سورية: "قسد" تفرج عن معلمين معتقلين في سجونها بريف الحسكة

سورية: "قسد" تفرج عن معلمين معتقلين في سجونها بريف الحسكة

14 فبراير 2021
كانت "قسد" قد اعتقلت المدرسين بتهمة إعطاء دروس لطلاب وفق مناهج حكومة النظام (فرانس برس)
+ الخط -

قتل عنصران من "قوات سورية الديمقراطية"، "قسد" وأصيب خمسة آخرون مساء أمس بهجوم جديد من مجهولين على مليشيات "قسد" بريف دير الزور، في حين أفرجت المليشيا عن ثمانية معلمين كانت قد اعتقلتهم سابقاً في بلدة عامودا بريف الحسكة.

وقالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن مجهولين استهدفوا بقذيفة صاروخية سيارة عسكرية تابعة لـ"مجلس دير الزور العسكري" في "قوات سورية الديمقراطية"، ما أسفر عن مقتل عنصرين وإصابة خمسة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، مضيفة أن اشتباكات جرت بعد الاستهداف في المنطقة ومع استقدام "قسد" لتعزيزات أمنية فرّ المهاجمون إلى جهة مجهولة.

وبحسب المصادر فإن السيارة التي تم استهدافها كانت متوجهة إلى حقل العمر النفطي في المنطقة الشرقية من ريف دير الزور، لتبديل إحدى نوبات الحراسة في الحقل، والإشراف أيضا على نقل عمال يعملون في الحقل الذي تتمركز فيه أيضا قوات من التحالف الدولي ضد "داعش".

وتعرضت عدة دوريات وسيارات تقل عاملين مدنيين لدى "قسد" لهجمات من مجهولين في ناحية البصيرة وخاصة على الطريق المؤدية إلى ناحية الشحيل ومنها إلى منطقة حقل العمر النفطي جنوب شرق ناحية الشحيل.

وفي الشأن ذاته، هاجم مجهولون على دراجة نارية سيارة لـ"قسد" على طريق بلدة الهول بريف الحسكة الشرقي دون وقوع خسائر بشرية قابلتها "قسد" بشن حملة اعتقالات وتفتيش في القسم الخامس من مخيم الهول للنازحين واللاجئين السوريين والعراقيين، والذي يضم أيضا عائلات عناصر تنظيم "داعش" المعتقلين لدى "قسد" أو المفقودين أو المتوارين عن الأنظار.

وكانت "قسد" قد أعلنت أمس عن فرضها قراراً يقضي بحظر التجول عبر الدراجات النارية في مدينة الرقة وبخاصة في الفترة ما بين السابعة مساء وحتى السادسة صباحا وهي الفترة التي تشهد معظم الهجمات على حواجز ودوريات المليشيات باستخدام الدراجات النارية، سواء للهجوم من قبل أشخاص أو الهجوم بالدراجات المفخخة.

وفي محافظة الحسكة أيضا، قالت مصادر لـ"العربي الجديد" إن "قسد" أفرجت مساء أمس عن ثمانية معلمين كانت قد اعتقلتهم في وقت سابق بمدينة عامودا بتهمة إعطاء دروس لطلاب وفق مناهج التعليم الصادرة عن وزارة التربية في حكومة النظام السوري، وذلك قبل أسبوع.

وشهدت عامودا مظاهرات من قبل ناشطين وطلاب على عملية الاعتقال منددين بها ومطالبين "قسد" بالإفراج عن المعلمين وبالكف عن ممارساتها ضد الرافضين لسياساتها في المنطقة، حيث تفرض "قسد" مناهج محددة وتمنع تدريس أي مناهج أخرى للطلاب في مناطق سيطرتها.

 

وفي مناطق سيطرة النظام السوري، تحدثت مصادر محلية عن وقوع انفجار في محيط مدينة الميادين يعتقد أنه ناجم عن صاروخ أطلقته طائرة مجهولة على موقع تابع للمليشيات الإيرانية في أطراف المدينة. فيما لم ترد أنباء مؤكدة عن حجم الخسائر الناتجة عن الانفجار جراء صعوبة الوصول إلى المكان.

إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "هيئة تحرير الشام" لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام السوري قصفت مواقع في محيط بلدة أرمناز غربي إدلب بالمدفعية والصواريخ، ما أدى إلى وقوع جريحين في صفوف الهيئة، وتزامن ذلك القصف مع تحليق مكثف من طيران الاستطلاع فوق المنطقة.

وكانت طائرة حربية روسية قد قصفت قبيل منتصف الليلة الماضية محيط بلدة عين شيب بالقرب من السجن المركزي غرب محافظة إدلب دون تسجيل أي خسائر بشرية. وكان المكان ذاته قد تعرض سابقا لعدة غارات جوية إضافة لقصف صاروخي ومدفعي من النظام والقوات الروسية.

 

النظام السوري يسيطر "إعلامياً" على طفس 

إلى ذلك، وفي جنوب البلاد، يسود الهدوء في طفس كبرى بلدات ريف درعا الغربي جنوب سورية، بعد توصل فصائل محلية في هذا الريف لاتفاق مع قوات النظام السوري برعاية روسية نزع فتيل أزمة كان من الممكن أن تخلط الأوراق في جنوب البلاد، حيث كان النظام يلوّح بعمل عسكري واسع النطاق.

وبيّن الناشط الإعلامي أحمد المسالمة في حديث مع "العربي الجديد" أن الهدوء "هو السمة البارزة اليوم (الاحد) في بلدة طفس"، مضيفا "انسحب قسم من عناصر الفرقة الرابعة الذين فتشوا المزارع الجنوبية والجنوبية الشرقية، وبقي قسم لم ينسحب".

 وأوضح ان الشرطة المدنية التابعة للنظام دخلت مبنيي البلدية والمخفر في البلدة، ورفعت علم النظام عليهما، مؤكدا عودة عدة آلاف من سكان البلدة كانوا نزحوا منها أثناء فترة التهديد بشن عمل عسكري من قبل قوات النظام، لافتا إلى أنه في البلدة الآن نحو 70 ألف مدني.

وكانت "اللجنة المركزية" في ريف درعا الغربي قد توصلت الأسبوع الفائت إلى اتفاق نهائي مع قيادة الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري في المنطقة، إثر اجتماع دار بين الطرفين في مدينة درعا بحضور ضباط روس، بعد مفاوضات دامت لأكثر من عشرة أيام بوساطة من الجانب الروسي.

ونص الاتفاق على "السماح لقوات النظام السوري بتفتيش عدة نقاط في سهول مدينة طفس الجنوبية برفقة أعضاء اللجنة المركزية، وتسليم السلاح المتوسط الذي ظهر في خلافات عائلية، وإخلاء المقار الحكومية التابعة للنظام وإعادة هيكلتها وتفعيلها من جديد".

 وفي السياق، نقلت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام عن "مصدر أمني" زعمه "أن الوضع في طفس مستقر وآمن"، مشيرا إلى "أن الجيش عزز نقاطه في محيطها ومن كافة الاتجاهات، بينما عززت قوات الشرطة وحفظ النظام من وجودها داخل المدينة"، وفق المصدر.

ولكن أبو محمود الحوراني، وهو الناطق باسم "تجمع أحرار حوران"، أكد في حديث مع "العربي الجديد" أن البلدة لا تزال تحت سيطرة اللجان المحلية التابعة لـ "اللجنة المركزية" في محافظة درعا. وبيّن أن النظام "أعاد تفعيل الشرطة المدنية فقط في البلدة"، مضيفا "دخلت وسائل إعلام النظام إلى البلدة للإيحاء أن الأخير بات يسيطر عليها في حين أنه لم يتغير شيء على الأرض".

النظام "أعاد تفعيل الشرطة المدنية فقط في البلدة"

 

وأوضح الحوراني أن اللجنة المركزية في البلدة "سلّمت 4 قطع سلاح"، في مقابل وعود من النظام بإطلاق نحو 20 معتقلا من البلدة لديه. وأكد أنه "لم يهجّر أحد من بلدة طفس"، مبيّنا أن النظام كان يطالب بتهجير 6 أشخاص من ريف درعا الغربي، مضيفا "حتى هؤلاء الستة لم يهجروا إلى الشمال كما كان يريد النظام".   

وكانت الفرقة الرابعة التابعة للنظام السوري ويقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام بشار الأسد، قد هددت أواخر الشهر الفائت باقتحام بلدات ريف درعا الغربي عقب مواجهات مع مقاتلين سابقين في فصائل المعارضة السورية. ولكن الجانب الروسي تدخل مرة أخرى لنزع فتيل الأزمة التي كان من الممكن أن تخلط أوراق الجنوب السوري المحاذي للأردن، ودولة الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة أن الفرقة الرابعة معروفة بولائها للجانب الإيراني. 

وتعد بلدة طفس مركز ريف درعا الغربي، والذي يضم عدة بلدات وقرى، منها: تل شهاب واليادودة، والشجرة، وهي محاذية لخط وقف إطلاق النار بين سورية وإسرائيل في عام 1974، فضلا عن قربها من نهر اليرموك، وهو حدّ طبيعي بين جنوب سورية والأردن.

وكانت فصائل المعارضة السورية في جنوب سورية قد اضطرت في منتصف عام 2018، تحت ضغوط إقليمية، إلى إبرام اتفاقات "تسويات" مع قوات النظام برعاية روسية لإنهاء حالة الحرب، ما أدى إلى تهجير عدد كبير من المدنيين والعسكريين إلى الشمال السوري. ولكن النظام السوري لم يلتزم بهذه الاتفاقات، حيث يختلق الذرائع لإعادة فرض هيمنته على بلدات ومدن الجنوب السوري، مستفيدا من تخلي الضامن الروسي عن مسؤولياته، إزاء الاتفاقات المبرمة.