدعو "سام العلي" المتهم بالمشاركة في إلقاء البراميل المتفجرة من الطيران المروحي قبل سقوط نظام بشار الأسد، وذلك خلال محاولته الفرار إلى لبنان. وكانت وزارة الداخلية السورية أعلنت، أمس الأربعاء، إلقاء القبض على المدعو حسين ياسين الملحم، وهو أحد السجانين في فرع فلسطين (الفرع 235)، وذلك في إطار عملية ملاحقة المتورطين في الجرائم والانتهاكات بحق الشعب السوري لضمان تحقيق العدالة، وفق ما أكدت الوزارة في بيانها.
شمال شرق سورية
وشهدت مناطق شمال شرق سورية تصعيداً عسكرياً، اليوم الخميس، حيث استهدف الطيران الحربي التركي مواقع لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) في منطقة عين العرب بريف محافظة حلب الشرقي، شمالي سورية. وفي المقابل، أوضحت "قسد" عبر المركز الإعلامي التابع لها، أن الطيران الحربي التركي شن سلسلة من الغارات الجوية على محيط سد تشرين، بالتزامن مع قصف بالمدفعية الثقيلة طاول القرى المحيطة بالسد، مما أسفر عن أضرار مادية فقط، كما أضاف البيان أن مقاتليها أسقطوا طائرتين مسيرتين للجيش التركي في محيط السد. من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الانسان إن عنصراً من "قسد" قُتل وأصيب 12 آخرين جراء قصف الطيران الحربي التركي.
وفي سياق آخر، أعلنت "قسد" في بيان، اليوم الخميس، أن فرق العمليات العسكرية التابعة لها فككت، أمس الأربعاء، خلية لتنظيم "داعش" بمدينة الرقة في عملية أمنية جاءت بعد جمع معلومات استخباراتية شاملة عن نشاطها وألقت القبض على ثلاثة من أعضاء الخلية. ووفق البيان، فإن أعضاء الخلية نفذوا عدة عمليات إرهابية استهدفت قوى الأمن الداخلي التابعة لـ"قسد" إضافة إلى المدنيين.
الإفراج عن موقوفين في سجن حمص
وفي مدينة حمص وسط سورية، أفرجت إدارة الأمن العام، الخميس، عن عدد من الموقوفين في سجن حمص المركزي ممن لم يثبت تورطهم في ارتكاب جرائم أو انتهاكات بحق الشعب السوري خلال فترة حكم نظام بشار الأسد. وأفادت مصادر خاصة "العربي الجديد" بأن المفرج عنهم كانوا اعتقلوا خلال الحملة الأمنية الأخيرة التي نفّذها الأمن العام بحثاً عن مطلوبين في أحياء الزهراء ووادي الذهب وعكرمة والعباسية والنزهة والسبيل داخل المدينة.
وأوضحت المصادر أن هؤلاء الموقوفين لم يخضعوا لعمليات التسوية التي أعلن عنها الأمن العام قبل الحملة، مشيرة إلى أنه بعد التحقيق، لم تُثبت عليهم أي تهم تتعلق بحمل السلاح أو التورط في أعمال عنف. وأضافت المصادر أن من بين المفرج عنهم اليوم ضباط وعناصر سابقون في جيش النظام، مشيرة إلى أن العدد بلغ 25 عنصراً. وأشارت المصادر إلى أن مدينة حمص تشهد حالياً حالة من الهدوء بعد التوترات الأخيرة، وسط محاولات لإثارة فتنة طائفية، كانت آخرها حادثة تكسير صلبان في مقبرة تابعة لأهالي قرية زيدل ذات الغالبية المسيحية قرب حمص، وتبين لاحقاً أن منفذي عملية التخريب هم أطفال من البلدة نفسها، وأن الفيديو الذي انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي كان بغرض التحريض قبل أن يعالَج الأمر ويُحتوى.
في السياق، شهدت مدينة حمص ومناطق في ريفها الغربي والشمالي توترات أمنية مرتبطة بحملات نفّذها الأمن العام بحثاً عن مطلوبين. وكان آخر هذه التوترات في بلدة فاحل قبل أيام عقب استهداف حاجز للأمن العام من قبل مسلحين، ما أسفر عن مقتل عنصر وإصابة آخر. وفي يناير/ كانون الثاني 2025، شهدت البلدة عمليات قتل واعتقال شملت أشخاصاً، بينهم ضباط في جيش النظام، على يد جماعات مسلحة، كما جرى اعتقال 58 شخصاً آخرين. وأدانت الإدارة السورية الجديدة هذه الهجمات، نافية أي صلة لها بالجماعات المنفذة، وتعهدت بمحاسبة المتورطين. وتقع البلدة على بعد 45 كم عن مدينة حمص، ويبلغ عدد سكانها نحو 5 آلاف و775 نسمة وفق إحصاء عام 2004.